بحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ومستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الأحد، الصيغة "شبه النهائية" للاتفاقيّات الاستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة، والتي "قارب العمل على الانتهاء منها"، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية السعودية "واس".
واستعرض الجانبان، خلال اللقاء الذي جمعهما في الظهران شرقي السعودية، "العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات".
وبشأن القضية الفلسطينية، بحث ولي العهد السعودي مع مستشار الأمن القومي الأميركي، جهود "إيجاد مسار ذي مصداقية نحو حل الدولتين، بما يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة"، وفق "واس".
كما بحثا المستجدات الإقليمية، بما في ذلك الأوضاع في غزة وضرورة وقف الحرب فيها، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
ومن المقرّر أن يزور سوليفان، إسرائيل، في وقت لاحق، الأحد، لإجراء محادثات بشأن الحرب على غزة، حسبما أعلن البيت الأبيض.
وقال البيت الأبيض، الجمعة، إن سوليفان، سيزور السعودية وإسرائيل، لبحث المسائل الثنائية والإقليمية، بما في ذلك الحرب على غزة، والجهود المبذولة لتحقيق السلام والأمن الدائمين في المنطقة.
وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، في تصريحات سبقت زيارة سوليفان إلى المملكة، إن المحادثات مع ولي العهد السعودي ستتطرّق إلى "القضايا الثنائية والإقليمية، بما في ذلك الحرب على غزة"، بالإضافة إلى "الجهود الجارية لتحقيق سلام وأمن دائمين في المنطقة".
مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أكد في وقت سابق من مايو الجاري، أن الولايات المتحدة تسعى للتوصل إلى "تفاهم ثنائي" مع السعودية بجانب تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مصحوباً كذلك بـ"خطوات جادة لمصلحة الشعب الفلسطيني"، مؤكداً في الوقت نفسه، أن واشنطن تحاول أن تعرض "مساراً أفضل" من الممكن أن يجعل تل أبيب والمنطقة "أكثر أمناً وسلاماً".
ورداً على سؤال في فعالية صحيفة "فاينانشيال تايمز"، FT Weekend في واشنطن، بشأن إمكانية أن تبحث الولايات المتحدة مسألة التوصل إلى "اتفاق دفاعي" مع السعودية في حال رفضت إسرائيل تقديم تنازلات للفلسطينيين، قال سوليفان، إن "هذه رؤية متكاملة ومتمثلة بالتوصل إلى تفاهم ثنائي بين واشنطن والرياض بجانب تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، مصحوباً كذلك بخطوات جادة لمصلحة الشعب الفلسطيني".
وشدد سوليفان على "وجوب أن يأتي كل ذلك معاً من أجل استقرار المنطقة، ولا يمكن فصل جزء (من الصفقة) عن باقي الأجزاء الأخرى".
وأضاف مستشار الأمن القومي الأميركي، أن "إدارة بايدن لن توقع اتفاقاً أمنياً مع السعودية، في حال لم تقم الرياض وإسرائيل بتطبيع العلاقات بينهما"، مشدداً على أن "الاتفاق لا يمكن أن يتم بفصل جزء عن باقي الأجزاء".
وتقترب الولايات المتحدة، والسعودية من "اتفاق تاريخي" من شأنه أن يوفر ضمانات أمنية للمملكة، وقد يشمل انضمام إسرائيل لاحقاً، في حال أنهت حكومتها الحرب على غزة، وأقرت مساراً لإقامة دولة فلسطينية، ما يسمح بعلاقات دبلوماسية مع الرياض، وفق "بلومبرغ".
وبحسب مصادر مطلعة لـ"بلومبرغ"، فإنه عندما تنتهي واشنطن والرياض من الاتفاق، سيعرض البلدان على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يختار: "إما الانضمام إلى الاتفاق، بما يتبعه من إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع المملكة لأول مرة، وزيادة الاستثمار والتكامل الإقليمي، أو تركه يتخلف عن الركب".
ويتضمن "الاتفاق الوشيك"، الذي اقترب من مراحله النهائية، دعماً أميركياً للسعودية، في إطلاق برنامج نووي للأغراض السلمية.
وفي سبتمبر الماضي، قال وليّ العهد السعودي في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، إن المملكة تقترب "كلّ يوم، أكثر فأكثر" من تطبيع العلاقات مع إسرائيل، لكن الرياض تشترط "مسار ذي مصداقية" نحو تطبيق حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، "بما يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة"، بحسب بيانات رسمية سعودية.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، خلال زيارة إلى السعودية، في مطلع مايو الجاري: "لقد أنجزنا معاً عملاً مكثفاً على مدى الأشهر الماضية"، مضيفاً أن "العمل الذي يضطلع به البلدان معاً فيما يتعلق باتفاقياتنا الخاصة ربما بات قريباً للغاية من الاكتمال"، وفي المناسبة نفسها، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن الاتفاق "بات وشيكاً للغاية"، لكنه شدد على خطوات "لا رجعة فيها" نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية.