قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الجمعة، إنه لا توجد مشكلة كبيرة لدى القوات الأميركية في النيجر بعد تصريحات مسؤول كبير بالوزارة بأن عسكريين روس دخلوا قاعدة جوية في العاصمة نيامي تستضيف قوات أميركية.
وأضاف أوستن بمؤتمر صحافي في هونولولو: "الروس موجودون في مجمع منفصل ولا يمكنهم الوصول إلى القوات الأميركية أو معداتنا".
وقال أوستن: "دائما ما أركز على سلامة قواتنا وحمايتهم"، وتابع: "لكن في الوقت الحالي، لا أرى مشكلة كبيرة هنا فيما يتعلق بحماية قواتنا".
وكان مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) قال، لوكالة "رويترز"، إن عناصر من الجيش الروسي دخلوا قاعدة جوية في النيجر تستضيف قوات أميركية، وهم يتواجدون داخلها حالياً.
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب قرار المجلس العسكري في النيجر إبعاد القوات الأميركية من البلاد، التي كانت، حتى انقلاب العام الماضي، شريكاً رئيسياً في حرب واشنطن على الجماعات المسلحة في الساحل.
وقال مسؤول أميركي كبير آخر في البنتاجون، طلب عدم نشر اسمه، إن القوات الروسية لا تختلط مع القوات الأميركية، لكنها تستخدم مكاناً منفصلاً في القاعدة الجوية "101"، المجاورة لمطار "ديوري حماني" الدولي في نيامي عاصمة النيجر.
وتضع هذه الخطوة التي اتخذها الجيش الروسي، الجنود الأميركيين والروس على مسافة قريبة من بعضهم البعض، في وقت يتزايد فيه التنافس العسكري والدبلوماسي بين البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا. كما تثير تساؤلات بشأن مصير المنشآت الأميركية في النيجر بعد الانسحاب.
وأضاف المسؤول الأميركي: "الوضع ليس جيداً، لكن يمكن إدارته على المدى القصير"، مشيراً إلى أن السلطات النيجرية أبلغت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أن نحو 60 جندياً روسياً سيكونون في البلاد.
"لا يمكن التواجد في قاعدة واحدة مع الروس"
وبعد الانقلاب، نقل الجيش الأميركي بعض قواته في النيجر من القاعدة الجوية "101" إلى القاعدة الجوية "201" في مدينة أجاديز، ولم يتضح على الفور ما العتاد العسكري الأميركي المتبقي في القاعدة الأولى.
وأنشأت الولايات المتحدة القاعدة الجوية "201" في وسط النيجر بتكلفة تزيد على 100 مليون دولار، ومنذ عام 2018 استخدمت القاعدة لاستهداف عناصر تنظيم "داعش"، وتنظيم "القاعدة" بطائرات مسيّرة مسلحة.
وجاءت خطوة النيجر للمطالبة بسحب القوات الأميركية بعد اجتماع في نيامي، منتصف مارس، أثار خلاله مسؤولون أميركيون كبار مخاوف، منها الوصول المتوقع للقوات الروسية، فضلاً عن تقارير عن سعي إيران للحصول على مواد خام في البلاد، مثل اليورانيوم.
وقال المسؤول الأميركي إنه على الرغم من أن الرسالة الأميركية إلى المسؤولين في النيجر لم تكن إنذاراً نهائياً، فقد تم توضيح أن القوات الأميركية لا يمكن أن تتواجد في قاعدة واحدة مع القوات الروسية، مضيفاً: "لكنهم لم يتقبلوا ذلك الأمر بشكل جيد".
وأُرسل جنرال أميركي إلى النيجر لمحاولة ترتيب انسحاب احترافي ومسؤول لقوات الولايات المتحدة من البلاد.
وعلى الرغم من أنه لم يتخذ أي قرارات بعد بشأن مستقبل القوات الأميركية في النيجر، فإن مسؤول البنتاجون قال إن الخطة كانت تتمثل في عودتهم إلى قواعد القيادة الأميركية لإفريقيا، الموجودة في ألمانيا.
واضطرت الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى سحب قواتها من بعض الدول الإفريقية في أعقاب انقلابات أوصلت إلى السلطة مجموعات حريصة على أن تنأى بنفسها عن الحكومات الغربية. وبالإضافة إلى الرحيل الوشيك من النيجر، غادرت القوات الأميركية أيضاً تشاد في الأيام الأخيرة، بينما طُردت القوات الفرنسية من مالي وبوركينا فاسو.
في غضون ذلك، تسعى روسيا إلى تعزيز العلاقات مع الدول الإفريقية، وتقديم نفسها كدولة صديقة ليس لها أي ماضٍ استعماري في القارة.