إيران تضع سيناريوهات الرد على إسرائيل.. وواشنطن تستبعد الانجرار لحرب بالمنطقة

استخبارات أميركية تتوقع هجوماً بداخل إسرائيل.. وتل أبيب تنتظر الرد خلال 48 ساعة

time reading iconدقائق القراءة - 7
إيرانيون يحرقون العلم الإسرائيلي خلال جنازة عناصر الحرس الثوري الذين سقطوا في الضربة الإسرائيلية على قنصلية طهران بدمشق. 5 أبريل 2024 - Reuters
إيرانيون يحرقون العلم الإسرائيلي خلال جنازة عناصر الحرس الثوري الذين سقطوا في الضربة الإسرائيلية على قنصلية طهران بدمشق. 5 أبريل 2024 - Reuters
واشنطن/دبي-الشرق

قال مسؤول أميركي الخميس، إن الولايات المتحدة تتوقع هجوماً إيرانياً على إسرائيل، ليس كبيراً بما يكفي لجر واشنطن إلى حرب وتصعيد بالمنطقة، وذلك وسط أنباء تفيد بأن طهران وضعت سيناريوهات الرد، وأن المرشد علي خامنئي يعكف على دراسة مخاطرها السياسية، فيما تستعد تل أبيب لهجوم على شمالها أو جنوبها، خلال الـ24 أو 48 ساعة المقبلة.

وقال البيت الأبيض في وقت سابق إن واشنطن "لا تريد أن تتسع رقعة الصراع في الشرق الأوسط"، وإن الولايات المتحدة أبلغت طهران بأنها "لم تشارك في الضربة الجوية التي قتلت القائد العسكري الإيراني الكبير محمد رضا زاهدي في قنصليتها بدمشق، كما حذر البيت الأبيض إيران من استخدام هذا الهجوم "ذريعة" لمزيد من التصعيد في المنطقة، وفق "رويترز".

وتتأهب الولايات المتحدة، تحسباً لضربات انتقامية محتملة من إيران، فيما يعمل مبعوثون أميركيون على تخفيف حدة التوتر.

وقالت مصادر إيرانية إن طهران نقلت لواشنطن أنها سترد على الهجوم الإسرائيلي على سفارتها في سوريا على نحو يستهدف تجنب تصعيد كبير، وأنها "لن تتعجل"، وذلك في وقت تضغط فيه إيران لتحقيق مطالب تتضمن إحلال هدنة في غزة.

وقصفت طائرات حربية يشتبه أنها إسرائيلية القنصلية الإيرانية في دمشق، مطلع أبريل، سقط فيها قائد إيراني كبير و6 عسكريين إيرانيين آخرين، ما أدى إلى تفاقم التوتر في منطقة متوترة بالفعل بسبب حرب غزة.

واتهمت سوريا إسرائيل بتنفيذ الهجوم الذي أسفر عن سقوط الجنرال محمد رضا زاهدي، الذي أدار العمليات شبه العسكرية الإيرانية في سوريا ولبنان، ويعد زاهدي أعلى مسؤول عسكري إيراني يتم اغتياله، منذ اغتيال الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني في يناير 2020 في بغداد.

ضربة خلال يومين "داخل إسرائيل"

في المقابل، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر مطلعة قولها، إن إسرائيل تستعد لهجوم مباشر على جنوبها أو شمالها في غضون الساعات الـ24 إلى 48 المقبلة، إذ أفاد مصدر مقرب من القيادة الإيرانية بأن خطط الهجوم "تمت مناقشتها بالفعل، لكن لم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأنها". 

وقال مسؤول أميركي مطلع على الأمر، الخميس، إن تقارير الاستخبارات الأميركية تشير إلى "شن ضربة انتقامية إيرانية خلال أيام، ربما داخل إسرائيل نفسها، وليس على مصالحها في أماكن أخرى". 

وكانت تقارير استخباراتية أميركية أظهرت الأسبوع الماضي، أن هجوماً على الأصول الإسرائيلية من قبل إيران أو وكلائها قد يكون وشيكاً، ولكن الصحيفة نقلت عن مصدر، لم تكشف عن هويته، قوله إنه "بات يبدو الآن أن الهجوم قد يكون داخل إسرائيل". 

وفي الإطار، قالت السفارة الأميركية لدى إسرائيل، إنه سيتم منع الموظفين الأميركيين وأفراد أسرهم من السفر إلى وسط إسرائيل والقدس وبئر السبع حتى إشعار آخر. 

كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين في وزارة الدفاع قولهم إن قائد القيادة المركزية الأميركية المسؤولة عن العمليات العسكرية في الشرق الأوسط الجنرال مايكل إريك كوريلا، زار إسرائيل الخميس. 

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متحدثاً من قاعدة جوية في جنوب إسرائيل، الخميس أيضاً، بالرد بشكل مباشر على أي هجوم على إسرائيل، قائلاً: "مَن يؤذينا سنؤذيه، ونحن على استعداد للرد على جميع الاحتياجات الأمنية لإسرائيل، دفاعاً وهجوماً". 

سيناريوهات الرد الإيراني

ونقلت الصحيفة عن مستشار للحرس الثوري قوله، إن الأخير تواصل مع المرشد الأعلى للبلاد علي خامنئي في وقت سابق من هذا الأسبوع، وطرح عليه عدة خيارات لضرب مصالح إسرائيلية، مضيفاً أن السيناريوهات قيد النظر تشمل "هجوماً مباشراً على إسرائيل بصواريخ متطورة متوسطة المدى". 

وقال مستشار الحرس الثوري الإيراني: "لقد تم وضع خطط الضربة أمام المرشد الأعلى، ولكنه لا يزال يدرس مخاطرها السياسية". 

ووفقاً لما نقلته الصحيفة عن مستشاري الحرس الثوري الإيراني والحكومة السورية، فإن السيناريوهات تشمل أيضاً هجمات يشنها وكلاء طهران في سوريا والعراق الذين قامت إيران بتسليمهم مُسيّرات في الأيام الأخيرة. 

وتابعت المصادر: "كما يمكن لإيران وحلفائها أيضاً مهاجمة الجولان، وهي المنطقة التي ضمتها إسرائيل من سوريا، أو حتى (القوات الإسرائيلية) في قطاع غزة، وذلك لتجنب شن هجوم داخل تل أبيب، وهناك خيار آخر وهو ضرب السفارات الإسرائيلية، ولا سيما في العالم العربي، لإظهار أن العلاقات الودية مع تل أبيب قد تكون مكلفة".

وفي الساعات الأخيرة، نشرت حسابات مقربة من الحرس الثوري الإيراني مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر محاكاة لهجمات صاروخية على مطار حيفا في إسرائيل والمنشآت النووية في ديمونا.

وكان مسؤول إيراني قد قال في وقت سابق، إن طهران "ستضرب محطات الكهرباء وتحلية المياه الإسرائيلية، حال تعرضت للهجوم". 

وذكرت الصحيفة أن خامنئي "لم يتخذ قراراً بعد بشأن هذه الخطط، إذ يشعر بالقلق من أن الهجوم المباشر قد يأتي بنتائج عكسية من خلال اعتراض الصواريخ ورد إسرائيل بانتقام واسع النطاق على البنية التحتية الاستراتيجية لإيران".

ويسعى المجتمع الدولي جاهداً لتجنب التصعيد، إذ أجرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ونظيرها البريطاني ديفيد كاميرون، الخميس، اتصالاً بنظيرهما الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ليطلبا من طهران "عدم شن هجوم على إسرائيل"، وفقاً لمسؤولين بريطانيين وإيرانيين.

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن متحدث باسم بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك، قوله: "تم إجراء اتصالات من قبل العديد من الوزراء الإقليميين والأوروبيين مع وزير الخارجية الإيراني".

تصنيفات

قصص قد تهمك