إيران تستولي على سفينة شحن إسرائيلية في الخليج العربي

واشنطن تراقب.. والجيش الإسرائيلي: طهران ستتحمل عواقب التصعيد

time reading iconدقائق القراءة - 7
الحرس الثوري الإيراني يستولي على سفينة شحن إسرائيلية في الخليج العربي. 13 أبريل 2024 - وكالة تسنيم الإيرانية
الحرس الثوري الإيراني يستولي على سفينة شحن إسرائيلية في الخليج العربي. 13 أبريل 2024 - وكالة تسنيم الإيرانية
دبي -وكالات

أعلنت إيران، السبت، احتجاز سفينة شحن إسرائيلية في الخليج العربي، فيما قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إن طهران "ستتحمل عواقب تصعيد الوضع"، وذلك وسط ترقب بشأن "ضربة انتقامية" إيرانية تجاه إسرائيل، رداً على قصف تل أبيب لقنصلية طهران في دمشق في الأول من أبريل الجاري. 

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، إن واشنطن على علم بتقارير الاستيلاء على السفينة، مشيراً إلى أن بلاده "تراقب الوضع".

وحسبما نقلت وكالات إيرانية، فإن القوات الخاصة التابعة للبحرية الإيرانية، استخدمت طائرة مروحية لاعتلاء السفينة والسيطرة عليها.

وأوضحت وكالة "تسنيم" الإيرانية شبه الرسمية، أن سفينة الشحن MSC Aries التي احتجزتها البحرية الإيرانية، ترفع علم البرتغال، وتديرها شركة Zodiac Maritime المملوكة للملياردير الإسرائيلي إيال عوفر، ومقرها العاصمة البريطانية لندن.

وأفادت بأن السفينة المحتجزة سيتم قطرها إلى المياه الإقليمية الإيرانية.

ودعا وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، السبت، لفرض عقوبات على طهران على خلفية ما وصفه بـ"عملية قرصنة".

وقال كاتس عبر منصة "إكس"، إن "نظام آية الله خامنئي، نظام إجرامي يدعم جرائم حماس، وينفّذ الآن عملية قرصنة في انتهاك للقانون الدولي".

وتابع بقوله "أدعو الاتحاد الأوروبي والعالم الحر إلى إعلان الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، وفرْض عقوبات على إيران على الفور".

وفي وقت سابق، السبت، أفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، بأن "سلطات إقليمية" سيطرت على سفينة، على بُعد 50 ميلاً بحرياً شمال شرق إمارة الفجيرة في الإمارات.

ولم تحدد الهيئة، السلطات التي كانت تشير إليها. ونصحت السفن بتوخي الحذر أثناء عبورها، والإبلاغ عن أي "أنشطة مشبوهة".

كما أبلغت شركة "أمبري" للأمن البحري البريطانية عن حادث "اعتلاء" سفينة في الموقع ذاته.

وأشارت "أمبري" إلى أنها اطلعت على "لقطات ثابتة لثلاثة أفراد على الأقل ينزلون من مروحية إلى ما يبدو أنها سفينة شحن"، لافتة إلى أن هذا الأسلوب "استُخدم سابقاً من البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني".

من جهتها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية "مكان"، أن السفينة المعنية يُعتقد أنها MSC Aries، وهي سفينة حاويات مرتبطة بشركة Zodiac Maritime التابعة للملياردير الإسرائيلي إيال عوفر.

وتحدّثت عن تقارير بشأن سيطرة قوات إيرانية على سفينة الحاويات بالقرب من مضيق هرمز، لافتة إلى مقطع فيديو نشرته وكالة "أسوشيتد برس" يُظهر "أفراداً من القوات الخاصة"، وهم يداهمون السفينة بطائرة مروحية.

إسرائيل: إيران ستتحمل العواقب

وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري، السبت، إن إيران ستتحمل عواقب اختيارها الاستمرار في تصعيد الوضع في المنطقة.

وأضاف هاجاري في بيان مصور عبر تليجرام، أن "إيران تمول وتدرب وتسلّح وكلاء في جميع أنحاء الشرق الأوسط وخارجه".

