نظّم آلاف الفلسطينيين مسيرات داخل أراضي مهجّرة في شمال إسرائيل، الثلاثاء، لإحياء الذكرى الـ76 لنكبة 1948، وللمطالبة بحق اللاجئين في العودة، وذلك بالتزامن مع الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.
ورفع المحتجون الأعلام الفلسطينية، وارتدوا الكوفية (الفلسطينية) خلال مسيرة "العودة السنوية"، كما أطلقوا هتافات تطالب بوقف حرب إسرائيل على غزة.
كما نظمت هيئات وحركات فلسطينية إلى جانب عدد من الفلسطينيين المهجّرين من قراهم والذين بقوا في أراضي 48، مسيرات وفعاليات في بلدات مهجّرة.
ويحيي الفلسطينيون في 15 مايو من كل عام ذكرى النكبة، عندما أعلنت بريطانيا إنهاء انتدابها على الأراضي الفلسطينية، وحين بدأت جماعات يهودية مسلحة في السيطرة على البلاد.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أنه "قبل 76 عاماً من الآن، نجحت الحركة الصهيونية في احتلال أرض فلسطين من خلال جرائم الإبادة الجماعية، والتهجير القسري، والتطهير العرقي بحق شعبنا، فيما باتت تعرف بالنكبة".
وأشارت إلى أن "النكبة التي تزامنت مع اقتراف العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق أبناء شعبنا، شكلت مأساة كبرى، أدت إلى استشهاد ما يزيد على 15 ألف فلسطيني، وتشريد مليون فلسطيني من أصل 1.4 مليون كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948"، وفق بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
مرحلة إعادة النكبة
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي إنه "بعد السابع من أكتوبر 2023، إسرائيل دخلت مرحلة إعادة إنتاج النكبة، على نحو فاق النكبة الأولى عام 1948، من حيث مستويات التدمير والتهجير القسري والقتل والإبادة الجماعية".
وأضاف أبو هولي أن "النكبة حدث مستمر في الزمان والمكان، وتطال كل الوجود الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها، وما نشهده اليوم يأتي في إطار مخطط التهجير القسري وجعل حياة الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس مستحيلة، ودفعه إلى مغادرة وطنه وأرضه".
وعن إحياء ذكرى النكبة، قال: "شعارها هو فلسطين باقية والاحتلال إلى زوال، والتركيز هذا العام سيكون على مفاهيم أساسية ترتبط بالنكبة، وخصوصاً الإبادة الجماعية، والتهجير القسري، والتطهير العرقي من جهة، وحق العودة والصمود من جهة أخرى".
ولفت أبو هولي إلى أن "إحياء ذكرى النكبة هذا العام، يشهد حركة تضامن مع شعبنا غير مسبوقة، وضد الإبادة الجماعية، امتدت على مستوى الجامعات، والنقابات، والاتحادات، والبرلمانات العالمية".
وتابع بقوله إن "إسرائيل تمارس الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة، وتحت غطاء الحرب والتدمير والإبادة في قطاع غزة، تجري عملية تطهير عرقي وتهجير قسري في الضفة الغربية، بما فيها القدس".
وحذَّر من سعي إسرائيل إلى القضاء على المخيمات، باعتبار قضية اللاجئين جوهر القضية الوطنية الفلسطينية، و"الهجوم عليها يستهدف القضاء على فكرة الثورة والنضال والتمسك بالحقوق، فالمخيمات هي مخزون الثورة الحقيقي، ومكان إعادة إنتاج الثقافة الفلسطينية والهوية النضالية الفلسطينية".
اللاجئون في أرقام
وأشارت بيانات دائرة شؤون اللاجئين الفلسطينية إلى أن نحو 880 ألف لاجئ يعيشون في الضفة الغربية، 25% منهم يعيشون في 19 مخيماً، معترفاً بها رسمياً لدى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينين (الأونروا)، فيما يعيش نحو 75% من اللاجئين في مدن الضفة الغربية وقراها.
وفي قطاع غزة الذي يُقدّر عدد سكانه بـ2.3 مليون فلسطيني، يشكل اللاجئون 66% من إجمالي عدد السكان، بواقع نحو 1.7 مليون لاجئ، ويعيش نحو 620 ألفاً منهم في 8 مخيمات معترف بها من قِبَل "الأونروا"، وفقاً لبياناتها.
وبحسب بيان صحافي للجهاز المركزي للإحصاء، وتزامناً مع الذكرى الـ76 لـ"نكبة فلسطين"، فإن إجمالي عدد الفلسطينيين في العالم بلغ 14.63 مليون نسمة حتى نهاية عام 2023، ما يشير إلى تضاعف عددهم نحو 10 مرات منذ 1948.
وأشار البيان إلى أن من بين مليون و400 ألف فلسطيني كانوا يقيمون في 1300 قرية ومدينة فلسطينية عام 1948، تم تهجير مليون شخص إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول المجاورة، فضلاً عن التهجير الداخلي للآلاف منهم داخل الأراضي التي أُخضعت لسيطرة الاحتلال منذ عام 1948، الذي سيطر على 774 قرية ومدينة فلسطينية، 531 منها تم تدميرها بالكامل، فيما تم إخضاع المتبقية للاحتلال وقوانينه.