اقتحمت قوات شرطة نيويورك حرم جامعة كولومبيا (Columbia University) بالقوة، لفض اعتصام الطلاب المحتجين على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فيما اعتقلت العشرات منهم في محيط الجامعة وداخلها، فيما أشارت إدارة الجامعة، إلى أنها استدعت الشرطة بعد استيلاء الطلاب المعتصمين على مبنى "هاميلتون هول"، معتبرة أنه "لم يكن أمامنا أي خيار".
واستخدمت شرطة نيويورك مدرعة خاصة لدخول مبنى "قاعة هاميلتون" الذي تواجد عدد من الطلاب المحتجين داخله، ورفعوا عليه شعارات تعارض الحرب على غزة، وأخرى تتعاطف مع سكان القطاع، الذين "يتعرضون لإبادة جماعية"، حسبما كتب الطلاب في شعاراتهم.
وأعربت إدارة الجامعة في بيانها، عن أسفها "لأن بعض المتظاهرين اختاروا التصعيد"، وطلبت الجامعة في بيانها، من شرطة نيويورك البقاء في الجامعة لعدة أسابيع.
وأضافت "نعتقد أن المجموعة التي اقتحمت المبنى (هاميلتون هول) واحتلته، يقودها أفراد لا ينتمون إلى الجامعة. ومن المؤسف أن هذا القرار الخطير جاء بعد أكثر من أسبوع من المناقشات المثمرة مع ممثلي معسكر خيام (ويست لاون)".
ونفت الشرطة استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، وقالت إنها استخدمت عبوات لتشتيت الانتباه بما في ذلك قنابل ضوئية، ووسائل أخرى لتشتيت الانتباه، وقالت إن القنابل الضوئية تصدر صوتاً عالياً وضوءاً لامعاً براقاً يستخدم لإحداث صدمة وتشتيت انتباه الأفراد المستخدمة ضدهم.
وقبل دقائق من اقتحام الشرطة للحرم الجامعي، دعا عمدة مدينة نيويورك إريك آدامز الطلاب المحتجين إلى مغادرة مبنى الجامعة الذي دخلوا إليه "قبل تصاعد الوضع".
وقال آدامز: "نحض المحتجين، وكل من ينتهك أمر جامعة كولومبيا على مغادرة المنطقة"، وتوجه إلى عائلات الطلبة قائلاً: "إذا كنت أحد الوالدين أو الوصي على أحد الطلبة، فيرجى الاتصال بإبنك وحثه على مغادرة المنطقة قبل أن يتصاعد الوضع .. هذا من أجل سلامتهم وسلامة الآخرين".
وقبل اقتحام حرم جامعة كولومبيا، شنت شرطة نيويورك حملة من الاعتقالات في محيط الجامعة، حيث تجمع العشرات من المحتجين، والذين انضموا إلى الطلاب المعتصمين.
تهديدات بفصل الطلاب المحتجين
وهدد مسؤولون بجامعة كولومبيا بفصل طلاب دخلوا إلى مبنى دراسي خلال احتجاجاتهم على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وسط اشتداد التوتر بين الإدارة والطلاب المحتجين في حرم الجامعة الواقع بمدينة نيويورك.
ودخل المحتجون ليلاً إلى مبنى "هاميلتون هول" وعلقوا لافتة من الطابق العلوي كُتب عليها "قاعة هند"، في إشارة إلى طفلة فلسطينية تبلغ من العمر 6 سنوات، قتلتها القوات الإسرائيلية في غزة.
وخارج المبنى، وهو موقع اعتصامات طلابية مختلفة تعود إلى ستينيات القرن الماضي، أغلق المحتجون المدخل بالطاولات وشبَكوا أذرعهم لتشكيل حاجز وهتفوا بشعارات مؤيدة للفلسطينيين.
كانت الجامعة قد قالت الاثنين، إنها بدأت في تعليق دراسة الطلاب الذين تحدوا الموعد النهائي لإخلاء مخيم أصبح نقطة محورية لعشرات الاحتجاجات الطلابية في أنحاء الولايات المتحدة، للتعبير عن معارضتهم للحرب الإسرائيلية في غزة.
وقالت الجامعة في بيان: "تسبب المعسكر في بيئة غير ترحيبية لكثيرين من طلابنا وأعضاء هيئة التدريس اليهود لدينا، وتسبب في إلهاء صاخب يتعارض مع التدريس والتعلم والتحضير للامتحانات النهائية"، وفق قولها.
وأطلقت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، العنان لأكبر تدفق للنشاط الطلابي منذ الاحتجاجات المناهضة للعنصرية في عام 2020.
وفي بعض المسيرات في الآونة الأخيرة، واجه المحتجون اتهامات بـ"إثارة الكراهية ضد اليهود". ويقول الجانب المؤيد للفلسطينيين، ومن بينهم نشطاء يهود يعارضون الإجراءات الإسرائيلية، إن وصفهم بمعادة السامية لانتقادهم الحكومة الإسرائيلية والتعبير عن دعمهم لحقوق الإنسان "غير عادل".
واتخذت القضية أبعاداً سياسية في فترة تسبق الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر، حيث اتهم الجمهوريون بعض مديري الجامعات بغض الطرف عن مضايقات وخطاب معاد للسامية.
البيت الأبيض يندد
وندد المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي الثلاثاء، بما وصفها بـ"الأشكال غير السلمية"، للاحتجاجات الطلابية ووصف "احتلال" مباني الحرم الجامعي بأنه "نهج خاطئ".
وأضاف كيربي "مازلنا نؤمن بحرية التعبير والحق في التظاهر"، لكن "من غير المقبول تعطيل المسار الجامعي للطلاب الآخرين".
وبعد احتلال المبنى، قال متحدث باسم جامعة كولومبيا إن المحتجين اختاروا تصعيد "وضع لا يمكن الدفاع عنه" وأن الأولوية القصوى للمؤسسة العلمية هي السلامة والنظام في الحرم الجامعي، وفق زعمه.
بدورها، قالت حاكمة نيويورك كاثي هوكول إن الطلاب الذين اقتحموا مبنى هاميلتون يجب أن يواجهوا إجراءات تأديبية من الجامعة، أو هيئات إنفاذ القانون، وفق ما نقلت "سي إن إن".
وأعلنت دعمها لـ"تظاهرات الطلاب المسالمين"، ولكنها أشارت إلى "تخريب، ومضايقات، وتدمير ممتلكات"، معتبرة أن تلك الأمور "تتجاوز الخطوط".