بعد ستاربكس وماكدونالدز.. المقاطعة في آسيا تستهدف منتجات التجميل

العلامتين التجاريتين La Roche Posay وCerave الأكثر تضرراً

time reading iconدقائق القراءة - 6
متظاهرون يرفعون لافتات تدعو لمقاطعة الشركات المرتبطة بإسرائيل خلال مسيرة احتجاجية في يوجياكارتا، إندونيسيا. ١١ نوفمبر ٢٠٢٣ - AFP
متظاهرون يرفعون لافتات تدعو لمقاطعة الشركات المرتبطة بإسرائيل خلال مسيرة احتجاجية في يوجياكارتا، إندونيسيا. ١١ نوفمبر ٢٠٢٣ - AFP
دبي-الشرق

على الرغم من اقتصار التركيز الأولي لحملة مقاطعة المنتجات الغربية المرتبطة بإسرائيل في آسيا، على علامات تجارية محددة للأطعمة والمشروبات، مثل "ماكدونالدز" و"ستاربكس"، إلا أنها امتدت بعد مرور 6 أشهر على الحرب في غزة، إلى مجالات أخرى تشمل "أدوات التجميل".

وتقود دول جنوب آسيا ذات الأغلبية المسلمة تحرك رد الفعل الغاضب في المنطقة، على الحرب الإسرائيلية على غزة والتي قتلت نحو 34 ألف فلسطيني منذ بدء قصف القطاع قبل 6 أشهر، وفق صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".

وفي هذا السياق، قال إيجا كورنيا يزيد الخبير الاقتصادي والمتخصص في سياسات الدعم في الفريق الوطني الإندونيسي لتسريع الحد من الفقر للصحيفة: "منذ أن بلغت الحرب الإسرائيلية على غزة ذروتها في نهاية العام الماضي، كانت المقاطعات ضخمة للغاية مقارنة بحملات المقاطعة السابقة للمنتجات الغربية".

وأضاف الخبير الاقتصادي أن الدول ذات الأغلبية المسلمة، مثل ماليزيا وتركيا والسعودية وإندونيسيا، شاركت بقوة في هذه الحركة "تضامناً ودعماً لإخوانهم المسلمين".  

وفي بداية الحرب احتشد المستهلكون الماليزيون وراء دعوة، أطلقها الذراع المحلي للحركة العالمية للمقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات BDS، لمقاطعة العلامات التجارية الخاصة بالشركات المرتبطة بإسرائيل، ما تسبب في تكبد العديد من تلك الشركات خسائر مالية فادحة.  

على سبيل المثال، استهدفت حركة المقاطعة شركة "ماكدونالدز"، بعد انتشار مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر فروع سلسلة الوجبات السريعة في إسرائيل، وهي تتبرع بوجبات مجانية للجيش الإسرائيلي بعد اندلاع الحرب في 7 أكتوبر.  

ولا يقتصر تأثير المقاطعات ضد الشركات المرتبطة بإسرائيل في الوقت الراهن على أيقونة الوجبات السريعة الأميركية، إذ امتدت لتشمل سلسلة القهوة الأميركية "ستاربكس" والعلامة التجارية لمنتجات التجميل الفرنسية "لوريال"، وفق "ساوث تشاينا مورنينج بوست". 

خسائر مالية

وتقوم شركة "ستاربكس" بإدارة امتياز في ماليزيا مملوك لشركة Berjaya Food المحلية للمواد الغذائية، والتي أفادت بانخفاض إيراداتها "بنسبة 38% على أساس سنوي"، حيث تراجعت إلى 182.55 مليون رينجيت (ما يعادل 38.3 مليون دولار أميركي) في الربع الرابع (من أكتوبر إلى ديسمبر) من العام 2023، مقارنة بـ295.32 مليون رينجيت، خلال الفترة نفسها من عام 2022، وعزت شركة Berjaya Food تراجع أرباحها إلى "المقاطعة المستمرة".  

من جانبها، قالت شركة "ماكدونالدز" في فبراير إن مبيعاتها العالمية ارتفعت بنسبة 0.7% في الربع الرابع من العام الماضي، مسجلة تراجعاً كبيراً مقارنة بالارتفاع الذي بلغت نسبته 16.5% التي حققته في نفس الفترة من 2022.

