كيربي لـ"الشرق": نريد هدنة في غزة الآن.. ولا نعارض ملاحقة إسرائيل لـ"حماس"

منسق الاتصالات الاستراتيجية بالبيت الأبيض: هكذا سيتم تسليم المساعدات عبر الرصيف العائم

time reading iconدقائق القراءة - 6
واشنطن-الشرق

قال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، إن الولايات المتحدة "تريد رؤية هدنة مؤقتة في غزة، الآن"، مشيراً إلى أن هذه الهدنة "كانت قريبة جداً الأسبوع الماضي، كما نفى معارضة بلاده "حق إسرائيل في ملاحقة حماس.. بما في ذلك داخل رفح"، لكنه شدد على معارضتها للاجتياح البري الكبير بآلاف الجنود، والذي يٌعرض حياة المدنيين للخطر.

وذكر كيربي في مقابلة مع "الشرق" بواشنطن، الجمعة، أنه يمكن تمديد هدنة الـ6 أسابيع المرتقبة (في حال التوصل إليها) لفترة أطول، معتبراً أنها ستمنح الفرصة لـ"إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، وهذا أمر عاجل، والرئيس بايدن يعمل على ذلك". 

وأضاف: "نحن ندعم حق إسرائيل في ملاحقة (مقاتلي) حماس أينما وجدوا، وحالياً هم في رفح.. لم نقل أبداً إن إسرائيل لا يحق لها ملاحقة هذا التهديد عسكرياً، ولكننا قلنا إن هناك طرقاً أفضل للقيام بذلك"، مضيفاً: "يمكننا أن نساعدهم، ونتقاسم معهم خبراتنا".

وأكد كيربي أن الولايات المتحدة تعارض الاجتياح العسكري الكبير لرفح بمشاركة آلاف الجنود الإسرائيلي في منطقة مكتظة بالمدنيين، من دون دقة في تنفيذ هذه العمليات، ولا استراتيجية لنقل السكان إلى أماكن آمنة.

واعتبر أن القوات الإسرائيلية تشن عمليات محدودة في رفح "لملاحقة حماس، والإطباق عليها"، نافياً رؤية أي مؤشرات لاستعداد إسرائيل شن هجوم كبير في المدينة التي نزح إليها أكثر من 1.5 مليون فلسطيني. 

ولفت إلى أن الإسرائيليين يعلمون جيداً التحفظات الأميركية و"الخط الأحمر للرئيس جو بايدن" الذي اعتبره "واضحاً"، مؤكداً أنهم إذا قاموا بمثل هذا الشيء "فسنتخذ القرارات المناسبة".

وكرّر كيربي التأكيد على أن واشنطن "لا ترى أي مؤشرات على استعداد إسرائيل للقيام باجتياح كبير لرفح.. وهذا ما حذّرنا منه"، مضيفاً: "ما نراه الآن هو استهداف محدود، نحن نراقب ذلك بشكل مستمر وكل يوم".

الرصيف العائم

ومع بدء تشغيل الرصيف العائم المؤقت الذي بنته الولايات المتحدة قبالة غزة، شرح كيربي لـ"الشرق"، الخطوات التي سيتم من خلالها تسليم المساعدات عبره، بدءاً من قبرص ووصولاً إلى القطاع الفلسطيني.

وأشار إلى أن هذه العملية هي عبارة عن جهود دولية متعددة، إذ تصل المواد إلى قبرص، ثم يتم تفتيشها من قبل الجيش الإسرائيلي، ونقلها عبر السفن التي تقوم بتحميلها مرة أخرى على سفن أصغر ربما ستكون أميركية، وهي التي يمكنها الرسو على الرصيف العائم، ومنه يتم نقلها إلى الشاطئ، وهي منطقة تحميل على بعد 400 متر، من أجل وضعها على الشاحنات ونقلها إلى أماكن التوزيع داخل القطاع.

وشدد كيربي على أنه لا بديل عن المعابر البرية لإدخال المساعدات من أكل ومياه وأدوية ووقود إلى قطاع غزة، معتبراً أنه "لا مانع إذا كانت هناك إمكانية للقيام بجهود أكبر"، على غرار عمليات إسقاط المساعدات جواً.

وزاد: "إذا تحدثنا عن دخول المساعدات براً، فبكل تأكيد لا يوجد أفضل من ذلك".

ونوه إلى أن المعابر البرية مغلقة حالياً، مؤكداً أن هذا الأمر "غير مقبول، ونريد إعادة فتح هذه المعابر، ونحض إسرائيل على القيام بذلك"، ولكنه تساءل عن سبب عدم استغلال فرص أخرى إذا كانت متوفرة من أجل "إدخال الأكل والدواء للفلسطينيين الذين هم بحاجة إليه".

وواصل كيربي: "نعلم أن معبر رفح غير مفتوح، وكرم أبو سالم كذلك، لا يوجد أي معبر مفتوح حالياً، ونحث الإسرائيليين على ضرورة تغيير هذا الواقع، ويجب إعادة فتح هذه المعابر، التي لا يمكن أن يكون الإنزال الجوي أو البحري بديلاً لها، يجب إعادة فتحها".

"لدينا تأثير على إسرائيل"

وأفاد منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي، بأن فكرة أن الولايات المتحدة "ليس لها أي تأثير أو نفوذ على القرارات الإسرائيلية" غير صحيحة، قائلاً: "لدنيا تأثير، ولكن هل هو كافٍ، لا".

واستدل كيربي بتصريحات الإسرائيليين في بداية الحرب بأنهم لن يسمحوا بدخول أي مساعدات إلى غزة، ولكن "بفضل قيادة الرئيس بايدن، والعمل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تم فتح معبر رفح ومعابر أخرى، مثل معبر كرم أبو سالم، من أجل دخول المزيد من المساعدات إلى غزة"، وفق قوله.

وتابع: "أنا لا أقول إن ذلك كافٍ.. ولكن الشعب الإسرائيلي والحكومة الإسرائلية يعرفون أنه لا يوجد صديق أفضل وحليف أفضل من جو بايدن، وسنستمر في القيام بذلك".

وأوضح كيربي أن إدارة بايدن تتحدث مع الشركاء في المنطقة، "ونحاول الوصول إلى حلول"، معتبراً أن "الاستقرار في المنطقة يهمهم أيضاً".

ورفض التعليق على بيان القمة العربية، التي دعت إلى نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية أممية في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين، ولكنه اعتبر أن طرح الأفكار على الطاولة والمفاوضات، كلها خطوات دبلوماسية تهدف إلى الدفع بالعملية السلمية إلى الأمام.

تصنيفات

قصص قد تهمك