دبي -الشرق
يسعى آلاف المرشحين من الأحزاب الوطنية والإقليمية، وغيرهم من المستقلين إلى جذب انتباه قرابة مليار ناخب يحق لهم التصويت من خلال خُطب سياسية، واجتماعات حاشدة، وحملات انتخابية، في ظل ارتفاع كبير في درجات الحرارة لم يطفئ حماسة السياسيين، وفق "بلومبرغ".
وقالت "بلومبرغ" في تقرير، السبت، إن رئيس الوزراء ناريندرا مودي، زاد من حدة المنافسة، وأثار غضب المعارضة بفضل ما وصفته بـ"خطبه العدوانية والمثيرة للانقسام"، على أمل الفوز بولاية ثالثة على التوالي، فيما يحاول زعيم المعارضة راهول غاندي، بالتحالف مع أكثر من 20 حزباً، إيقاف "قوة مودي الهائلة".
وأضافت أن نسخة هذا العام من "مهرجان الديمقراطية"، الذي يقام كل خمسة أعوام في أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، يتنافس فيه ممثلون، ونجوم رياضيون، ومليونيرات مع ساسة محترفين.
وبدأت الهند، الجمعة، التصويت في المرحلة الثانية من أكبر انتخابات في العالم، ويحق لنحو مليار شخص التصويت في الانتخابات العامة التي تضم سبع مراحل بدأت في 19 أبريل، وتنتهي في الأول من يونيو المقبل. ومن المقرر فرز الأصوات في الرابع من يونيو.
وأكثر من نصف المقاعد في هذه المرحلة كان مخصصاً لولايتي كيرالا وكارناتاكا الجنوبيتين وولاية راجاستان بشمال غرب البلاد.
"أميثي- واياناد"
"هل سيشارك، أم لا؟".. لا شيء يُهيمن على المناقشات السياسية في مدينة أميثي سوى السؤال عما إذا كان راهول غاندي، أحد كبار قادة حزب "المؤتمر الوطني الهندي"، سينافس مجدداً على مقعد البلدة التي تنتمي إليها عائلته، والذي خسره أمام منافسته سمريتي إيراني، التي تنتمي لحزب "بهاراتيا جاناتا" في انتخابات عام 2019.
وانتخبت أميثي، الواقعة في أوتار برديش الولاية الأكثر سكاناً في الهند، غاندي لعضوية البرلمان ثلاث مرات في الماضي، وانتخبت والديه وعمه قبل ذلك. ومع ذلك، يخوض غاندي المنافسة مرة أخرى في مقاطعة واياناد بولاية كيرالا الجنوبية، حيث فاز بمقعدها في الانتخابات الأخيرة.
وفي بعض الأحيان، يتنافس السياسيون في أكثر من دائرة انتخابية على أمل الفوز بدائرة واحدة تضمن لهم مقعداً في البرلمان، بحسب "بلومبرغ".
وأشارت إلى أن حزب غاندي لم يعلن بعد عن ترشحه عن أميثي، ما أثار الكثير من التكهنات. وتخوض إيراني، التي هزمت غاندي في معقل عائلته في عام 2019، الانتخابات مجدداً في نفس المدينة.
ومن المقرر أن تعقد الانتخابات في المدينة في 20 مايو المقبل، في المرحلة الخامسة من الانتخابات التي تقام على سبع مراحل. ويُتوقع أن تكون من أكثر المنافسات التي ستحظى بمتابعة.
رايباريلي
قررت الرئيسة السابقة لحزب "المؤتمر الوطني" سونيا غاندي، التي فازت في الانتخابات الخمس الماضية بمدينة رايباريلي، عدم خوض الانتخابات هذا العام.
وتسيطر عائلة غاندي على هذه الدائرة الانتخابية، التي تقع على بعد 60 كيلومتراً تقريباً غرب أميثي، منذ فترة طويلة، حيث فازت بمقعدها زوجة والدها الراحلة ورئيسة الوزراء السابقة إنديرا غاندي ثلاث مرات.
ولم يكشف الحزب بعد عن مرشحه لرايباريلي، ما أثار تكهنات عن كون ابنتها بريانكا هي المرشحة المحتملة. وأفادت بعض الصحف الهندية بأن حزب "بهاراتيا جاناتا"، الذي يتزعمه مودي، ربما يرشح فارون غاندي، أحد أقارب بريانكا، بعد أن حرمه الحزب من فرصة الترشح مرة أخرى عن دائرته الانتخابية المعتادة، بيليبهيت.
لاداخ
تشهد لاداخ، التي توجد بها قمم جبال الهيمالايا المغطاة بالثلوج وبحيرات هادئة، في بعض الأحيان اشتباكات دامية بين القوات الهندية، والصينية على طول الحدود الطويلة المتنازع عليها. ويحاول حزب "بهاراتيا جاناتا" تحقيق ثلاثة انتصارات في هذه المدينة، حتى في ظل تزايد القلق بين سكانها المحليين.