وتابع قائلاً: "بدأت (حركة) حماس المدعومة من إيران هذه الحرب في 7 أكتوبر، وقام حزب الله المدعوم من إيران بتوسيع هذه الحرب في 8 أكتوبر، ومنذ ذلك الحين، قامت الميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا، والحوثيون المدعومون من إيران في اليمن، بتوسيع هذا الصراع إلى صراع عالمي".

واتهم هاجاري إيران بأنها "أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم"، مضيفاً أن شبكتها "لا تهدد سكان إسرائيل وغزة ولبنان وسوريا فحسب، فالنظام في إيران يغذي الحرب في أوكرانيا وغيرها".

وأردف بقوله: "ستتحمل إيران عواقب اختيارها الاستمرار في تصعيد الوضع". مؤكداً أن إسرائيل في حالة تأهب قصوى "وقمنا بزيادة استعدادنا لحماية إسرائيل من أي عدوان إيراني آخر. ونحن أيضاً على استعداد للرد".

وتصاعدت المخاطر الأمنية في المنطقة بعد اغتيال قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني في هجوم إسرائيلي، استهدف مجمع السفارة الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل الجاري.

وقال المرشد الإيراني علي خامنئي، إن إسرائيل "يجب أن تعاقَب وسوف تعاقَب".

وفي سياق متصل، حذّر وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون من استمرار التصعيد في المنطقة، قائلاً إنه "ليس في مصلحة أحد، ويهدد بإزهاق أرواح مزيد من المدنيين".

وقال كاميرون عبر منصة "إكس" إنه ناقش مع عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني جانتس "مخاوفنا المشتركة بشأن تهديدات إيران بمهاجمة إسرائيل".

وأضاف أن بريطانيا ستواصل العمل مع شركائها لدعم الأمن الإقليمي.

تحركات عسكرية في إيران

ورصدت الولايات المتحدة تحريك إيران مُسيّرات وصواريخ كروز، في إطار استعدادها لـ"هجوم محتمل" على إسرائيل من داخل أراضيها، وذلك رداً على استهداف قنصلية طهران في دمشق، حسبما نقلت شبكة CNN الأميركية، عن مصادر استخباراتية، فيما تتعهد واشنطن باعتراض أي أسلحة تُطلق باتجاه إسرائيل، ووسط مساعٍ دولية لتهدئة الأوضاع.

والرد الإيراني المتوقع قريباً، بحسب معلومات استخباراتية أميركية، يأتي بعدما استهدفت إسرائيل مطلع الشهر الجاري مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، وأسفر عنها قتل 7 مسؤولين، أبرزهم محمد رضا زاهدي، قائد فيلق القدس الإيراني في سوريا ولبنان، إضافة لستة مسؤولين آخرين.

وتهدد الضربة الإيرانية بإشعال المنطقة، وزيادة التوترات وتحويل "حرب الظل" المستمرة منذ فترة طويلة بين الأعداء الإقليميين إلى مواجهة مباشرة، إذ تأتي في وقت تتعرض فيه حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لضغوط دولية متزايدة لإنهاء حملتها العسكرية على قطاع غزة، التي أودت بحياة أكثر من 33 ألف فلسطيني.

وبحسب تقديرات الاستخبارات الأميركية، فإن "الإيرانيين يريدون تجنب التورط في حرب مباشرة مع إسرائيل والولايات المتحدة"، مشيرة إلى أن طهران ستستخدم قواتها بالوكالة لشن الهجوم الأول".

وقالت مصادر للشبكة الأميركية، إن الولايات المتحدة "لاحظت أن إيران تقوم بتجهيز ما يصل إلى 100 صاروخ كروز"، مشيرة إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كانت تستعد لتوجيه ضربة من أراضيها كجزء من هجوم أولي، أو ما إذا كانت تحاول ردع إسرائيل أو الولايات المتحدة عن توجيه ضربة مضادة محتملة لأراضيها، لكن مصدراً مطلعاً رجح أن تكون الأهداف "داخل إسرائيل، وفي جميع أنحاء المنطقة".

قصص قد تهمك