انتخابات مبكرة وإدارة انتقال مضطرب.. امتحان عسير ينتظر إيران بعد وفاة رئيسي

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الإيراني المؤقت محمد مخبر يرأس اجتماع الحكومة في طهران بينما يظهر مقعد الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي فارغاً وعليه صورته. 20 مايو 2024 - Reuters
الرئيس الإيراني المؤقت محمد مخبر يرأس اجتماع الحكومة في طهران بينما يظهر مقعد الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي فارغاً وعليه صورته. 20 مايو 2024 - Reuters
دبي -الشرق

أدت الوفاة المفاجئة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية كانت تقله في منطقة جبلية وعرة شمال غربي البلاد، إلى إثارة عدة أسئلة بشأن تعامل طهران مع هذه الأزمة، فيما يظل التحدي السياسي الأكثر إلحاحاً أمام السلطات هو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

وأعلن المرشد الإيراني على خامنئي، تعيين النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد مخبر، رئيساً مؤقتاً للبلاد، حتى إجراء الانتخابات خلال 50 يوماً، حسبما ينص الدستور.

ووفقاً للمادة 131 من الدستور الإيراني، في حالة وفاة الرئيس أو عجزه عن القيام بمهامه، يتم اتخاذ إجراءات محددة لضمان الاستمرارية المؤقتة لقيادة الإدارة الحالية حتى إجراء انتخابات جديدة.

كما تنص المادة نفسها على تشكيل مجلس مكلف بالترتيب لإجراء انتخابات رئاسية جديدة. ويضم هذا المجلس رئيس مجلس النواب ورئيس السلطة القضائية والنائب الأول لرئيس الجمهورية.

وتتمثل مسؤولية المجلس في ضمان الانتقال السلس للسلطة واستمرار الحكم خلال هذه الفترة الانتقالية.

وبالنظر إلى طبيعة النظام السياسي في إيران، والذي تعود فيه الكلمة الفصل إلى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، يجعل من الرئيس وطاقمه مجرد منفذين لسياسات الدولة، ومن ثم فهم يرون أن من سيخلف رئيسي سيمضي على نهجه بالتأكيد، وفق الإذاعة البريطانية BBC.

وفي الوقت نفسه، فإن الرئيس في إيران هو رئيس السلطة التنفيذية في البلاد، ويتم انتخابه في عملية انتخابية مدققة كل أربع سنوات. ويسيطر الرئيس على الحكومة، واعتماداً على الخلفية السياسية لهذا الشخص وقوته، يمكنه أن يكتسب تأثيراً كبيراً على سياسة الدولة والاقتصاد.

رئيس مؤقت

أعلن المرشد الإيراني على خامنئي، الاثنين، تعيين النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد مخبر، رئيساً مؤقتاً للبلاد.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، عن خامنئي قوله، إن أمام "مخبر" مهلة أقصاها 50 يوماً للترتيب للانتخابات، بالتنسيق مع رؤساء السلطتين القضائية والتشريعية.

وذكرت وسائل الإعلام الرسمية، أن مخبر، ترأس اجتماعاً طارئاً لمجلس الوزراء الإيراني، وكان يتلقى مكالمات من مسؤولين أجانب مع الإعلان عن وفاة رئيسي. 

وأضافت الوكالة، أن رئيسي السلطتين التشريعية والقضائية بدورهما "أكدا التعاون التام" مع "مخبر" لأداء مهام السلطة التنفيذية.

وعلى الرغم من ظهوره العام المتواضع، فقد شغل مخبر مناصب بارزة في هيكل السلطة في البلاد، لا سيما في الصنادق الخيرية. ويشغل مخبر منصب النائب الأول للرئيس الإيراني منذ تعيينه في 8 أغسطس 2021، وذلك بعد أن حل مكان إسحاق جهانكيري، الذي كان النائب الأول للرئيس السابق حسن روحاني.

كما عمل مخبر في السابق في مجال البنوك والاتصالات. بالإضافة إلى تقلده مناصب مهمة في مؤسسة مستضعفان، وهي عبارة عن تكتل كبير يدير المشاريع والشركات الضخمة في البلاد. 

وتشير تقارير إعلامية إيرانية، إلى أن مخبر، الحاصل على درجة الدكتوراه في القانون الدولي، كان له دور حاسم في الجهود الإيرانية لتجاوز العقوبات الغربية على صناعة النفط.

كما كان مخبر عضواً في مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني منذ عام 2022، والذي يقدم المشورة للمرشد الأعلى، فضلاً عن تسوية النزاعات بين البرلمان والمجلس الدستوري.

مسؤول المفاوضات النووية

كما عين مجلس الوزراء الإيراني، نائب وزير الخارجية علي باقري كني، قائماً بأعمال وزير الخارجية، بعد وفاة الوزير حسين أمير عبد اللهيان، والرئيس إبراهيم رئيسي، في حادث تحطم مروحية، شمال غربي البلاد، حسبما ذكرت وكالة "إرنا" للأنباء.

وعلي باقري كني، هو دبلوماسي عينته إيران في عام 2021، ممثلاً لها في المفاوضات التي كانت تُجرى في العاصمة النمساوية فيينا، بشأن الاتفاق النووي، بدلاً من عباس عراقجي.

ووصفت "بلومبرغ"، علي باقري كني في ذلك الوقت، بأنه "دبلوماسي متشدد"، وهو مقرّب من دوائر صنع القرار، لكنه "لا يملك خبرة دولية كافية"، مشيرة إلى أنه انتقد الاتفاق النووي الموقع مع واشنطن في عام 2015.

تنظيم انتخابات مبكرة

اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن النظام الإيراني قد يجد نفسه بشكل غير متوقع في مواجهة الاضطرار إلى إجراء انتخابات لتعيين خليفة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، مشيرة إلى أن التجارب الماضية تظهر أن النظام سيختار "ضمان سلامة الانتخابات التي لا يكون للمرشح الذي يختاره فيها منافس جدي"، حتى لو أدى ذلك إلى انخفاض نسبة الإقبال على الانتخابات وخيبة أمل الناخبين. 

وفي ظل الضغوط الخارجية والداخلية الكبيرة التي يتعرض لها النظام، والتي تتمحور حول الحاجة الحتمية التي تلوح في الأفق إلى استبدال المرشد الأعلى علي خامنئي الذي يبلغ من العمر 85 عاماً، فمن غير المرجح أن يترك النظام الكثير للصدفة. وسيعتقد خامنئي وحلفاؤه أن هذه لحظة حاسمة بالنسبة للاستمرارية والأمن، وفق الصحيفة البريطانية.

وقال مجلس صيانة الدستور، الهيئة المسؤولة عن إجراء الانتخابات، إن الرئيس المقبل سيدير البلاد لمدة 4 سنوات، وليس فقط للفترة المتبقية من ولاية رئيسي.

وقال هادي طحان نظيف المتحدث باسم المجلس، إن "الرئيس المنتخب في الانتخابات المقبلة هو الرئيس الذي سيبدأ فترة ولاية مدتها 4 سنوات"،  وفق وكالة أنباء فارس الرسمية.

تصنيفات

قصص قد تهمك