قال الأدميرال جون أكويلينو، قائد القيادة الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، الثلاثاء، إن الصين تهدف إلى أن يكون لديها القدرة على غزو تايوان بحلول عام 2027، ما اعتبرته صحيفة Nikkei "ترديداً لتحذيرات سابقة أطلقها مسؤولون عسكريون أميركيون رفيعون من قبل".
ويستند هذا التأطير الزمني إلى طلب الرئيس الصيني شي جين بينج من جيشه أن يكون "مستعداً إذا تم تكليفه بالتنفيذ في عام 2027"، وفقاً لما قاله أكويلينو الذي تحدث إلى Nikkei ووسائل إعلامية أخرى أثناء زيارته اليابان.
وأضاف القائد العسكري الأميركي أن الولايات المتحدة "لم تحدد هذا الموعد". وأعرب أكويلينو عن قلقه إزاء "الحشد العسكري الصيني"، و"استفزازات بكين المتزايدة" لتايوان.
وقال الأدميرال الأميركي للصحيفة اليابانية إنه "رغم الفشل الاقتصادي الذي تعانيه بكين، إلا أن هناك قراراً بتمويل القدرة العسكرية"، مضيفاً أنه يعتقد أن الصين ستواصل إنفاق موارد كبيرة على الجيش "حتى في مواجهة الرياح الاقتصادية المعاكسة".
وانتقد أكويلينو الصين لإمدادها موسكو بأشباه الموصلات وغيرها من المنتجات مزدوجة الاستخدام، ما يدعم الجهود الحربية الروسية في أوكرانيا.
وقال أكويلينو إن بكين تؤكد أن الشركات تبيع هذه المنتجات كنشاط اقتصادي "منفصل عن الدعم الحكومي لروسيا"، إلا أنه رفض هذه الفكرة، مشيراً إلى "الاندماج بين القطاعين العسكري والمدني في الصين".
وتطرق أكويلينو أيضاً إلى الاتفاق الذي توصل إليه الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، في قمة 10 أبريل، على إنشاء قيادة عمليات مشتركة للقوات الأميركية في اليابان "لتعزيز التعاون على نحو أوثق مع قوات الدفاع الذاتي اليابانية"، التي ستنشئ قيادة عمليات مشتركة خاصة بها.
واعتبر أكويلينو أن المزيد من الاندماج بين القوات يمثل "المسار الصحيح تماماً"، مشيراً إلى أن الجانبين سيبحثان "خيارات محددة للمضي قدماً عبر حوار وزاري".
وعلى مدى الأشهر الأخيرة، انخرطت السفن الحكومة الصينية في نشاط "استفزازي"، على حد وصف الصحيفة اليابانية، في بحر الصين الجنوبي، على مقربة من جزيرة "سكند توماس شول" الواقعة تحت السيطرة الفلبينية.
وقال أكويلينو إن زيادة أو تصعيد التحركات من قبل الصين يمكن أن "تولد الحاجة لتفعيل معاهدة الدفاع المشترك بين الولايات المتحدة والفلبين".
تحذيرات صينية
وحذرت الصين، الأربعاء، من أن الدعم العسكري الأميركي لتايبيه يزيد من "خطر حصول نزاع" في مضيق تايوان بعدما خصص الكونجرس الأميركي مساعدة عسكرية بقيمة 8 مليارات دولار للجزيرة.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانج ونبين: "أود التشديد على أن تعزيز الولايات المتحدة وتايوان لعلاقاتهما العسكرية لن يجلب الأمن لتايبيه".
وأضاف أن من شأن ذلك "فقط زيادة التوترات وخطر اندلاع نزاع عبر مضيق تايوان وفي نهاية المطاف سيكون بمثابة إطلاق المرء النار على قدمه".
ووافق الكونجرس الأميركي بشكل نهائي ليل الثلاثاء، على حزمة مساعدات لحلفاء لواشنطن من بينهم أوكرانيا وإسرائيل وتايوان.
وقال رئيس تايوان المنتخب لاي تشينج-تي، إن هذه المساعدات "ستعزز قدرة الردع في وجه الاستبداد والسلطوية" و"ستحفظ السلام".
ونبهت الصين التي لا تستبعد اللجوء إلى القوة لاستعادة الجزيرة التي تعتبرها جزءاً من أراضيها، الأربعاء إلى أنها ستتخذ "إجراءات حازمة وفعالة لحماية سيادتها وأمنها وسلامة أراضيها".
وذكر وانج أن تعزيز الروابط العسكرية "لن ينقذ استقلال تايوان الذي مصيره الفشل".
وأضاف: "على الولايات المتحدة أن توقف تسليح تايبيه وافتعال توترات جديدة، ووقف تهديد السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان".
بلينكن في بكين
ووصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، إلى الصين في ثاني زيارة له إلى هذا البلد خلال أقل من عام، لتشديد الضغط على بكين في ملفّات عدة.
ويجري بلينكن الجمعة، محادثات مع القادة الصينيين في بكين، يتوقع أن يدعو خلالها إلى ضبط النفس في وقت تستعد تايبيه لتنصيب رئيس جديد.
كذلك، سينقل مخاوف الولايات المتحدة حيال الممارسات التجارية الصينية التي تعتبرها واشنطن مناهضة للمنافسة، وهي مسألة أساسيّة للرئيس جو بايدن في هذا العام الانتخابي.
وتشمل مهمة بلينكن في الصين تهدئة التوتر بين القوتين الاقتصاديتين الأوليين في العالم، بعدما تراجع بشكل واضح منذ زيارته السابقة في يونيو.
وتبع تلك الزيارة لقاء بين جو بايدن والرئيس الصيني شي جين بينج في سان فرانسيسكو خلال نوفمبر الماضي، أفضى إلى استئناف الاتصالات بين الجيشين وتعاون في مكافحة إنتاج مادة الفنتانيل المسكنة التي يستخدمها مدمنو المخدرات على نطاق واسع في الولايات المتحدة.
ويلتقي بلينكن في شنغهاي طلاباً ورؤساء شركات.
وتهدف هذه المحطة إلى إظهار العلاقات الودية بين الأميركيين والصينيين، وهي الأولى لوزير خارجية أميركي إلى المدينة منذ زيارة هيلاري كلينتون في العام 2010.
كذلك زارت وزيرة الخزانة جانيت يلين مدينة كانتون الصناعية قبل أن تنتقل إلى بكين في مطلع الشهر.
وقال مسؤول أميركي كبير قبيل زيارة بلينكن إن العلاقات الصينية الأميركية اليوم "في وضع مختلف عما كانت عليه قبل عام عندما كانت في أدنى مستوياتها التاريخية".
وأضاف: "نرى أيضاً، وأظهرنا ذلك بوضوح، أن إدارة المنافسة بصورة مسؤولة لا تعني أن علينا التخلي عن اتخاذ تدابير لحماية مصالح الولايات المتحدة الوطنية".