تنديد ورفض دولي بعد اقتحام إسرائيل لرفح وسط مخاوف من "مجزرة جديدة"

time reading iconدقائق القراءة - 8
دبابات تابعة للجيش الإسرائيلي تتحرك على طول الحدود مع قطاع غزة، فلسطين. 7 مايو 2024 - AFP
دبابات تابعة للجيش الإسرائيلي تتحرك على طول الحدود مع قطاع غزة، فلسطين. 7 مايو 2024 - AFP
دبي-أ ف بالشرق

أعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، أنه سيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الفاصل بين قطاع غزة ومصر، بعد ليلة من القصف العنيف على المنطقة، في خطوة أثارت موجة من التنديد والرفض وسط مخاوف دولية من حدوث "مجزرة جديدة".

وتأتي التطورات العسكرية المتسارعة على الأرض قبل ساعات من محادثات جديدة يفترض أن تعقد في القاهرة لمحاولة إبرام اتفاق الهدنة سيشارك فيها ممثلون عن الدول الوسيطة الولايات المتحدة وقطر ومصر، بالإضافة إلى وفدين إسرائيلي وآخر من حركة "حماس".

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن واشنطن "أوضحت تماماً لإسرائيل آراءها بخصوص عملية اجتياح بري كبيرة لرفح".

وأضاف المتحدث: "أميركا ماتزال تعتقد أن اتفاق الرهائن يصب في مصلحة إسرائيل والفلسطينيين"، وتابع أن واشنطن "لاتزال تتشاور مع شركائها من أجل التوصل لاتفاق يُفضي لسلام مستدام".

وحضّ العاهل الأردني عبدالله الثاني الرئيس الأميركي جو بايدن في محادثات أجرياها بواشنطن الاثنين، على التدخّل لمنع وقوع "مجزرة جديدة" في رفح. 

وجاء في بيان رسمي أن الملك الأردني "حذّر من أنّ تبعات أي اجتياح إسرائيلي لرفح قد تؤدّي لتوسيع دائرة الصراع بالإقليم"، مؤكداً "أهمية دعم كلّ الجهود المستهدفة وقفاً فورياً لإطلاق النار في غزة".

وكان بايدن قد قال لنتنياهو في أبريل إن اجتياح رفح سيكون "خطأ" وقد أعلنت واشنطن مراراً أنها لا تؤيد شن أي هجوم في المدينة من دون خطة ذات صدقية لمساعدة نحو 1.2 مليون مدني نزحوا إليها هرباً من معارك أكثر حدة في أنحاء أخرى من القطاع.

إلى ذلك، أفاد مراسلون لوكالة فرانس برس بمدينة رفح وشهود ومصادر أمنية فلسطينية بسماع أصوات غارات جوية متكرّرة الليلة الماضية في أنحاء عدة من المدينة، بالإضافة الى أصوات قصف مدفعي عنيف ومتواصل واشتباكات في المناطق الشرقية لمدينة رفح التي طلب الجيش الإسرائيلي إخلاءها الاثنين.

"جريمة حرب جديدة"

وتعليقاً على الخطوة الإسرائيلية، قال نائب الرئيس التركي جودت يلماز، الثلاثاء، إن شن إسرائيل عملية في مدينة رفح بقطاع غزة بعد يوم من قبول حركة "حماس" اتفاقاً لوقف إطلاق النار يمثل جريمة حرب إسرائيلية جديدة.

وأضاف يلماز على منصة "إكس": "بشن هجوم بري على رفح بعد يوم واحد فقط من موافقة حماس على مقترح قطر ومصر لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار، ترتكب إسرائيل جريمة حرب جديدة بالإضافة إلى تلك التي ترتكبها في الأراضي الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر". وذكر أن أنقرة ستواصل العمل من أجل معاقبة القيادة الإسرائيلية قانونياً.

وأدانت وزارة الخارجية الأردنية إقدام إسرائيل على احتلال الجانب الفلسطيني من معبر رفح وإغلاقه أمام دخول المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة الذين يعانون كارثة إنسانية غير مسبوقة.

وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة إن "سيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي على معبر رفح ومنعها دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتوسيع عمليتها العسكرية العدوانية في مدينة رفح، يعد خرقاً فاضحاً لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وانتهاكاً صارخاً لجميع القيم الإنسانية، وسعياً لإفشال جهود التوصل لوقف فوري لإطلاق النار، يجب على المجتمع الدولي بأكمله التصدي له ووقفه".

وجدد السفير القضاة دعوته للمجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن إلى الاضطلاع بمسؤولياته لوقف الحرب المستعرة على غزة وبشكل فوري، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة والمتواصلة لقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ومحاسبة المسؤولين عنها.

بدورها أدانت مصر العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح، وشددت الخارجية المصرية في بيان على أن سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من المعبر وإغلاقه في وجه المساعدات الإنسانية إلى غزة يهدد حياة مليوني فلسطيني يعتمدون على المعبر "باعتباره شريان الحياة الرئيسي لقطاع غزة والمنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقي العلاج".

