جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الخميس، رفض بلاده التام لأي تهجير للفلسطينيين من أراضيهم إلى سيناء أو إلى أي مكان آخر، "حفاظاً على القضية الفلسطينية من التصفية وحماية لأمن مصر القومي".
وشدد السيسي في كلمة بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين لتحرير سيناء، على موقف بلاده بالإصرار والعمل المكثف لوقف إطلاق النار في غزة وإنفاذ المساعدات الإنسانية للقطاع، ودفع جهود إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة "ليحصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة".
وأضاف في الكلمة التي نشرها المتحدث باسم الرئاسة: "كل هذه تشكل الثوابت الراسخة التي تحرص مصر على العمل في إطارها بهدف أسمى وهو إرساء السلام والأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة لصالح جميع شعوبها".
كان الرئيس المصري حذر، الأربعاء، من قيام إسرائيل بشن عملية عسكرية إسرائيلية في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، ووصف التداعيات المحتملة لتلك العملية بأنها ستكون "كارثية" على الوضع الإنساني هناك.
اجتياح رفح
ونقلت "هيئة البث الإسرائيلية" عن مصادر، لم تسمّها، القول إن مصر "تسعى للدفع قدماً" في المفاوضات الرامية لإبرام صفقة تبادل للأسرى بين إسرائيل و"حماس"، بهدف التأثير على التحركات الإسرائيلية في رفح.
ومع زيادة الحديث عن قرب اقتحام الجيش الإسرائيلي لرفح، قالت الهيئة إن إسرائيل بدأت صياغة ما وصفتها بأنها "الخطوط العريضة الجديدة التي ستشكل الأساس للمفاوضات مع حماس".
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، الخميس، إن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تدفع نحو بدء العملية البرية في رفح، جنوب قطاع غزة، بغرض الضغط على حركة "حماس" لاستئناف مفاوضات تبادل الأسرى، في وقت تسعى مصر للدفع في المفاوضات بين الطرفين، بهدف التأثير على التحركات الإسرائيلية برفح.
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت"، تعتقد إسرائيل أن التحرك في رفح "سيزيد الضغط على حماس ويعزز فرص التوصل إلى اتفاق"، لافتة إلى أن الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة ستجتمع خلال وقت لاحق الخميس، لمناقشة عدة ملفات، بينها العملية البرية في رفح.
وأشارت إلى أن الجيش الإسرائيلي "يضغط على المستوى السياسي لتنفيذ العملية الرامية لتدمير كتائب حماس في القطاع"، معتبرة أن الجيش جاهز وينتظر الضوء الأخضر من المستوى السياسي.
وتقول إسرائيل إن رفح بها 4 كتائب قتالية كاملة تابعة لحماس، تلقت تعزيزات بآلاف من مقاتلي الحركة المنسحبين من مناطق أخرى.
وتعج رفح، المتاخمة للحدود المصرية، بأكثر من مليون فلسطيني فروا من مناطق أخرى بقطاع غزة خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من 6 أشهر، إذ يثير مصيرهم قلق القوى الغربية وكذلك القاهرة، التي استبعدت السماح بأي تدفق للاجئين إلى سيناء المصرية.
ونقلت الهيئة عن مصدرين، قالت إنهما مطلعان على سير المفاوضات، أن أعضاء مجلس الوزراء الأمني المصغر سيتلقون ملخصاً للمحادثات من الفريق المفاوض خلال جلسة متوقعة الخميس.
ونشرت الحركة، مساء الأربعاء، عبر قناتها الرسمية في تطبيق تليجرام، مقطعاً مصوراً لمحتجز اسرائيلي محتجز في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وعَرّف المحتجز عن نفسه بأنه هيرش جولدبرغ بولين، ابن يونتان وراشيل ويبلغ من العمر 23 عاماً، مشيراً الى أنه خُطف في السابع من أكتوبر خلال حفل نوفا في رعيم.
وبدا بولين جالساً على كرسي من البلاستيك أمام حائط أبيض، إذ انتقد في مقطع مصور رئيس الوزراء الاسرائيلي وحكومته بسبب "تخلّيهم" عن آلاف الإسرائيليين وعن الرهائن منذ ذلك الحين، مطالباً إياهم بإعادة الرهائن.
وأكد أن بولين أن الرهائن "موجودون تحت الأرض ويفتقرون إلى الماء والغذاء والرعاية الطبية"، فيما أوضح أنه أصيب بجروح خطيرة في أكتوبر، وأظهر أن ساعده الأيسر مبتور من تحت الكوع مباشرة.
وأكد بولين أنه محتجز منذ "حوالى 200 يوم"، وبحلول الأربعاء، مر 201 يوم على احتجاز الرهائن، وأعرب عن توقه لـ"تناول الطعام مع العائلة خلال احتفالات عيد الفصح اليهودي"، التي بدأت مساء الاثنين وتستمر لمدة أسبوع.
بدورهم، قال والدا بولين إنهما "شعرا بالارتياح لرؤيته على قيد الحياة، لكنهما قلقان بشأن حالته الصحية وصحة جميع الرهائن الآخرين وجميع الذين يعانون في القطاع"، فيما حضا الوسطاء الدوليين على التوصل إلى اتفاق هدنة لإطلاق سراح الرهائن.
وتابعا: "هيرش، سمعنا صوتك اليوم لأول مرة منذ 201 يوماً، وإذا كنت تستطيع سماعنا، نقول: نحن نحبك، ابقَ قوياً، اصمد".
وقال منتدى أسر الرهائن في بيان: "هذا الفيديو المفجع هو دعوة عاجلة لاتخاذ إجراءات سريعة وهادفة لحل هذه الأزمة الإنسانية المروعة وضمان العودة الآمنة لأحبائنا".
وتابع: "صرخة هيرش هي صرخة جميع الرهائن ومع مرور كل يوم، يتزايد الخوف من فقدان المزيد من الأرواح البريئة".
وأورد موقع "أكسيوس"، أن "حماس" سلمت فيديو الرهينة الاسرائيلي الأميركي إلى قطر التي نقلته بدورها إلى الولايات المتحدة، الاثنين، قبل يومين من بثه على شبكة الإنترنت.
وأضاف "أكسيوس" أن قطر "مارست ضغوطاً على حماس منذ بعض الوقت للحصول على أدلة تثبت للولايات المتحدة أن الرهينة الأميركي على قيد الحياة".