تنديد أممي وأوروبي بإحراق مقر "الأونروا" بالقدس: حماية الوكالة مسؤولية إسرائيل

الوكالة تعلن إغلاق مقرها.. والشرطة الإسرائيلية: نحقق في الحادث

time reading iconدقائق القراءة - 5
فلسطينيون يتسلمون مساعدات غذائية من مقر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في رفح جنوبي القطاع. 26 يناير 2024 - AFP
فلسطينيون يتسلمون مساعدات غذائية من مقر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في رفح جنوبي القطاع. 26 يناير 2024 - AFP
القدس-رويترز

أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، الخميس، إغلاق مقرها في القدس الشرقية، بعد أن أشعل إسرائيليون النار فيه، وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها "فتحت تحقيقاً"، وسط تنديد أممي وأوروبي.

وقال المفوض العام للوكالة، فيليب لازاريني، في منشور على على منصة "إكس"، إنه "تقرر إغلاق المجمع حتى استعادة الأمن بالمستوى المناسب". 

وأضاف أن واقعة الخميس "هي الثانية في أقل من أسبوع. هذا تطور مشين. مرة أخرى، تعرضت حياة موظفي الأمم المتحدة لخطر جسيم".

وتابع لازاريني: "يقع على عاتق دولة إسرائيل، باعتبارها القوة المحتلة، مسؤولية ضمان حماية موظفي الأمم المتحدة ومنشآتها في جميع الأوقات".

وأوضح أن موظفين تابعين للوكالة كانوا موجودين في المبنى، لكن لم تقع إصابات. وتضررت المساحات الخارجية جراء الحريق الذي أخمده موظفون، بعدما استغرقت خدمات الطوارئ وقتاً للوصول للموقع.

وكشف لازاريني، أن مجموعات إسرائيلية تظاهرت مرات عدة خارج مجمع الوكالة، خلال الشهرين الماضيين، وأن حجارة ألقيت على مباني المجمع والعاملين قبل أيام.

وأرفق لازاريني مع منشوره تسجيل فيديو يظهر من خلاله دخان يتصاعد بالقرب من المباني الواقعة على أطراف المجمع، وسماع أصوات هتاف وغناء، وقال لازاريني إن حشداً برفقة مسلحين شوهد خارج المجمع وأفراده يهتفون "احرقوا الأمم المتحدة".

وقال مدير شؤون الوكالة في الضفة الغربية المحتلة، آدم بولوكوس، إنه تمكن بمساعدة بعض زملائه من إخماد الحريق الذي أتى على حوالي 70 متراً من العشب الجاف والشجيرات بالقرب من سور المجمع.

وأضاف: "كان هناك نحو 100 شخص يشاهدون ويصفقون ويهتفون"، موضحاً أن معظمهم كانوا من القصر على ما يبدو.

وأشار بولوكوس، إلى أن حريقاً ثانياً اشتعل بعد فترة وجيزة بالقرب من مستودع الوقود التابع للوكالة وكان هناك خطر حدوث انفجار كبير، لافتاً إلى أنه أصيب بالحجارة بينما كان يخمد النيران بطفاية حريق.

وقال لوكالة "رويترز": "هناك بالتأكيد تصعيد ضد (الأونروا) وهجمات عليها منذ 7 أكتوبر".

وتابع بولوكوس: "ليس فقط الهجمات المادية التي شهدناها الليلة الماضية، أي الحريق، وإنما وقعت مظاهرة قبل أيام قليلة أيضاً وشابها أعمال عنف شديدة وتدمير لممتلكاتنا خارج هذا المجمع".

تحقيق إسرائيلي

في المقابل، قالت الشرطة الإسرائيلية، إنها فتحت تحقيقاً في الحريق، مشيرة إلى أن نتائج أولية للتحقيق، أظهرت أن الأمر "نفذه قُصَّر تقل أعمارهم في ما يبدو عن الحد القانوني للمسؤولية الجنائية".

ومنذ بداية الحرب على قطاع غزة، دعا مسؤولون إسرائيليون مراراً، إلى إغلاق الوكالة واتهموها بـ"التواطؤ" مع حركة "حماس" في القطاع، وهو اتهام ترفضه الأمم المتحدة بشدة.

وتعتبر إسرائيل القدس بأكملها عاصمتها غير القابلة للتقسيم، ويشمل ذلك المناطق الشرقية التي احتلتها في حرب عام 1967 والتي يسعى الفلسطينيون إلى أن تكون عاصمة دولتهم المستقبلية.

وعلى مدار سنوات طويلة كانت "الأونروا" هدفاً للعداء الإسرائيلي، إذ تأسست الوكالة لتقديم المعونة لللاجئين الفلسطينيين الذين فروا أو أجبروا على ترك منازلهم خلال حرب 1948.

وأدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، الجمعة، الهجوم على مقر الوكالة، وقال على منصة "إكس"، إن "استهداف عمال الإغاثة والمنشآت الإنسانية غير مقبول، ويجب أن يتوقف".

وأدان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الجمعة، الهجوم على مباني وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في القدس الشرقية، مشدداً على ضرورة محاسبة منفذيه.

وقال بوريل على منصة "إكس"، إن "مسؤولية ضمان سلامة العاملين في المجال الإنساني تقع على عاتق إسرائيل".

وأضاف أن الوكالة "شريان حياة لا يمكن الاستغناء عنه للملايين في غزة والمنطقة".

وأدانت ألمانيا "تصاعد الاحتجاجات العنيفة" ضد الوكالة، داعية إسرائيل الى حمايتها، بعدما حاول "متطرفون إسرائيليون" إحراقه مرتين.

وقالت الخارجية الألمانية عبر منصة "إكس": "ندين تصاعد المظاهرات العنيفة ضد (الأونروا) في القدس الشرقية.. على إسرائيل ضمان حماية منشآت الوكالة وموظفيها في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وأكدت ضرورة أن "تكون الأمم المتحدة قادرة على أداء دورها المهم في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية".

تصنيفات

قصص قد تهمك