تايوان تشكر واشنطن على إقرار مساعدات طال انتظارها: سنعمل على ضمان السلام والحرية

time reading iconدقائق القراءة - 6
سفينة حربية تابعة للبحرية التايوانية تراقب حاملة الطائرات الصينية شاندونج بالقرب من الأراضي التايوانية. 13 سبتمبر 2023 - AFP
سفينة حربية تابعة للبحرية التايوانية تراقب حاملة الطائرات الصينية شاندونج بالقرب من الأراضي التايوانية. 13 سبتمبر 2023 - AFP
تايبيه -أ ف ب

قالت تايوان، الاثنين، إنها ستعمل مع الولايات المتحدة على ضمان "السلام والحرية" في المنطقة المحيطة بالجزيرة، بعد إقرار مجلس النواب الأميركي حزمة مساعدات عسكرية لتايبيه في مواجهة ضغوط متزايدة من الصين.

وأقر مجلس النواب الأميركي، السبت الماضي، 4 قوانين منفصلة بقيمة إجمالية تبلغ 95 مليار دولار، من ضمنها حزم مساعدات عسكرية لأوكرانيا وإسرائيل.

وتشمل المساعدات نحو 8 مليارات دولار لتايوان، الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي، لكن الصين تعتبرها جزءاً من أراضيها وتتعهد إعادتها الى كنفها، بالقوة إن لزم الأمر.

وأوضحت وزارة الدفاع التايوانية، الأحد، أن 1.9 مليار دولار من هذه المساعدات ستخصص لتأهيل المعدات العسكرية والتدريب، على أن يتم تخصيص مليارين لـ"التمويل العسكري الخارجي" لدول في المنطقة من بينها تايوان.

وجاء التصويت في واشنطن قبل أيام من زيارة يقوم بها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الصين.

وقال رئيس الوزراء التايواني، تشين شين جين، إن "مضيق تايوان ينعم بالسلام والاستقرار هو المفتاح الأهم للسلام والازدهار في العالم"، مؤكداً أن بلاده "ستواصل العمل مع دول تفكر بالطريقة نفسها، من ضمنها الولايات المتحدة وكل دول المعسكر الديمقراطي.. لضمان السلام والحرية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وجعل منطقة مضيق تايوان أكثر استقراراً".

ويفصل المضيق وطوله 180 كيلومتراً، بين الصين وتايوان، ويعد من أكثر الممرات البحرية أهمية للتجارة العالمية. كما يشهد العديد من التوترات العسكرية بين بكين وتايبيه منذ تدهور العلاقات بين الطرفين منذ وصول تساي إينج ون إلى سدة الرئاسة في تايوان عام 2016.

ورفضت الرئيسة التايوانية المنتهية ولايتها، المطالب الصينية في الجزيرة، مؤكدة أن بلادها "مستقلة" بحكم الأمر الواقع، وقامت خلال ولايتيها الرئاسيتين بتعزيز الإنفاق الدفاعي.

ووجهت الرئيسة التايوانية الشكر لمجلس النواب الأميركي، الأحد، معتبرة أن المساعدة التي أقرّها "تظهر أن الالتزام الأمني للولايات المتحدة حيال تايوان يحظى بإجماع الحزبين" الجمهوري والديمقراطي، وفق ما قالت المتحدثة باسمها أوليفيا لين.

استخدامات التمويل

وقالت وزارة الدفاع التايوانية، الأحد، إنها ستناقش مع الولايات المتحدة كيفية استخدام التمويل المقدم للجزيرة ضمن حزمة تشريعية بقيمة 95 مليار دولار معظمها مساعدات أمنية لأوكرانيا وإسرائيل.

والولايات المتحدة هي أهم دولة تدعم وتورد أسلحة إلى تايوان على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بينهما.

وعبرت وزارة الدفاع التايوانية عن الشكر لمجلس النواب الأميركي على الموافقة على الحزمة التشريعية، السبت الماضي، قائلة إن هذا يظهر الدعم الأميركي "القوي" لتايوان.

وأضافت الوزارة، أنها "ستنسق استخدامات الميزانية ذات الصلة مع الولايات المتحدة من خلال آليات التبادل القائمة، وستعمل جاهدة على تعزيز قدرات الاستعداد القتالي لضمان الأمن القومي والسلام والاستقرار في مضيق تايوان".

