قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الأربعاء، إن قرار الرئيس جو بايدن تعليق شحنة ذخائر شديدة الانفجار إلى إسرائيل اتُخذ في سياق خطط تل أبيب شن هجوم في رفح جنوبي قطاع غزة تعارضه واشنطن من دون ضمانات جديدة على حماية المدنيين.
وأضاف أوستن خلال جلسة في مجلس الشيوخ: "كنا في غاية الوضوح... منذ البداية أن إسرائيل يجب ألا تشن هجوماً كبيراً في رفح من دون وضع المدنيين في محيط هذه المعركة وحمايتهم بعين الاعتبار. ومن جديد، وبعد تقييمنا للوضع، علقنا شحنة واحدة من الذخائر شديدة الانفجار".
وتابع: "لم نتخذ قراراً نهائياً بشأن كيفية المضي قدماً فيما يخص تلك الشحنة".
وأدلى أوستن بشهادته أمام لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ، الأربعاء، في أجواء خيمت عليها الاحتجاجات إذ حضرت الجلسة مجموعة من المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين والذين كانوا يرفعون أياديهم المخضبة بلون الدماء أثناء شهادة أوستن، احتجاجاً على حرب غزة.
وفي وقت سابق الثلاثاء، نقلت مجلة "بوليتيكو" عن مسؤول أميركي و6 أشخاص آخرين أن إدارة الرئيس جو بايدن، علقت نقل شحنات من نوعين من القنابل الدقيقة المصنّعة من قِبل شركة "بوينج" إلى تل أبيب، لإرسال "رسالة سياسية" لإسرائيل.
ولم توافق الولايات المتحدة بعد على بيع ذخائر دقيقة للهجوم المباشر المشترك، تشمل الذخيرة والأطقم التي تحوّلها إلى أسلحة ذكية، وكذلك القنابل ذات القطر الصغير، وفقاً لـ6 مصادر في الصناعة العسكرية والكونجرس على دراية بالمناقشات، لم تكشف "بوليتيكو" هوياتهم.
وبينما لم تنكر إدارة بايدن رسمياً البيع المحتمل، فإنها في الأساس تتخذ إجراءً غير مباشر من خلال عدم فعل شيء محدد، إما عن طريق تأجيل الموافقات أو جوانب أخرى تتعلق بعمليات نقل الأسلحة، وذلك لإرسال رسالة إلى إسرائيل، حسبما ذكر مسؤول بالإدارة الأميركية مطّلع على العملية لـ"بوليتيكو".
ويبدو أن هذه هي المرة الأولى التي تؤجل فيها الإدارة الأميركية صفقة أسلحة محتملة لإسرائيل منذ هجمات السابع من 7 أكتوبر الماضي.
"أول تعبير عسكري عن الخلافات"
أرجع مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون العسكرية الأسبق مارك كيميت، قرار بلاده إرجاء بيع شحنتي أسلحة لإسرائيل إلى الضغوط القوية التي يتعرض لها الرئيس جو بايدن لوقف الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح الفلسطينية.
واعتبر كيميت أن هذا القرار يعد تعبيراً عسكرياً أميركياً هو الأول من نوعه الذي يعكس الخلافات الأخيرة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقال لوكالة أنباء العالم العربي AWP، الأربعاء، "يواجه الرئيس بايدن ضغوطاً قوية لوقف الهجوم على رفح، وهناك اعتقاد داخل الإدارة (الأميركية) بأن تعليق الولايات المتحدة لشحنات الذخيرة سيحد من قدرة الإسرائيليين على شن هجوم شامل على رفح".
وأضاف: "كما سيؤدي الحد من تزويد إسرائيل بالقنابل الثقيلة إلى إجبارها على تنفيذ حملة أصغر في الحجم وأكثر دقة وتحديداً".
وأشار كيميت إلى أن هذا "التعليق" الأميركي لشحنات أسلحة إلى إسرائيل ليس حدثاً قائماً بذاته بل "حلقة في سلسلة الخلافات الأخيرة بين البلدين بشأن طريقة إدارة الحرب في غزة. فبعد سلسلة الخلافات الدبلوماسية اللفظية، جاء هذا "الإرجاء" لتسليم الأسلحة باعتباره التعبير العسكري الأول من نوعه والملموس عن الخلافات الأميركية (الإسرائيلية).
وكان متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أكد، الأربعاء، على أن هذا القرار الأميركي ليس تراجعاً من واشنطن عن دعم إسرائيل، وإنما يعبر فقط عن "خلاف بسيط" مع الخط السياسي الذي ينتهجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال المتحدث باسم الوزارة للإعلام العربي حسن كعبية لوكالة أنباء العالم العربي: "السياسة الأميركية تجاه إسرائيل لم تتغير، وإذا كان هناك تغيير فإنه تغيير للأفضل وليس للأسوأ".
وأعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أنه سيطر بالكامل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المصرية في عملية عسكرية بدأها الاثنين.