ودعا بيان الوزارة إسرائيل إلى "الابتعاد عن سياسة حافة الهاوية ذات التأثير بعيد المدى، والتي من شأنها أن تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة داخل قطاع غزة". 

وحثت مصر جميع الأطراف الدولية المؤثرة على التدخل وممارسة الضغوط اللازمة لنزع فتيل الأزمة الراهنة، وإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية لتحقق نتائجها المرجوة، وفق ما جاء في البيان.

تحذيرات أممية

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من أنّ "اجتياحاً" إسرائيلياً لمدينة رفح جنوب قطاع غزة سيكون أمراً "لا يُحتمل"، داعياً الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس "لبذل جهد إضافي" للتوصل إلى هدنة.

وقال جوتيريش في تصريح لصحافيين لدى استقباله الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، إن "اجتياحاً برّياً لرفح سيكون أمراً لا يُحتمل بسبب عواقبه الإنسانية المدمّرة وبسبب تأثيره المزعزع للاستقرار في المنطقة".

وأضاف: "لقد وجّهت اليوم نداءً قوياً جداً إلى الحكومة الإسرائيلية وقيادة حماس لبذل جهد إضافي من أجل التوصّل إلى اتفاق وهو أمر حيوي للغاية. هذه فرصة لا يمكن تضييعها".

وكان ستيفان دوجاريك، المتحدّث باسم جوتيريش، أدلى بنفس التصريحات تقريباً بعيد إعلان حماس موافقتها على مقترح الوسطاء للتوصل إلى اتفاق هدنة.

وقال دوجاريك للصحافيين إنّ "أوامر الإخلاء الصادرة اليوم لشرق رفح ستؤدّي ببساطة إلى زيادة معاناة المدنيين (...) من المستحيل تنفيذ عملية إخلاء جماعية بهذا الحجم بشكل آمن".

بدوره، اعتبر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، أنّ أوامر الإخلاء الصادرة لسكان شرقي رفح "غير إنسانية".

ومنعت إسرائيل الأمم المتحدة من الوصول إلى معبر رفح، وفق ما أفاد ناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الثلاثاء.

وأكد ينس لايركه في مؤتمر صحافي دوري بجنيف، أن مخزون الأمم المتحدة من الوقود المخصص للعمليات الإنسانية لا يكفي إلا ليوم واحد في قطاع غزة المحاصر.

وتابع: "لسنا موجودين حالياً عند معبر رفح لأن مكتب كوغات (مكتب تنسيق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية) رفض السماح لنا بالوصول إلى هذه المنطقة" وهي نقطة العبور الرئيسية للمساعدات الإنسانية.

وزاد: "قيل لنا إنه لن يسمح بعبور الموظفين والسلع دخولاً أو خروجاً في الوقت الراهن. وهذا يؤثر بشكل هائل على مخزوننا".

"لا مكان آمن في غزة"

وحذر الممثل الأعلى للسياسات الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الثلاثاء، من أنه لا توجد أماكن آمنة في غزة يمكن أن يلجأ النازحون الفلسطينيون إليها ما قد يؤدي لسقوط الكثير من الضحايا من المدنيين جراء الهجوم الإسرائيلي على شرق رفح.

وأضاف بوريل: "هناك 600 ألف طفل فلسطيني في غزة، سيتم دفعهم إلى ما يسمى "مناطق آمنة" .. لا مكان آمناً في غزة".

وفيما يتعلق بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، قال بوريل إن الوكالة التابعة للأمم المتحدة تلعب دوراً حيوياً في دعم الملايين من الأفراد. وأضاف أنه حان الوقت لدعم الأونروا ولا يوجد سبب لعدم دفع كامل المبالغ التي يساهم بها الاتحاد الأوروبي في عمل الوكالة.

بدورها حضّت الصين إسرائيل على "وقف مهاجمة رفح"، كما أعربت عن "قلقها البالغ من مباشرة إسرائيل عملية عسكرية برية على رفح".

وقال الناطق باسم الخارجية الصينية لين جيان: "تدعو الصين إسرائيل إلى الاستجابة لمطالب المجتمع الدولي، ووقف مهاجمة رفح، وبذل كل ما في وسعها لتجنب كارثة إنسانية أكثر خطورة في قطاع غزة".

وأضاف لين: "الحرب والعنف لا يمكنهما حل المشكلة بالكامل ولا يمكنهما الدفع باتجاه أمن فعلي".

والاثنين قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، إنه "يشعر بقلق عميق"إزاء هجوم تعد له إسرائيل على رفح، داعياً "جميع الأطراف، وخاصة حماس" إلى قبول اتفاق يفضي لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

وقال لوسائل إعلام بريطانية: "لقد قلت دائماً إننا نشعر بقلق عميق إزاء احتمال التوغل العسكري في رفح نظراً لعدد المدنيين الذين يحتمون هناك وأهمية هذا المعبر للمساعدات الإنسانية في قطاع غزة". وأضاف أنه عرض "هذه المبررات في عدة مناسبات على رئيس الوزراء" الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

تصنيفات

قصص قد تهمك