وتشكو تايوان منذ عام 2022 من تأخر تسليم الأسلحة الأميركية، مع تركيز المصنعين على توفير الإمدادات لأوكرانيا لمساعدتها في مواجهة الغزو الروسي.

تصويت طال انتظاره

وصوّت مجلس النواب الأميركي، السبت الماضي، لصالح خطّة مساعدات واسعة لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان، في خطوة كانت مرتقبة إلى حد بعيد وتحظى بدعم الجمهوريين والديمقراطيين على السواء.

وصوّت النواب على الحزمة الضخمة البالغة قيمتها الإجمالية 95 مليار دولار والتي يطالب بها الرئيس الأميركي جو بايدن منذ أشهر.

ويوفر النص المتعلّق بأوكرانيا مساعدات لكييف بـ61 مليار دولار لدعمها في التصدي للغزو الروسي. أما النص المتعلّق بإسرائيل فيلحظ مساعدات بمليارات الدولارات خصوصاً لمنظومتها المضادة للصواريخ "القبة الحديدية".

وصوت النواب على نص يهدف إلى احتواء الصين على الصعيد العسكري عبر الاستثمار في الغواصات وتقديم مساعدة إلى تايوان.

ويُرتقب أن تُرفع النصوص إلى مجلس الشيوخ لينظر فيها، وقد حضّه الرئيس جو بايدن على المصادقة عليها سريعاً.

وقال بايدن، إن حزمة المساعدت البالغة قيمتها الإجمالية 95 مليار دولار توجّه "رسالة واضحة بشأن قوة القيادة الأميركية حول العالم"، حاضّاً مجلس الشيوخ على المصادقة عليها في أسرع وقت.

وجاءت مشروعات القوانين، التي كُشف عنها، الأربعاء الماضي، ثمرة مفاوضات شاقة وزيارات متعدّدة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لواشنطن وضغوط من الحلفاء حول العالم، حتّى إنها تسببت بإطاحة زعيم جمهوري.

تدريبات عسكرية مشتركة

وبدأت، الاثنين، آلاف من القوّات الفلبينيّة والأميركيّة، مناورات عسكريّة مشتركة في الفلبين، في وقت يُثير نفوذ بكين المتزايد في المنطقة مخاوف من نشوب نزاع.

وستتركّز التدريبات السنويّة التي يُطلق عليها اسم "باليكاتان" أو "تكاتف" بلغة تاجالوج الفلبينيّة، في الأجزاء الشماليّة والغربيّة من الأرخبيل، قرب مواقع متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي وتايوان.

وتطالب بكين بالسيادة على كامل مساحة هذا البحر تقريباً، وتعتبر تايوان جزءاً من أراضيها. وتُطالب دول أخرى، بينها الفلبين، بالسيادة على أجزاء من البحر حيث تُسيّر الولايات المتحدة دوريّات منتظمة.

ورداً على تزايد النفوذ الصيني، عزّزت الولايات المتحدة تحالفاتها مع دول في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بما في ذلك الفلبين.

وعلى الرغم من أنّ الفلبين ضعيفة التسليح، إلّا أنّ قربها من بحر الصين الجنوبي وتايوان سيجعلها شريكاً رئيسياً للولايات المتحدة في حال نشوب نزاع مع الصين.

وسينضمّ خفر السواحل الفلبينيّون إلى "باليكاتان" للمرّة الأولى بعد مواجهات عدّة بين سفنهم وخفر السواحل الصينيّين الذين يُسيّرون دوريّات في الشعاب المرجانيّة قبالة ساحل الفيليبين.

وستُجرى المناورات نفسها في مقاطعتَي كاجايان وباتانيس الشماليّتين، وكلتاهما على بُعد أقلّ من 300 كيلومتر (180 ميلاً) من تايوان.

وعلى غرار السنة الماضية، سيشمل التدريب إغراق سفينة قبالة مقاطعة إيلوكوس نورتي الشماليّة، على بُعد مئات الكيلومترات عن تايوان. وسيشمل تدريب آخر حرب المعلومات، والأمن البحري، والدفاع الجوّي والصاروخي المتكامل.

تصنيفات

قصص قد تهمك