وسط مخاوف ديمقراطية من خسارة جورجيا الحاسمة.. بايدن يغازل الأميركيين الإفريقيين

time reading iconدقائق القراءة - 8
الرئيس الأميركي جو بايدن يحيي المؤيدين والمتطوعين خلال فعالية انتخابية في غرفة شاي ماري ماك في أتالانتا بولاية جورجيا. 18 مايو 2024 - AFP
الرئيس الأميركي جو بايدن يحيي المؤيدين والمتطوعين خلال فعالية انتخابية في غرفة شاي ماري ماك في أتالانتا بولاية جورجيا. 18 مايو 2024 - AFP
دبي -الشرق

ذكّر الرئيس الأميركي جو بايدن أنصاره في جورجيا، السبت، بمدى أهمية هذه الولاية في محاولته إعادة انتخابه، في وقت يخوض فيه منافسه دونالد ترمب جهوداً مضاعفة لاستمالة أصوات الناخبين، خصوصاً الأميركيين ذوي الأصول الإفريقية.

وقال بايدن، في فعالية انتخابية، السبت، في أتالانتا: "جورجيا هي السبب الذي جعلني رئيساً للولايات المتحدة، ولكن حرياتنا وديمقراطيتنا باتوا على المحك بالمعنى الحرفي وليس المجازي، ولهذا السبب أنا بحاجة إليكم بشدة الآن"، حسبما نقلت "بلومبرغ".

وتتضمن رحلة الرئيس الأميركي خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى جورجيا، وهي الولاية التي فاز بها بأقل من 12 ألف صوت في عام 2020، خطاباً، الأحد، في كلية مورهاوس المرتبطة تاريخياً بالأميركيين من ذوي الأصول الإفريقية، والتي كان زعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كينج من بين خريجيها. 

وذكرت "بلومبرغ"، أن بايدن يتبنى مزيجاً من مناشدة مؤيدي الحزب الديمقراطي للمشاركة في انتخابات نوفمبر المقبل، وتوجيه انتقادات حادة لترمب، واصفاً إياه بأنه "مضطرب" ويشكل تهديداً للديمقراطية. 

ونقلت "بلومبرغ" عن بيرنيس كينج، وهو الابن الأصغر لمارتن لوثر كينج، في مقابلة أجراها معها، الأسبوع الماضي، قوله: "هناك أشخاص يشعرون أنه لا يتم سماع مشاكلهم، كما أن هناك أشخاص في مجتمع السود يشعرون أنه لم يتغير الكثير من الأمور، خاصةً على المستوى الاقتصادي". 

وعلى الرغم من أن مفتاح فوز الرئيس الأميركي في عام 2020، كان مرتبطاً بالدعم الساحق من قبل الأميركيين ذوي الأصول الإفريقية، فإن هناك مخاوف الآن بين مؤيديه ودلائل من خلال استطلاعات الرأي، على أن ترمب يحقق نجاحات هناك، وهو ما يزيد الضغط على بايدن للتواصل مع الناخبين ذو الأصول الإفريقية، الذين يقولون إنه لم يف بوعوده بشكل كافٍ.

مخاوف ديمقراطية

ونقلت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن دونتاي كارتر، وهو أحد منظمي الحزب الديمقراطي في مقاطعة فولتون بولاية جورجيا، يحمل رسالة صريحة للرئيس بايدن من الخطوط الأمامية في أهم ساحة معركة سياسية في جنوب الولايات المتحدة

وأضافت الصحيفة، أن كارتر يرى علامات مثيرة للقلق على أن حملة إعادة انتخاب بايدن ستواجه صعوبات في جذب الناخبين الشباب وذوي التنوع العرقي الذين يحتاجهم لهزيمة الرئيس السابق دونالد ترمب، منافسه الجمهوري، مرة أخرى. 

ونقلت الصحيفة عن كارتر قوله، إنه صحيح لا يرى أن ترمب يحظى بدعم كبير في هذا المعقل الليبرالي من الأميركيين ذوي الأصول الإفريقية، والذي يقع في قلب أتالانتا، "لكن العديد من الأميركيين الأفارقة هناك قرروا عدم المشاركة في الانتخابات المقبلة"، وفق تعبيره. 

وأضاف كارتر في تصريحات أدلى بها بعد اجتماع حزبي، الخميس، في جورجيا: "هذه هي المشكلة التي يتعين علينا حلها، إذ يجب على شخص ما أن يدق ناقوس الخطر بأن الحزب قد بات على صفيح ساخن". 

ويشكل الناخبون من أصول إفريقية نحو 33% من ناخبي جورجيا، في حين أن أتالانتا، عاصمة الولاية، هي موطن ثاني أكبر عدد من السكان ذو الأصول الإفريقية في الولايات المتحدة، وكان بايدن فاز بأصوات جورجيا بفارق 11.779 صوتاً في عام 2020، مما يعني أن أصوات المجمع الانتخابي الستة عشر في الولاية كان من الممكن أن تذهب إلى ترمب إذا كان أقل من 1% فقط من الناخبين الأفارقة اختاروا ترمب أو امتنعوا عن التصويت. 

