تهديدات الفصل تفشل في تهدئة احتجاجات الجامعات الأميركية على حرب غزة

طلاب كولومبيا يستولون على أحد مباني الجامعة ويوسعون الاعتصام

time reading iconدقائق القراءة - 10
طالب يلوح بالعلم الفلسطيني خلال الاحتجاجات الداعمة للفلسطينيين في ساحة جامعة جورج واشنطن. 29 أبريل 2024 - AFP
طالب يلوح بالعلم الفلسطيني خلال الاحتجاجات الداعمة للفلسطينيين في ساحة جامعة جورج واشنطن. 29 أبريل 2024 - AFP
دبي -الشرق

تسارع الجامعات الأميركية، من كولومبيا إلى كاليفورنيا، إلى مواجهة المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين والمنددة بالحرب الإسرائيلية على غزة، مع تصاعد الإجراءات التأديبية، ودخول السنة الجامعية في حالة من الاضطراب مع اقتراب العام الدراسي من نهايته.

وفي جامعة كولومبيا في نيويورك، ارتفعت حدة التوترات، حيث بدأ المسؤولون في توقيف الطلاب الذين رفضوا مغادرة المخيم حيث يعتصم المحتجون المؤيدون للفلسطينيين عن الدراسة.

وقال المتحدث باسم الجامعة بن تشانج، إن المحادثات مستمرة مع المتظاهرين الذين بقوا في حديقة الحرم الجامعي، وحددت الجامعة الساعة الثانية بعد ظهر يوم الاثنين كموعد نهائي لإنهاء المظاهرات وفض المخيم لإفساح المجال أمام التحضير لاحتفالات التخرج المرتقبة في 15 مايو، لكن المتظاهرين ظلوا في مكانهم حتى بعد الموعد المحدد، حسبما نقلت "بلومبرغ".

وكان أفراد من شرطة نيويورك، على أهبة الاستعداد بالقرب من حرم جامعة كولومبيا للتدخل إذا طَلب منهم مسؤولو الجامعة ذلك.

واتخذت إدارة الجامعة نهجاً أكثر حذراً، وتجنبت التدخل بالقوة لتفادي تكرار سيناريو الأسبوع الماضي، عندما طلبت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق دخول ضباط شرطة نيويورك إلى الحرم الجامعي.

وأدى هذا القرار إلى اعتقال أكثر من 100 متظاهر، ما أثار ردود فعل عنيفة من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، كما ساهم في تمدد المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين إلى مختلف الجامعات في جميع أنحاء البلاد.

وشهد المتظاهرون في جامعة تكساس في أوستن، الاثنين، رداً قوياً من سلطات إنفاذ القانون المحلية وشرطة الولاية، حيث عمد بعضهم مرتدين معدات مكافحة الشغب، إلى تفريق المتظاهرين بعد تهديدات بالاعتقال بتهمة التعدي على ممتلكات الغير والسلوك غير المنضبط.

وأظهرت المشاهد المتوترة، التي تم نقلها على مواقع التواصل الاجتماعي، مشاحنات بين الضباط والمتظاهرين، حيث استخدمت قوات الشرطة، في بعض الحالات، رذاذ الفلفل لتفريق المتظاهرين.

وفي جامعة كاليفورنيا، بدا الوضع أكثر هدوءاً لكنه لا يزال متوتراً، حيث شاركت مجموعة من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في إضراب، داعين الجامعة إلى قطع العلاقات المالية مع إسرائيل والشركات التي تدعم تدخل الجيش الأميركي في المنطقة.

وقررت السلطات الأمنية، عدم التدخل في الاحتجاجات، على خلاف نهاية الأسبوع عندما تدخل ضباط الحرم الجامعي لفصل مجموعات المتظاهرين.

اتفاق نادر

إلى ذلك، توصلت جامعة "نورث ويسترن" في إيفانستون بولاية إلينوي، إلى اتفاق مع المتظاهرين لإخلاء أحد المخيمات، وتجنب المواجهات التي شهدتها الجامعات الأخرى.

وأعلن رئيس جامعة "نورث ويسترن" مايكل شيل، هذا الاتفاق عبر رسالة بريد إلكتروني، إلى المنتسبين للجامعة، والتي تنص على الإزالة الفورية للخيام ومكبرات الصوت والتزام المتظاهرين بسياسات الجامعة. وفي المقابل، سمحت الجامعة بمواصلة المظاهرات في الحرم الجامعي حتى الأول من يونيو.

