أفادت يوليا نافالنايا أرملة المعارض الروسي الراحل أليكسي نافالني، الخميس، بأن زوجها كتب في السجن مذكراته عن حياته وعمله كـ"ناشط مؤيد للديمقراطية" قبل وفاته في فبراير الماضي، مشيرةً إلى أنها "ستنشر في 22 أكتوبر المقبل بالولايات المتحدة".
وأشارت نافالنايا إلى أن المذكرات التي تحمل عنوان "باترويت" (Patriot)، ستنشرها دار النشر Knopf، لافتةً إلى أنها "ستطبع نصف مليون نسخة وبعدة لغات منها الروسية"، بحسب ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
وتوقعت نافالنايا التي تتهم السلطات الروسية بـ"اغتيال" زوجها داخل السجن، في بيان أن يكون الكتاب "محفزاً" لأنصار نافالني، مضيفةً أن "هذا الكتاب ليس فقط شهادة على حياة أليكسي، ولكن على التزامه الثابت بمحاربة الديكتاتورية، وهي معركة قدم كل شيء من أجلها بما فيها حياته".
ولفتت إلى أن القارئ سيعرف من خلال الكتاب "الرجل الذي أحببته بعمق، حيث يتمتع بنزاهة كبيرة وشجاعة لا تتزعزع"، معتبرةً أن نشر قصته ليست تكريماً لذكراه فقط، بل "ستلهم الآخرين أيضاً للدفاع عن الحق، وعدم إغفال القيم المهمة حقاً".
"التغيير قادم"
من جهتها، أوضحت دار النشر Knopf في بيان، أن المذكرات "تعبر عن قناعة نافالني، بأن التغيير قادم، ولا يمكن مقاومته"، لافتةً إلى أن المعارض الروسي "كتب مذكراته بنفسه، وأملا أجزاء منها، وتعمل يوليا نافالنايا مع الناشر لتحرير المسودة وإنهائها".
ويتناول الكتاب صعود نافالني كـ"ناشط سياسي"، وزواجه وعائلته، ومسيرته السياسية كزعيم للمعارضة، ومحاولات اغتياله، والاعتداء على عدد من المقربين منه، بحسب دار النشر.
ووصفت "نيويورك تايمز" المشروع بأنه "أكثر حساسية من معظم مذكرات الشخصيات السياسية البارزة"، مشيرةً إلى أن نافالني بدأ العمل على مذكراته عام 2020، بعدما أصيب بمرض أثناء رحلة جوية من سيبيريا إلى موسكو.
وقام الطيار حينها بهبوط اضطراري، وأنقذ حياته، ونُقل جواً إلى برلين، حيث عولج من آثار السم العصبي الذي أظهرت الاختبارات المعملية في 3 دول أنه "نوفيتشوك"، وهو سم تم تطويره في الاتحاد السوفيتي.
ونافالني، الذي توفي داخل سجن بالقطب الشمالي في فبراير الماضي، كان يعد أحد أبرز المعارضين للرئيس فلاديمير بوتين، وواجه حكماً بالسجن لمدة 19 عاماً.
وحمّل أنصاره وعدد من القادة الغربيين الرئيس الروسي مسؤولية وفاته، ووصفها البعض بأنها "جريمة قتل"، بعد 3 سنوات من الاعتقال، بحسب وكالة "فرانس برس".
بدأت متاعب نافالني البالغ 47 عاماً القضائية منذ مطلع عام 2010، قبل أن يتعرض لعملية تسمم خطير في العام 2020 نجا منها بأعجوبة، لكنها تركت تداعيات على صحته، فضلاً عن ظروف سجنه القاسية في حبس انفرادي غالباً، بحسب "فرانس برس".
وكان مسجوناً منذ يناير 2021، وصدر في حقه في أغسطس الماضي، حكماً إضافياً بالسجن 19 عاماً بعد إدانته بتهمة "التطرف".
ونقل في نهاية العام 2023 إلى سجن ناء في منطقة قطبية في الشمال الروسي في ظروف بالغة الصعوبة، فيما اعتبرت محاكماته الكثيرة ذات دوافع سياسية ووسيلة لمعاقبته لمعارضته بوتين.