ويلنجتون (نيوزيلندا) -رويترز
قالت المفوضية العليا الفرنسية، الثلاثاء، إن كاليدونيا الجديدة (مستعمرة فرنسية في جنوب غرب المحيط الهادئ) حشدت قوات الأمن وأغلقت مطارها الدولي وفرضت حظر التجول في العاصمة نوميا، بعد أن تحولت الاحتجاجات إلى أعمال عنف وتعرضت الشرطة لهجوم، فيما جرى اعتقال 36 شخصاً، وذلك قبل مناقشة مرتقبة لتعديلات على الدستور.
وجاء في بيان المفوضية، أن "الاضطرابات الكبيرة في العاصمة نوميا والبلدات المحيطة بها مستمرة، إذ تضررت العديد من المباني، بما في ذلك المتاجر والصيدليات ووكلاء السيارات، وتم حتى الآن اعتقال 36 شخصاً".
وأضافت أنه "تم تعبئة قوات الأمن، وحظر جميع التجمعات في منطقة نوميا الكبرى، وحظر المشروبات الكحولية"، مشيرة إلى فرض حظر التجول ابتداءً من "الساعة 6 مساءً (07:00 بتوقيت جرينتش) حتى السادسة من صباح الأربعاء في نوميا".
بدورها، قالت الشركة المشغلة للمطار في بيان، إن "المطار الدولي في نوميا أُغلق وأُلغيت جميع الرحلات الجوية التجارية".
يأتي ذلك قبل مناقشة الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان)، الثلاثاء، تعديلات في دستور كاليدونيا الجديدة، من شأنها أن تسمح لعدد أكبر من السكان الفرنسيين بالتصويت في انتخابات كاليدونيا الجديدة، التي يخشى أنصار الاستقلال أن تضعف أصوات الكاناك الأصليين.
وتريد فرنسا فتح حقوق التصويت للمهاجرين الذين عاشوا في كاليدونيا الجديدة لمدة 10 سنوات، وكاليدونيا الجديدة هي إحدى الجزر الخمس الممتدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، والتي تسيطر عليها فرنسا، وهي محور خطة الرئيس إيمانويل ماكرون لزيادة نفوذ بلاده في المحيط الهادئ.
"دعوة للهدوء"
ودعت حكومة كاليدونيا الجديدة، إلى الهدوء وأدانت تدمير الممتلكات، إذ قالت في بيان، إن "كل أسباب السخط والإحباط والغضب لا يمكن أن تبرر تقويض أو تدمير ما استطاعت البلاد بنائه على مدى عقود ورهن المستقبل".
وأظهر مقطع فيديو، الشرطة، وهي تقوم بدوريات في الشوارع وسط السيارات المحترقة وأعمدة الدخان، بعد أن أقام المتظاهرون حواجز على الطرق الرئيسية، الاثنين، حيث اندلعت الاحتجاجات وأعمال العنف.
ودفعت الاضطرابات، وزير خارجية نيوزيلندا ونستون بيترز، إلى تأجيل زيارته المقررة هذا الأسبوع، إذ قال متحدث باسم الخارجية: "نحن على علم بالأحداث في كاليدونيا الجديدة، ونأمل أن يسود السلام والهدوء".
وتم انتخاب رئيس كاليدونيا الجديدة، لويس مابو، في عام 2021، كأول زعيم من السكان الأصليين، مؤيد للاستقلال عن فرنسا، وقد تم تأجيل انتخابات المجالس والبرلمان في كاليدونيا الجديدة، والتي كان من المقرر إجراؤها في مايو الجاري حتى نهاية العام.
وتقع المنطقة الغنية بالنيكل على بعد 20 ألف كيلومتر (12427 ميلاً) من فرنسا، ويبلغ عدد سكانها 270 ألف نسمة، منهم 41% ميلانيزي و24% من أصل أوروبي، معظمهم فرنسيون.
وساعد اتفاق نوميا لعام 1998 على إنهاء عقد من الصراع، أودى بحياة 80 شخصاً من خلال تحديد مسار للحكم الذاتي التدريجي وقصر التصويت على سكان الكاناك الأصليين والمهاجرين الذين يعيشون في كاليدونيا الجديدة منذ عام 1998.
تصنيفات
