يتوجه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الاثنين، إلى باكستان في أول زيارة له للدولة الجارة منذ توتر العلاقات إثر ضربات صاروخية متبادلة عبر الحدود بين البلدين يناير الماضي.
وأعلنت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان، الأحد، أن رئيسي الذي يرافقه وفد حكومي يضم وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، وعدداً من رجال الأعمال الإيرانيين، سيلتقي نظيره آصف علي زرداري، ورئيس الحكومة شهباز شريف.
وأضاف البيان الباكستاني: "سيناقشون أيضاً التطورات الإقليمية والعالمية والتعاون الثنائي في مواجهة التهديد المشترك المتمثل في الإرهاب".
وتشمل الزيارة العاصمة إسلام آباد ومدينة لاهور بشرق البلاد وكراتشي في الجنوب، على أن ينتقل رئيسي من باكستان إلى سريلانكا، الأربعاء المقبل.
بدورها، أكدت الرئاسة الإيرانية أن رئيسي سيتوجه، الاثنين، إلى إسلام آباد "تلبية لدعوة رسمية من نظيره الباكستاني"، على أن ينتقل منها إلى سريلانكا بناء على دعوة مماثلة.
وسبق أن أشارت باكستان منذ يناير الماضي، إلى أن رئيسي سيزور البلاد، وقال رئيس الحكومة، الأسبوع الماضي، إن الزيارة ستتم "قريباً جداً".
علاقات متوترة
وشهدت العلاقات بين إيران وباكستان، توتراً حاداً لكن مؤقتاً مطلع العام، على خلفية عمليات تنفذها جماعات متشددة في جنوب شرق إيران في المناطق الحدودية مع باكستان.
ونفّذت جماعة "جيش العدل" التي تشكلت عام 2012 سلسلة هجمات في جنوب شرق إيران في السنوات الأخيرة. وتصنّفها طهران وواشنطن بأنها "منظمة إرهابية"، وتشتبه إيران بأن الجماعة تنفذ عملياتها انطلاقاً من قواعد خلفية في باكستان المجاورة.
وفي ديسمبر الماضي، أعلنت الجماعة مسؤوليتها عن هجوم على مركز للشرطة في راسك، أسفر عن سقوط 11 شرطياً إيرانياً.
وفي منتصف يناير، أعلنت طهران تنفيذ ضربة جوية وصاروخية ضد مقرات لجماعة "جيش العدل" داخل الأراضي الباكستانية، مؤكدة أنها استهدفت "مجموعة إرهابية إيرانية".
وأثار القصف الإيراني توتراً بين طهران وإسلام آباد، إذ قامت باكستان بعد أيام بشن ضربات جوية قالت إنها استهدفت "ملاذات إرهابية" في مناطق قرب حدودها داخل الأراضي الإيرانية.
وبعد أيام، اتفق البلدان على "خفض" التوتر بينهما، وتعهدا عدم السماح "للإرهاب بتهديد" علاقتهما.
وغالباً ما تتبادل إيران وباكستان الاتهامات بشأن السماح للجماعات المتمرّدة من البلدين باستخدام أراضي البلد الآخر لشن هجمات.
تعاون اقتصادي
إلى ذلك، يبحث البلدان منذ أعوام، إنشاء خط أنابيب لنقل الغاز. وبدأ العمل في هذا المشروع الذي تقدر كلفته بـ7,5 مليارات دولار في مارس 2013، لكن غياب الموارد المالية يحول دون إنجاز باكستان الشق المتعلق بها من المشروع.
ومنحت إسلام آباد في فبراير الماضي، الضوء الأخضر لبدء إنشاء قسم أول بطول 80 كلم لتفادي دفع غرامات مقدرة بمليارات الدولارات لطهران، بسبب التأخر في إنجاز الأعمال.
إلا أن الولايات المتحدة التي تفرض عقوبات اقتصادية واسعة على طهران، كررت في مارس معارضتها هذا المشروع.