احتجاجات الجامعات الأميركية.. اعتقالات متصاعدة وانتقادات لعنف الشرطة

time reading iconدقائق القراءة - 10
قوات الشرطة أمام جامعة نيويورك حيث تم توقيف العديد من الطلبة في الاحتجاجات المعارضة للحرب الإسرائيلية في غزة. 03 مايو 2024 - AFP
قوات الشرطة أمام جامعة نيويورك حيث تم توقيف العديد من الطلبة في الاحتجاجات المعارضة للحرب الإسرائيلية في غزة. 03 مايو 2024 - AFP
واشنطن/ دبي-رويترزالشرق

تواجه الشرطة الأميركية انتقادات حادة بسبب استخدامها للعنف في عمليات إخلاء احتجاجات الطلبة في الجامعات الأميركية، وذلك بعد لجوء إدارات الجامعات والكليات إلى الشرطة لإخلاء حرمها من الاحتجاجات المعارضة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأفادت شبكة "سي إن إن"، بأن أكثر 2200 محتج تم توقيفهم في الكليات والجامعات الأميركية منذ 18 أبريل، مشيرة إلى أنه منذ اعتقال المحتجين الأوائل في جامعة كولومبيا قبل أسبوعين، استمر عدد الموقوفين في الارتفاع.

وأشارت الشبكة الأميركية، إلى أن رد فعل سلطات إنفاذ القانون العنيف، يخضع الآن لتدقيق شديد، بعد اعتقال المئات منذ منتصف أبريل.

وانتقدت جماعات حقوق الإنسان رد فعل الشرطة المفرط على الاحتجاجات، حيث قام ضباط، يرتدون ملابس مكافحة الشغب، باقتحام الجامعات، وفي بعض الحالات، استخدموا الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لقمعهم.

وأدت حملات القمع الكبيرة ضد المتظاهرين إلى اشتباكات ومواجهات بين الشرطة وبعض الطلبة المحتجين في الجامعات، مما أدى في بعض الحالات إلى إلغاء أو تعديل توقيت احتفالات التخرج، وزيادة البروتوكولات الأمنية.

إخلاء جامعة جنوب كاليفورنيا

وقالت شرطة لوس أنجلوس، الأحد، إنه بعد أن طلبت جامعة جنوب كاليفورنيا المساعدة، اقتحمت القوات المخيم في الخامسة صباحاً تقريباً بالتوقيت المحلي (12:00 بتوقيت جرينتش)، وبدأت في إزالة الخيام.

وأفادت وكالة "أسوشيتد برس"، بأن الطلاب المحتجون  على الحرب المستمرة في غزة، غادروا مخيمهم في جامعة جنوب كاليفورنيا، بعد أن حاصرتهم الشرطة وأخبرتهم أنهم قد يواجهون الاعتقال إذا لم يغادروا.

وكان الطلاب قد استأنفوا الاعتصام نهاية أبريل الماضي، بعد أن ألقت شرطة لوس أنجلوس القبض على 93 شخصاً لأول مرة في 24 أبريل، بعد أن أخلت المخيم. وظل الجو في الحرم الجامعي هادئاً إلى حد كبير منذ ذلك الحين، بينما تحول الاهتمام إلى الاعتقالات في جامعة كاليفورنيا-لوس أنجلوس.

ويدعو الطلبة وغيرهم من المحتجين الجامعات إلى قطع علاقاتها المالية مع إسرائيل والضغط من أجل وقف إطلاق النار.

اعتقالات في جامعة فرجينيا

وألقت الشرطة القبض على 25 طالباً على الأقل وأزالت مخيم اعتصام في جامعة فرجينيا، وفقاً لما ذكرته الجامعة في بيان.

وشهدت جامعة فرجينيا في شارلوتسفيل مجدداً توتراً كبيراً، رغم أن الاحتجاجات اتسمت بالسلمية إلى حد كبير حتى صباح السبت. وشوهد ضباط شرطة يرتدون زي وعتاد مكافحة الشغب في مقطع مصور وهم يدخلون مخيماً للمحتجين ويقيدون بعضهم، ويستخدمون ما بدا أنه رذاذ الفلفل لتفريقهم.

