أعلنت ألمانيا، الاثنين، استدعاء سفيرها لدى روسيا للتشاور بعد أن اتهمت برلين موسكو بشن هجمات إلكترونية استهدفت شركات دفاع وفضاء والحزب الحاكم.
وقال متحدث باسم الخارجية الألمانية، إن السفير ألكسندر جراف لامبسدورف، سيعود إلى برلين تماشياً مع البروتوكول الدبلوماسي، بعد ثلاثة أيام من استدعاء السفير الروسي احتجاجاً على حملة هجمات إلكترونية تقول برلين إن مجموعة مرتبطة بالمخابرات العسكرية الروسية شنتها قبل عامين.
واتهمت ألمانيا، الأسبوع الماضي، عملاء عسكريين روس، بتنفيذ هجمات إلكترونية اتهدفت أعضاءً في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم، وأهداف حكومية وصناعية حساسة أخرى.
وذكرت الخارجية الألمانية، أن الحكومة تأخذ الحادث الأخير "على محمل الجد" وأن الوزيرة أنالينا بيربوك، قررت استدعاء السفير الألماني ألكسندر لامبسدورف، وأضافت أنه سيعود إلى موسكو بعد أسبوع.
وتأتي هذه الاتهامات في وقت يتزايد فيه القلق في أوروبا بشأن هجمات قراصنة وجواسيس روس مشتبه بهم منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022 وفي الفترة التي تسبق انتخابات البرلمان الأوروبي.
وانضمت برلين إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" والدول الأوروبية الأخرى في إطلاق تحذير جدي من أن التجسس الإلكتروني الروسي سيكون له عواقب.
وكانت العلاقات بين روسيا وألمانيا متوترة بالفعل، إذ قدمت ألمانيا دعماً عسكرياً واسعاً لأوكرانيا في حربها المستمرة مع روسيا.
هجمات تستهدف دول الناتو
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، إن "مجموعة APT 28" التي تعمل مع المخابرات العسكرية الروسية استغلت لفترة زمنية طويلة ثغرة أمنية لم تكن معروفة آنذاك في برنامج مايكروسوفت أوتلوك، وذلك من أجل اختراق حسابات البريد الإلكتروني.
وأشار متحدث ألماني باسم مايكروسوفت، إلى مدونة تُفيد بأن جهات فاعلة مقرها روسيا كانت تستخدم أداة يشار إليها باسم "جوس إيج" منذ أبريل 2019 لسرقة بيانات مستخدمين.
وقالت وزارة الداخلية الألمانية في بيان، إن حملة القرصنة بدأت على الأقل في وقت مبكر من مارس 2022، بعد شهر من بدء غزو أوكرانيا، فيما كشفت أنه تم الوصول إلى رسائل البريد الإلكتروني لأعضاء حزب الديمقراطي الاشتراكي ابتداءً من ديسمبر من العام نفسه.
وأضافت أن الشركات الألمانية، بما في ذلك العاملة في قطاعي الدفاع والفضاء، بالإضافة إلى الأهداف المتعلقة بالحرب كانت موضع التركيز أيضاً.
وقال مجلس الاتحاد الأوروبي ووزارة الخارجية التشيكية إن المؤسسات التشيكية استُهدفت أيضاً من قبل نفس المجموعة. وقال مسؤولون ألمان وتشيكيون إن قراصنة GRU استفادوا من ثغرة أمنية.
"انتخابات أوروبية"
وأدانت دول الاتحاد الأوروبي بشدة "الحملة الإلكترونية الخبيثة" التي تقوم بها شركة Fancy Bear ضد ألمانيا والتشيك.
وأشار الاتحاد الأوروبي إلى أنه سبق أن فرض عقوبات على أفراد وكيانات مرتبطة بالجماعة لاستهدافها البرلمان الألماني في عام 2015. وقال إنه لن يتسامح مع استمرار مثل هذه الهجمات، خاصة مع قرب انتخابات الاتحاد الأوروبي في يونيو.
واتهم الناتو شركة Fancy Bear باستهداف "كيانات حكومية وطنية أخرى ومشغلي البنية التحتية الحيوية وكيانات أخرى"، بما في ذلك في ليتوانيا وبولندا وسلوفاكيا والسويد.
وقال مسؤولون في الناتو: "نحن مصممون على توظيف القدرات اللازمة للردع والدفاع ومواجهة مجموعة كاملة من التهديدات السيبرانية لدعم بعضنا البعض، بما في ذلك من خلال النظر في ردود منسقة".