وعلى الرغم من ذلك، فإن ترمب يتمتع بزخم في الولاية، بحسب استطلاعات الرأي، ويرجع ذلك جزئياً إلى تراجع سيطرة بايدن على أصوات غير البيض في السنوات الأربع الماضية، وهو ما يرجع إلى عدة أسباب، منها شعور الناخبين بخيبة الأمل من ارتفاع معدلات التضخم وتكاليف المعيشة، والانقسامات بشأن طريقة تعامله مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والشعور بالسخط، بسبب الفشل في تأمين صفقات في الكونجرس لحماية حقوق التصويت وإصلاح الشرطة. 

ووفقاً لاستطلاع أجرته صحيفة "نيويورك تايمز"، صدر الأسبوع الماضي، فإن بايدن يتقدم على ترمب بنسبة 55% إلى 14% بين الناخبين ذوي الأصول الإفريقية في جورجيا، مقارنةً بتقدمه بنسبة 88% إلى 11% في استطلاعات الرأي التي أجرتها شبكة CNN في الولاية في عام 2020.  

ويتخلف بايدن عن ترمب بست نقاط مئوية بشكل عام في جورجيا، ولكنه كان متأخراً أيضاً في هذه المرحلة من السباق عام 2020، وفاز بتقدم متأخر، بحسب الصحيفة. 

سباق متقارب

ونقلت "فاينانشيال تايمز" عن سكوتي سمارت، وهو ناشط سياسي ديمقراطي في جنوب غرب أتالانتا، قوله: "سيكون السباق متقارباً، كما كان متقارباً في المرة السابقة، لكن البيئة هذه المرة مختلفة قليلاً، إذ أعتقد أن الأمر سيكون أكثر صعوبة بعض الشيء". 

وكتبت حملة بايدن في مذكرةk الجمعة: "لم تقدم أي إدارة خدمات للأميركيين الأفارقة مثلما فعل جو (بايدن) وكامالا (هاريس)". 

ويأمل الديمقراطيون أنه حتى لو خسر بايدن بعض الأجزاء من قاعدته الانتخابية، بما في ذلك الأميركيين الأفارقة، فإنه سيتمكن من تعويض ذلك من خلال تحسين أدائه مع الناخبين الأكبر سناً المعتدلين، والنساء اللواتي يشعرن بالغضب من دور ترمب في تقييد حقوق الإجهاض. 

ويحظى الرئيس الأميركي بالفعل بدعم بعض الجمهوريين المناهضين لترمب في جورجيا، بما في ذلك جيف دنكان، نائب حاكم الولاية السابق، الذي كتب في صحيفة "أتالانتا جورنال كونستيتيوشن" أنه قد يدعم شخصاً محترماً لا يتفق معه سياسياً على حساب "متهم جنائي بلا بوصلة أخلاقية". 

وتعمل حملة بايدن أيضاً على بناء مكاتب الحملة وعملياتها بسرعة أكبر، وجمع الأموال وإنفاقها بشكل أكثر فعالية، بما في ذلك 14 مليون دولار على الإعلانات التلفزيونية في الولايات المتأرجحة التي تستهدف الناخبين غير البيض، وتأمل أنه بمجرد أن يجري بايدن وترمب أول مناظرة تلفزيونية لهما في أواخر يونيو المقبل في أتالانتا، فإن تناقض الرئيس الأميركي مع منافسه الجمهوري سيساعد على تحفيز ناخبيهم. 

لكن الجمهوريين، واثقون أيضاً من أنهم في طريقهم لاستعادة جورجيا مرة أخرى، طالما أن ترمب سيكون قادراً على الحصول على أصوات المحافظين التقليديين الذين صوتوا لنيكي هيلي في الانتخابات التمهيدية للحزب خلال العام الجاري. 

وحذر كارتر، من أن العوامل الكبيرة التي أدت إلى إقبال الأميركيين الأفارقة على التصويت في عام 2020، بما في ذلك تداعيات وباء فيروس كورونا، والغضب من قتل جورج فلويد، قد تلاشت الآن، قائلاً إن "رسالة (أي شخص آخر ما عدا ترمب) هذه لن تنجح هذه المرة". 

تحديات ترمب

وتشمل التحديات التي يواجهها ترمب تاريخه الطويل والمثير للجدل بشأن التنوع العرقي، والذي يعود تاريخه إلى قضية سنترال بارك في الثمانينيات، عندما حث الحاكم السابق لولاية نيويورك، على إعادة استخدام عقوبة الإعدام لمعاقبة 5 مراهقين من أصول إفريقية ولاتينيين متهمين خطأً بالاعتداء على امرأة واغتصابها. 

ومؤخراً، لفتت تعليقات الرئيس السابق بشأن التنوع العرقي، خلال حفل عشاء في ولاية ساوث كارولاينا، انتباه النقاد، ولكن أنصار ترمب من أصول إفريقية يقولون إن الناخبين يجب أن يراقبوا أفعاله بدلاً من أن يأخذوا ما يقوله بشكل حرفي. 

ومن جانبه، قال القس داريل سكوت، الذي ينظم مجموعة تسمى مشروع "جارفيلد" للترويج لسياسات ترمب: "بعض الناس تكون مشاعرهم في حالة تأهب قصوى، وهناك بعض الحساسيات المفرطة التي لا يجب أن تكون موجودة"، مضيفاً أن "بايدن لم يفعل أي شيء لمجتمع السود، بينما كان ترمب يستقبلهم، كل أسبوع، في البيت الأبيض، وهو ما أعرفه جيداً لأنني كنت هناك". 

تصنيفات

قصص قد تهمك