وبموجب الاتفاق فإن المشاركة في الاحتجاجات، تقتصر على الطلاب وموظفي الجامعة، كما يتضمن التزام الجامعة بتمويل اثنين من أعضاء هيئة التدريس الفلسطينيين الزائرين سنوياً، وتقديم منح دراسية لخمسة طلاب جامعيين فلسطينيين طوال سنواتهم الأكاديمية. بالإضافة إلى ذلك، ستقوم الجامعة بتوفير وتجديد مبنى مجتمعي لطلاب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والمسلمين.

وقال شيل في رسالته: "تمت صياغة هذه الاتفاقية من خلال العمل الشاق الذي قام به الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين يعملون بشكل وثيق مع أعضاء الإدارة للمساعدة في ضمان عدم حدوث أعمال العنف والتصعيد التي شهدناها في أماكن أخرى هنا في جامعة نورث ويسترن".

وانتشرت في أنحاء العالم صور لشرطة مكافحة الشغب أثناء تدخلها في حرم جامعات عدة، بعدما استدعاها رؤساء هذه المؤسسات التعليمية، ما أعاد إلى الأذهان أحداثاً مماثلة في الولايات المتحدة خلال حرب فيتنام.

"أخذوا الأمور بأيديهم"

وأعلن الطلاب المتظاهرون في جامعة كولومبيا، صباح الثلاثاء، الاستيلاء على مبنى "هاميلتون هول"، وهو مبنى بالقرب من الحديقة الجنوبية للحرم الجامعي، مما يزيد من احتمال حدوث المزيد من الاضطرابات في المؤسسة الجامعية العريقة. وذلك بعد ساعات من شروع الجامعة في توقيف الطلاب الذين رفضوا مغادرة الاعتصام المؤيد للفلسطينيين، عن الدراسة.

وجاء في بيان نشرته المجموعات الطلابية على إنستجرام، أن المتظاهرين "أخذوا الأمور بأيديهم"، مضيفاً أن الطلاب يخططون للبقاء هناك حتى تنفصل جامعة كولومبيا مالياً عن إسرائيل. وأظهر مقطع فيديو نشرته المجموعة صفوفاً من الطلاب يدخلون المبنى حاملين حواجز.

وفي وقت سابق من المساء، بدأت إدارة كولومبيا في إيقاف دراسة الطلاب الرافضين لمغادرة مخيم الاحتجاج، بعد فشل أيام من المفاوضات في التوصل إلى حل. وبقي العشرات من المتظاهرين المتحدين في المخيم على الرغم من تحذيرات الجامعة.

عقوبات وتوقيفات

وفي المقابل، أصدرت جامعة نيويورك بياناً، قالت فيه، إن الجهود المبذولة لتهدئة الاحتجاجات من خلال الحوار "تعثرت"، ما أجبر الإدارة على اللجوء إلى سلاح العقوبات.

وقالت الجامعة في بيانها، إن "الطلاب لم يستجيبوا، وبقوا في الموقع"، وأضافت: "بناء على ذلك، وللأسف، تمضي جامعة نيويورك قدماً في الإجراءات التأديبية".

وتسعى إدارات الجامعات الأميركية جاهدة، لاستعادة النظام قبل بدء موسم التخرج في الأسابيع المقبلة، بهدف تجنب موقف مماثل لما حدث في جامعة جنوب كاليفورنيا.

وأدت احتجاجات في جامعة كاليفورنيا، التي يقع مقرها في لوس أنجلوس، إلى إلغاء حفل التخرج الرئيسي المقرر، واعتقال أكثر من 90 طالباً، الأسبوع الماضي.

وقالت جامعة كولومبيا، إنها بدأت إجراءات توقيف الطلاب الذين تحدوا الموعد النهائي الذي وضعته لإخلاء حديقتها الغربية، مما يزيد من حدة التوترات بشأن المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين.

وتسعى جامعة نيويورك الآن، إلى إخلاء آخر مخيم الاعتصام، قبل انطلاق الدراسة المقرر في 15 مايو المقبل، لكن اعتباراً من الساعة 5:15 مساءً بالتوقيت المحلي يوم الاثنين (1 مساءً بتوقيت جرينتش)، كانت الخيام في حديقة كولومبيا لا تزال موجودة ولم يتحرك المتظاهرون، الذين تقول الجامعة إنهم ينتهكون سياسات عديدة.

تصنيفات

قصص قد تهمك