لم يتضح بعد السبب وراء تحطم المروحية Bell 212 التي كانت تقل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، الأحد، لكن محللين ومسؤولين سابقين يرجحون أن يكون الخطأ ناجماً عن "أعطال فنية"، بحسب صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية.
وذكرت الصحيفة أن معظم الأسطول الجوي الإيراني في حاجة ماسة إلى قطع الغيار التي لا تستطيع طهران شراءها بسبب العقوبات الأميركية والغربية المفروضة عليها.
وقال علي أنصاري، مؤسس معهد الدراسات الإيرانية في جامعة سانت أندروز باسكتلندا، للصحيفة، إن "أسطول إيران الجوي يعبر عن النظام ككل فهو قديم، ولا يمكن أن تكون قادرة على الاستمرار في الطيران، لكنها تفعل ذلك".
ولم تقدم إيران حتى الآن تفسيراً رسمياً لحادث التحطم، في حين شدد مسؤولون إسرائيليون على أن تل أبيب لا علاقة لها بالحادث، بينما قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر إن وكالات الاستخبارات الأميركية أبلغته بعدم وجود دليل على وجود عمل تخريبي.
قدم عمر الأسطول
ورجحت الصحيفة أن يكون السبب وراء الحادث هو "قدم عمر الأسطول الجوي" و"استهلاك الطائرات على مدى عقود"، مشيرةً إلى أن الجهود التي بذلتها إيران لتجديد أسطولها، أو الحصول على قطع الغيار، أو إبرام عقود صيانة، أٌحبطت بسبب العقوبات المفروضة على المؤسسات الإيرانية والقيود المفروضة على تصدير المعدات المستخدمة في صناعة الطيران منذ سنوات.
ويضم أسطول إيران عدداً قليلاً من الطائرات المدنية أبرزها طائرات من طراز إيرباص A300 التي توقف إنتاجها منذ أكثر من 10 سنوات.
ويبلغ متوسط عمر الطائرات التي لا تزال في الخدمة 28 عاماً تقريباً، وهو أكثر من ضعف المتوسط العالمي، وفقاً لبيانات شركة "سيريوم" المتخصصة في بيانات شركات الطيران.
ولا زالت الخطوط الجوية الإيرانية، الناقل الوطني، تستخدم طائرة من طراز A300 يبلغ عمرها 40 عاماً تقريباً، بحسب الصحيفة.
وقال روب موريس، رئيس شركة "أسّيند" للاستشارات التابعة لـ"سيريوم"، إن "الطائرات القديمة عادة ما تكون أقل موثوقية، ويظهر ذلك في متوسط الاستخدام بمعدل يتراوح من 4 إلى 8 ساعات يومياً، أي حوالي نصف المتوسط العالمي".
الاتفاق النووي
وكانت العقوبات الغربية المفروضة على إيران قد رُفعت بعد موافقة طهران على الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى العالمية.
وأبرمت إيران حينها صفقات مع شركتي "بوينج" و"إيرباص" بقيمة تزيد على 40 مليار دولار لتجديد أسطولها، لكن هذا الانفتاح توقف بشكل مفاجئ عام 2018؛ بعد انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، من الاتفاق النووي بشكل فردي، وفرضه المئات من العقوبات الخانقة.
ولفتت الصحيفة إلى أن جزءاً كبيراً من سلاح الجو الإيراني أقدم من أسطولها المدني، ويضم طائرات أميركية الصنع يبلغ عمرها عقوداً، تم شراء الكثير منها في سبعينيات القرن العشرين، وأخرى سوفيتية الصنع، وعدد قليل من طائرات Mirage F1 الفرنسية الصالحة للطيران.
ويعتقد مسؤولون بأجهزة المخابرات الغربية أن روسيا "مضت قدماً" هذا العام في اتفاقيات سرية لتزويد إيران بطائرات مقاتلة متطورة من طراز SU-35، لكن لا يوجد دليل على إتمام أي من هذه الصفقات، وفقاً للصحيفة.
وقال المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إن القوات التقليدية الإيرانية تواجه "تفاقم" صعوبة التعامل مع "المعدات القديمة"، كما رجح محللون أن يكون ذلك عاملاً أساسياً في تحطم مروحية رئيسي.
وقال كارلوس سيسنيك، أستاذ هندسة الطيران بجامعة ميشيجان، إن "المروحيات Bell 212-412 تُستخدم على نطاق واسع، وتتمتع بسجل جيد للغاية في مجال السلامة. لكن في أي حادث، يجب مراعاة ظروف التشغيل، مع وضع الطقس وأعمال الصيانة على رأس الأولويات".
وتمتلك إيران 62 مروحية من طراز Bell في الخدمة، من بينها 13 طائرة من طراز Bell 212، وفقاً لبيانات "سيريوم".