وقال المدير التنفيذي لـ"ماكدونالدز"، كريس كمبكزينسكي، إن "التأثير الأكثر وضوحاً الذي نشهده يأتي من الشرق الأوسط والدول الإسلامية، مثل إندونيسيا وماليزيا"، حسبما أوردت "ساوث تشاينا مورنينج بوست".  

وبينما أثرت المقاطعة سلباً على أسعار أسهم الشركات والتقارير المالية، إلا أنه "لم يكن لها تأثير كبير على الاقتصاد الكلي في إندونيسيا"، والذي نما بنسبة 5.04% العام الماضي، وفقاً لما قاله يزيد. 

وأضاف الخبير الاقتصادي الإندونيسي في الفريق الوطني لتسريع الحد من الفقر أن "هذا إشارة إلى أن المستهلكين يستبدلون المنتجات المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة بمنتجات أخرى".  

وأوضح أن منتجات التجزئة مثل المواد الغذائية والمشروبات عادة ما تمثل "الهدف الرئيس للمقاطعة" لأنها "الأكثر انتشاراً والأسهل للمقاطعة".  

وأشار إلى أن "منتجات الأزياء شهدت أيضاً توجها مماثلاً، حيث شهدت Mitra Adiperkasa، وهي مجموعة ماليزية تضم سلسلة متاجر متعددة الأقسام ومنافذ بيع أطعمة ومشروبات، أيضاً انخفاضاً في سعر سهمها، وفي صافي الربح في عام 2023".  

المقاطعة تطال منتجات التجميل

وقالت فاني، البائعة الإندونيسية التي تعمل في متجر Watsons لمنتجات الصحة والجمال، في مدينة ميدان، في ولاية سومطرة الشمالية، لـ "ساوث تشاينا مورنينج بوست" إن العلامتين التجاريتين لمنتجات التجميل La Roche Posay وCerave، ومقرهما نيويورك، كانتا "الأكثر تضرراً"، حيث أنهما مملوكتان لشركة منتجات التجميل العملاقة "لوريال" التي لديها وجود تجاري في إسرائيل، ودخلت في شراكة مع شركات إسرائيلية.  

ولاحظت فاني أيضاً ضُعف مبيعات منتجات Vaseline، المملوكة لشركة Unilever، التي استهدفتها أيضاً المقاطعة بسبب صلاتها المزعومة بإسرائيل، وقالت للصحيفة إن "المستهلكين تحولوا إلى علامات تجارية أخرى، مثل Skintific الصينية، والعلامة التجارية المحلية Wardah ضمن المقاطعة".  

ولا تختلف تجربة هيرا، البائعة في شركة The Body Shop، في ميدان كثيراً عن تجربة فاني، حيث قالت: "لقد سأَلَنا العملاء عن الأسباب التي تجعل البعض يطلبون منهم عدم التعامل مع The Body Shop، وسألني البعض عن حقيقة أن The Body Shop مؤيدة لإسرائيل. وأخبرناهم أن هذا غير صحيح، وأن شركتنا لا تؤيد الحرب الإسرئيلية في فلسطين بأي شكل من الأشكال".  

وكانت شركة The Body Shop، التي تأسست في بريطانيا في عام 1976، مملوكة لمجموعة التجميل L'Oreal قبل أن تبيعها لشركة Natura & Co البرازيلية في عام 2017، التي باعتها بدورها لشركة الأسهم الألمانية الخاصة Aurelius.

وقالت شركة The Body Shop Indonesia، التي تقودها الناشطة وسيدة الأعمال سوزي هوتومو، إنها تبرعت بمليار روبية (ما يعادل 62 ألف دولار أميركي) لصالح جهود الإغاثة في غزة.  

وأكدت هيرا أن The Body Shop واصلت جمع التبرعات لصالح جهود الإغاثة في غزة وقالت إنها تأمل أن "يخفف ذلك من مخاوف العملاء" وأن يكون "كل شيء على ما يرام". 

تصنيفات

قصص قد تهمك