وقالت جامعة فرجينيا في بيان صحافي، إن المحتجين خالفوا عدداً من سياساتها من خلال نصبهم لخيام مساء الجمعة، واستخدامهم لمكبرات صوت.

وذكرت شبكة ABC الأميركية ان شرطة الجامعة وشرطة مقاطعة شارلوتسفيل استعانت بشرطة ولاية فرجينيا ومقاطعة ألبيمارل، للمساعدة في فض الطلاب المحتجين.

كما قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إنه بحلول بعد ظهر السبت، بدأت شرطة مكافحة الشغب إخلاء المخيم، ودفعت الطلاب إلى الأرض وسحبتهم من أذرعهم. واستخدمت الشرطة الأربطة المضغوطة ورذاذ الفلفل، مما دفع المتظاهرين إلى الفرار وهم يمسكون أعينهم. وقال متحدث باسم شرطة ولاية فرجينيا إنه تم استخدام رذاذ الفلفل فقط، وليس الغاز المسيل للدموع، كما أشارت بعض منشورات وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي موقع المخيم صباح السبت، خاطب رئيس قسم شرطة الجامعة تيم لونجو المتظاهرين باستخدام مكبر الصوت ليطلب منهم إنزال خيامهم. وقال: "أنتم أحرار في البقاء في الموقع، ولكن يجب أن تُنزل الخيام". فيما أجاب الطلاب: "إنها تمطر".

ونقلت الصحيفة عن طلاب وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة أن المخيم كان عبارة عن احتجاج متواضع وسلمي، إذ كان بضع عشرات من الطلاب يستعدون للامتحانات، ويتقاسمون الطعام ويقيمون وقفات احتجاجية.

فض احتجاج معهد شيكاغو

وفي معهد شيكاغو للفنون، ألقت الشرطة القبض على 50 شخصاً بينهم طلاب بتهمة "التعدي على الأملاك"، السبت، إثر احتجاج في الحديقة الشمالية للمتحف الملحق بالمعهد.

وقال المتحدث باسم المتحف في بيان نقلته شبكة ABC: "اليوم، بدأت مجموعة من الأفراد، بما في ذلك بعض طلاب معهد شيكاغو للفنون، احتجاجاً في الحديقة الشمالية للمتحف، ومع تقدمها، حاصر المتظاهرون ضابط أمن ودفعوه وأخذوا مفاتيح المتحف، وأغلقوا مخارج الطوارئ، وأقاموا حواجز على البوابات.

وذكر المتحدث أنه عٌرض على المتظاهرين موقع بديل لمواصلة الاحتجاج في الحرم الجامعي، مع وعد بالعفو عن العقوبات الأكاديمية، وتهم التعدي على ممتلكات الغير إذا وافقوا على الانتقال، لكنهم لم يقبلوا هذا العرض بعد 5 ساعات من التفاوض

وقال المتحدث باسم المتحف إن إدارة شرطة شيكاغو ساعدت في إنهاء الاحتجاجات واعتقال المحتجين.

مقاطعة في جامعة ميشيجان

ولم تتطور المواجهات إلى تنفيذ اعتقالات في جامعات أخرى. وقاطع محتجون معارضون للحرب الإسرائيلية على غزة، بداية احتفال التخرج في جامعة ميشيجان.

وأظهرت مقاطع مصورة جرى تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي عشرات الطلاب وهم يرتدون الكوفية الفلسطينية التقليدية وقبعات التخرج، ويلوحون بالأعلام الفلسطينية أثناء سيرهم في الممر الأوسط لاستاد ميشيجان.

واستمر الحفل، ورافقت شرطة الحرم الجامعي المتظاهرين نحو الجزء الخلفي من الاستاد، لكن لم يتم إلقاء القبض على أي شخص، بحسب كولين ماستوني، المتحدثة باسم الجامعة.

وقالت ماستوني في بيان "لقد حدثت احتجاجات سلمية مثل هذه في احتفالات التخرج بجامعة ميشيجان منذ عقود... تدعم الجامعة حرية الرأي والتعبير، ويُسعد قيادات الجامعة أن حفل التخرج اليوم كان بمثابة لحظة فخر وانتصار".

