بايدن يصف العلاقة مع العراق بـ"المحورية".. والسوداني: نسعى لشراكة كاملة

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الأميركي جو بايدن يصافح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في البيت الأبيض بواشنطن. 15 أبريل 2024 - REUTERS
الرئيس الأميركي جو بايدن يصافح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في البيت الأبيض بواشنطن. 15 أبريل 2024 - REUTERS
دبي-الشرق

وصف الرئيس الأميركي جو بايدن خلال استقباله في البيت الأبيض، رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الاثنين، العلاقة مع بغداد بـ"المهمة جداً والمحورية" للمنطقة، فيما اعتبر السوداني أن العلاقات "وصلت لمنعطف مهم"، مشدداً على أهمية "الانتقال من العلاقة العسكرية إلى الشراكة الكاملة".

وأضاف بايدن أن "العراق والولايات المتحدة يعملان معاً لهزيمة تنظيم (داعش)، ونرى ذلك أيضاً في اتفاقية الإطار الاستراتيجي الخاصة بيننا كذلك"، واصفة الشراكة بين بغداد وواشنطن بـ"المهمة جداً والمحورية من أجل بلادنا والشرق الأوسط والعالم".

وأعرب بايدن عن شكره للسوداني بشأن "التركيز على تعزيز الاقتصاد العراقي، وتحقيق الاستقلال في مجال الطاقة، وهذا هدف مشترك بيننا، وسنناقشه لاحقاً اليوم". 

وشدد الرئيس الأميركي على أن التزام بلاده بـ"وقف لإطلاق نار في قطاع غزة، يعيد المحتجزين إلى وطنهم، ويمنع تمدد الصراع إلى أبعد مما هو عليه الآن".

"وقت حساس"

من جهته، اعتبر السوداني أن "زيارة أميركا تأتي بعد وقت حساس، وتظهر أهمية العلاقات بين الجانبين"، مؤكداً أن "العلاقات الأميركية-العراقية وصلت لمنعطف مهم، ونحن نبحث الأسس المستدامة الرئيسية لشراكة شاملة وطويلة الأمد مع الولايات المتحدة".

وشدد السوداني على سعيه لنقل "العلاقة ذات الطبيعة الأمنية والعسكرية بطريقة سلسة ومدروسة وممنهجة إلى علاقة قائمة على أسس اقتصادية، وفي المجالات الثقافية والأمنية والسياسية، وفق اتفاقية الإطار الاستراتيجي".

ولفت إلى أن "العراق في طور التعافي، ويشهد تنمية ومشاريع خدمية وعمرانية"، موضحاً أنه سيناقش مع بايدن "الشراكة المستدامة على أساس اتفاقية الإطار الاستراتيجي".

وأردف: "وضعنا المنهجية السلمية للانتقال العسكري من خلال اللجنة الثنائية التي ستقدر الموقف العسكري والظروف العملياتية لتطوير قدرات الأجهزة الأمنية، وسنلتزم بمخرجات هذه اللجنة".

وأكد أن بلاده "تبحث من خلال لجنة التعاون الأمني، لشراكة ثنائية مستدامة بين العراق والولايات المتحدة في الجانب العسكري والأمني"، موضحاً أن "هناك اختلافاً في بعض التقييمات بشأن القضية الموجودة حالياً في المنطقة، لكننا نتفق على مبادئ القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وعلى قوانين الحرب".

وشدد رئيس الوزراء العراقي على "ضرورة وقف اتساع الصراع في المنطقة"، مجدداً في الوقت نفسه التزام حكومته بـ"حماية البعثات الدبلوماسية".

يأتي ذلك بعد ساعات من بحث رئيس الوزراء العراقي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، أهمية دعم الجهود الساعية إلى منع اتساع الصراع في قطاع غزة إلى المنطقة.

وذكر بيان لمجلس الوزراء العراقي، أن اللقاء "شهد التباحث في أهم قضايا المنطقة، وما يجري في غزة"، إذ جدد السوداني التأكيد على "موقف العراق الواضح من العدوان، مؤكداً المسؤولية المشتركة القانونية والأخلاقية إزاء حماية المدنيين العزل".

وقال البيان العراقي إنه جرى خلال اللقاء أيضاً البحث في عدد من الجوانب الاقتصادية والفرص الاستثمارية للشركات الأميركية، خصوصاً في مجالات الطاقة، وإمكانية توسعة الشراكة مع القطاع الخاص العراقي في مجالات مهمة للسوق العراقية.

ورحب مسؤولون أميركيون وغربيون آخرون بخطط الإصلاح الاقتصادي التي طرحها السوداني، لكن المخاوف لا تزال قائمة بشأن نفوذ الجماعات المتحالفة مع إيران، بحسب وكالة "رويترز".

وفي وقت سابق الاثنين، انطلقت اجتماعات أعمال اللجنة التنسيقية العليا بين العراق والولايات المتحدة، الخاصة بتفعيل اتفاقية الإطار الإستراتيجي، بحسب وكالة الأنباء العراقية "واع".

ومن المتوقع أن تركز زيارة السوداني الأولى لواشنطن منذ توليه منصبه في أكتوبر 2022، على وجود القوات الأميركية في العراق كجزء من تحالف دولي مناهض للجماعات المتطرفة، بحسب وكالة "فرانس برس".

ويأتي الاجتماع بعد أن شنت إيران، جارة العراق، هجوماً بالصواريخ والمسيَّرات على إسرائيل ليل السبت. وشاركت القوات الأميركية المتمركزة بالقرب من مدينة أربيل في شمال العراق في التصدي للهجوم باستخدام بطارية صواريخ باتريوت لإسقاط صاروخ باليستي إيراني.

وقال بيان صادر عن مكتب السوداني قبل مغادرته، السبت، "إن هذه الزيارة الرسمية تأتي في وقت دقيق وحساس سواء على مستوى العلاقات الثنائية، أو ظروف المنطقة وما يحصل في الأراضي الفلسطينية من جرائم قتل واستهداف للمدنيين الأبرياء من النساء والأطفال".

قال البيت الأبيض في مارس الماضي، إن بايدن والسوداني سيناقشان "التزامنا المشترك بإلحاق هزيمة دائمة بتنظيم (داعش)، وتطوير المهمة العسكرية".

ويحاول العراق الابتعاد عن التوترات الإقليمية وسط الحرب التي تشنها إسرائيل منذ 6 أشهر ضد حركة "حماس" في غزة، والتي اندلعت في أعقاب هجوم 7 أكتوبر الماضي، بحسب "فرانس برس" التي قالت إنه منذ ذلك الحين، نفذت فصائل مسلحة مرتبطة بإيران، يتمركز بعضها في العراق، سلسلة هجمات على منشآت تابعة للولايات المتحدة، الحليف الرئيسي لإسرائيل.

ويرغب العراق في النأي بنفسه عن العداوة بين واشنطن وطهران. ودان شن غارة أميركية بطائرة مُسيرة في فبراير أدت إلى سقوط قائد فصيل عراقي رداً على هجوم أسفر عن سقوط 3 من العسكريين الأميركيين في الأردن، لكن التوترات هدأت منذ ذلك الحين بين واشنطن وبغداد، واستأنف الجانبان المحادثات بشأن مستقبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

وأعربت السلطات العراقية عن أملها في وضع جدول زمني لتقليص وجود القوات الأميركية.

وتنشر الولايات المتحدة حالياً نحو 2500 جندي في العراق، و900 في سوريا المجاورة في إطار التحالف الدولي.

تصنيفات

قصص قد تهمك