ظهر وزير الدفاع الصيني السابق وي فنج خه علناً الاثنين، بعد أشهر من الاختفاء عن الفعاليات الرسمية والتكهنات حول مصيره، إذ حضر مراسم وضع إكليل من الزهور في جنازة مسؤولة صينية رفيعة، وهو ما يشي بأن الوزير السابق "ربما يكون آمناً على الصعيد السياسي"، وفق ما ذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
وشوهد اسم وي فنج خه على إكليل من الزهور في جنازة أويونكماج، والتي شغلت منصب نائبة رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب في الفترة من عام 2008 إلى 2013، وفق ما نقلت SCMP ومقرها هونج كونج.
وفي النشرة الإخبارية الرئيسية التي تُبث في وقت الذروة على تليفزيون الصين المركزي CCTV الرسمي، ظهر إهداء إكليل وي، بين أعضاء آخرين سابقين في مجلس الدولة، في جانب قاعة الجنازة، مع أكاليل زهور من الرئيس شي جين بينج ومسؤولين حاليين آخرين في الوسط.
واختفى وي، الذي تولى قيادة قوة الصواريخ منذ تشكيلها في عام 2015 كجزء من الإصلاح العسكري الذي دعا إليه شي، عن المشهد العام بعد إقالة خليفته لي شانج فو المفاجئة من منصب وزير الدفاع في أكتوبر من العام الماضي، دون تفسير.
وتم تجريد لي، الذي قضى معظم حياته المهنية، على غرار وي، في قوة الصواريخ التابعة لجيش التحرير الشعبي، من رتبته كمستشار للدولة، وعزله من اللجنة العسكرية المركزية، وهي أعلى جهة لاتخاذ القرارات في الصين.
"عمليات تطهير"
وتشير عودة وي غير المباشرة إلى الظهور إلى أنه "ربما أفلت من عملية التطهير" التي أعقبت فضيحة لي، والتي طالت كبار ضباط جيش التحرير الشعبي، وبينهم قادة قوة الصواريخ، التي تدير ترسانة الصين النووية، وفق "ساوث تشينا مورنينج بوست".
وأوضحت الصحيفة أن الظهور المباشر أو غير المباشر في المناسبات الرسمية يقدم "مؤشراً مهماً للمصير السياسي" في النظام الصيني الغامض، الذي لا يسمح بالكشف إلا عن القليل من المعلومات.
وكان غياب وي عن حفل الاستقبال الرسمي في العيد الوطني، العام الماضي، أول علامة على أنه ربما يواجه مشاكل، كما لم يتم إدراج اسمه ضمن قائمة ضمت حوالي 130 من كبار المسؤلين المتقاعدين الذي تلقوا التهنئة بالعام القمري الجديد من قيادة الحزب في فبراير.
وعادة ما يتم تخصيص هذه المناسبة لكبار المسؤولين المتقاعدين الذين حصلوا على رتبة عضو مجلس الدولة أو أعلى.
وظهرت أسماء أسلافه، وهم وزراء الدفاع السابقين تشانج وان تشيوان وليانج قوانج لي وكاو جانج تشوان وتشي هاو تيان، في القائمة التي نشرتها وكالة أنباء "شينخوا" الرسمية.
وشملت عملية تطهير جيش التحرير الشعبي تشو يانينج ولي يوشاو، قائدا القوة الصاروخية اللذان خلفا وي بعد ترقيته إلى منصب وزير الدفاع في عام 2018، والذي ظل يشغله حتى تقاعده في عام 2023.
وتم عزل كلا الرجلين من منصبيهما من المجلس الوطني لنواب الشعب، وهو أعلى هيئة تشريعية في الصين، في نوفمبر، إلى جانب 7 من كبار ضباط جيش التحرير الشعبي، بينهم اثنان من نوابهما ورئيس برنامج تطوير المعدات التابع لقوة الصواريخ.
وأكدت اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب في بيانها الأول لعام 2024، والذي نُشر في فبراير، أن الضباط الـ9 كانوا متورطين في "تحقيقات فساد".
ولم يكمل جيش التحرير الشعبي حتى الآن عمليات تسوية "آثار التطهير"، كما لم يتم بعد منح وزير الدفاع الصيني الحالي دونج جون، الذي تولى منصبه خلفاً لـ لي في ديسمبر، مستشاراً للدولة، أو منحه مكاناً في اللجنة العسكرية المركزية، ويذكر أن الوزير الحالي هو أول قائد للبحرية الصينية يشغل هذا المنصب.
وحصل جميع وزراء الدفاع السابقين على هذه المكانة السياسية كأعضاء في اللجنة العسكرية المركزية التي يرأسها شي.
وكان الجيش ضمن قائمة الأهداف الرئيسية لحملة مكافحة الفساد الموسعة التي أطلقها شي، وكان من أبرز من أسقطتهم هذه الحملة جو بوكسينج وشو كايهو، وكلاهما نائبان سابقان لرئيس اللجنة العسكرية المركزية.
وتم الحكم على جو بالسجن مدى الحياة على خلفية اتهامه بالرشوة في عام 2016، فيما توفي شو بسبب السرطان في عام 2015 أثناء خضوعه للمحاكمة العسكرية.