وجامعة ميشيجان واحدة من جامعات عديدة غيرت بروتوكولاتها الأمنية لحفلات التخرج.

وقالت الجامعة لوكالة "رويترز"، الأسبوع الماضي إنها دربت متطوعين من الموظفين على كيفية التخفيف من حدة الاضطرابات، وهو تغيير عن الواجبات المعتادة المتمثلة في إرشاد الضيوف حول الحرم الجامعي وإلى مقاعدهم.

وفي جامعات أخرى، عطل بعض المتظاهرين مراسم التخرج، على الرغم من أن الاحتجاجات في حفلات التخرج كانت سلمية إلى حد كبير. وتتخذ الجامعات احتياطات إضافية، فعلى سبيل المثال، أعلن رئيس جامعة فيرمونت سوريش جاريميلا، الجمعة، أن سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، لن تلقي خطاب افتتاح الحفل.

إلى ذلك، أعلنت جامعة كاليفورنيا-لوس أنجلوس، أنه من المتوقع استئناف الدراسة بالكامل الاثنين.

وقالت جامعة كاليفورنيا: "ستكون عمليات الحرم الجامعي محدودة خلال عطلة نهاية الأسبوع، ومن المتوقع أن تستأنف بالكامل الاثنين. وتستمر الفصول الدراسية عن بعد خلال عطلة نهاية الأسبوع. ويتم تشجيع العمل والفعاليات والأنشطة البحثية على البقاء بعيداً أو إعادة جدولتها حيثما أمكن ذلك خلال تلك الفترة". بالوضع الحالي.

وقالت الجامعة إن وجود قوات إنفاذ القانون سيستمر "في التمركز حول الحرم الجامعي للمساعدة في تعزيز السلامة".

تعليق دراسة طلاب بجامعة أريزونا

وأوردت شبكة "فوكس نيوز" أن قاضياً في ولاية أريزونا رفض طلباً كان من شأنه رفع تعليق دراسة 20 طالباً في جامعة أريزونا، كانوا قد اعتقلوا الأسبوع الماضي وسط احتجاجات مناهضة لإسرائيل.

وأوضحت الشبكة أن المحكمة الجزئية الأميركية لمقاطعة أريزونا رفضت طلب طلاب جامعة ولاية أريزونا برفع تعليق دراستهم الجامعية.

وكان الطلاب المتضررون قد أقاموا دعوى قضائية ضد مجلس أمناء ولاية أريزونا، الثلاثاء، زاعمين أن تعليقهم من جامعة ولاية أريزونا يسبب "ضرراً لا يمكن إصلاحه"، بسبب عدم قدرتهم على التسجيل في الفصول الدراسية. كما قال الطلاب، إن عمليات التعليق تنتهك حقوقهم في التعديل الأول من الدستور الأميركي.

وحكم القاضي جون توتشي، بأن الطلاب لم يقدموا أدلة كافية على انتهاك حقوقهم التي ينص عليها التعديل الأول. كما قضى بعدم وجود أدلة كافية على أن تعليق الجامعة للطلاب يسبب "ضرراً لا يمكن إصلاحه". ولم يتم بعد تقديم تهم التعدي على ممتلكات الغير في الدعوى إلى المحكمة.

وفي 26 أبريل، ألقي القبض على ما يقرب من 72 شخصاً أثناء الاحتجاجات في حرم جامعة ولاية أريزونا. وطالب الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الجامعة بإسقاط أي تهم ضد الطلبة مع استمرار الاحتجاجات منذ الاعتقالات.

ويحتشد طلاب في جميع أنحاء الولايات المتحدة أو يقيمون خياماً في عشرات الجامعات للاحتجاج على الحرب المستمرة منذ أشهر في قطاع غزة، ولمطالبة الرئيس جو بايدن، الذي يدعم إسرائيل، ببذل المزيد من الجهد لوقف إراقة الدماء هناك. كما يطالبون جامعاتهم بسحب استثماراتها من الشركات التي تدعم الحكومة الإسرائيلية، مثل شركات توريد الأسلحة.

تصنيفات

قصص قد تهمك