وتُعد لاداخ جزءاً من ولاية جامو وكشمير السابقة، التي قسمت إلى منطقتين خاضعتين للحكم الفيدرالي بعد إلغاء حكومة مودي حكمها الذاتي في عام 2019.
وتطالب لاداخ بالتمتع بوضع الدولة. وحشد الناشط فيس مجال المناخ سونام وانجتشوك سكان المنطقة للضغط من أجل تحقيق ذلك، كما يسعى إلى اتخاذ إجراءات لحماية البيئة الهشة في المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية، التي تقع بين التبت وباكستان.
واختار حزب "بهاراتيا جاناتا" مرشحاً جديداً بعد أن تخلى عن جاميانج تسيرينج نامجيال، الذي فاز بمقعد الدائرة في انتخابات 2019، ويخوض تمرداً علنياً ضد الحزب.
ثيروفانانثابورام
تشهد عاصمة ولاية كيرالا الجنوبية، التي تُعرف بشواطئها وبحيراتها الخلابة، معركة ثلاثية الأطراف في انتخابات هذا العام. ويسعى البرلماني شاشي ثارور، وهو وزير سابق، ووكيل سابق للأمين العام للأمم المتحدة، للفوز بمقعد مدينة ثيروفانانثابورام للمرة الرابعة على التوالي.
ورشح حزب "بهاراتيا جاناتا" وزير الدولة للإلكترونيات وتكنولوجيا المعلومات، راجيف شاندراسيخار، على أمل إرباك ثارور، والفوز بمقعد في ولاية لا تظهر عادة اهتماماً كبيراً بسياسات الحزب اليمينية.
كويمباتور
تقع مدينة كويمباتور الصناعية، التي تلقب بـ"مانشستر جنوب الهند"، بولاية تاميل نادو. وتُعد كويمباتور إحدى أكثر الدوائر التي ستحظى بمتابعة وثيقة، وتمثل أهمية حاسة لطموحات مودي لتوسيع نطاق تواجد حزبه في الولايات الجنوبية.
ورشح حزب "بهاراتيا جاناتا" كيف أنامالاي، وهو ضابط شرطة سابق، ليخوض السباق كويمباتور أمام منافسين أقوياء من أحزاب إقليمية أخرى. واكتسب أنامالاي شعبية في المدينة خلال الأشهر الأخيرة.
وزار مودي، نجم حملة حزب "بهاراتيا جاناتا"، ولاية تاميل نادو ست مرات هذا العام؛ لتعزيز فرص الحزب في الانتخابات.
كريشناجار
تُعد كريشناجار، وهي بلدة صغيرة تقع في كولكاتا عاصمة ولاية البنغال الغربية، مركزاً لإحدى أشد المعارك السياسية في الانتخابات الوطنية الجارية.
ولم يدخر حزب "بهاراتيا جاناتا" جهداً للفوز بأغلبية مقاعد الولاية، ولكن رئيسة وزراء الولاية، ماماتا بانيرجي، تقف في طريقه.
ورشح حزب بانيرجي المصرفية السابقة في بنك "جيه بي مورجان"، ماهوا مويترا، وهي من أشد منتقدي مودي وحزبه. وطُردت مويترا من البرلمان العام الماضي بسبب اتهامات بارتكاب "سلوك غير أخلاقي". وفي المقابل، رشح حزب "بهاراتيا جاناتا" أمريتا روي، وهي عضوة في العائلة المالكة السابقة في المدينة.
باراماتي
تقع هذه الدائرة الانتخابية على بعد 250 كيلومتراً شرق مومباي، وتنتمي إليها عائلة السياسي الماكر شاراد باوار، صانع الملوك الذي يتمتع بنفوذ كبير في ماهاراشترا، التي تُعد واحدة من أكبر الولايات الصناعية في البلاد، بحسب "بلومبرغ".
وتسعى ابنة باوار، سوبريا سولي، للفوز بمقعد الدائرة للمرة الرابعة على التوالي، ولكن المنافسة يُتوقع أن تكون صعبة هذه المرة، فابن شقيق باوار، أجيت باوار، يحرض زوجته سونيترا أجيت باوار ضد سولي.
بارمر
أثار مرشح شاب مستقل ضجة في بلدة بارمر الصحراوية، التي تقع بولاية راجاستان الغربية. وكان حزب "بهاراتيا جاناتا" فاز بمقعد الدائرة الانتخابية في نسختين من الانتخابات.
وتتقاسم بارمر حدوداً طويلة مع باكستان المجاورة، وتُعد واحدة من أحر مناطق البلاد، حيث تصل درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية في الصيف.
تصنيفات
