أعلن مسؤول أميركي كبير، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة والسعودية توصلتا إلى "مجموعة شبه نهائية من الترتيبات" لاتفاق دفاعي، مشيراً إلى أن الاتفاق بين البلدين يشمل أيضاً التعاون في الطاقة النووية المدنية.
وقال المسؤول في تصريحات أوردتها وكالة "رويترز"، إن الاتفاق الثنائي "مكتمل تقريباً"، لكنه نبه إلى أن بعض العناصر، بما في ذلك مسار موثوق لإقامة دولة فلسطينية وخطوات لتحقيق الاستقرار في غزة، لا تزال بحاجة إلى المزيد من العمل.
وأضاف المسؤول بالإدارة الأميركية، الذي طلب عدم نشر اسمه: "لم يُنجز بعد. لا أحد هنا يقول ذلك...(لكن) أوشكنا".
وأشار المسؤول الأميركي، إلى أن الاتفاق سيشمل "تعاون أميركياً في الطاقة النووية المدنية، مع السعوديين، يتم تنظيمه من قبل خبراء في مجال منع الانتشار النووي بطريقة صارمة".
وقدّم المسؤول إفادة للصحافيين عقب زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان للشرق الأوسط، واجتماعه بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وقال مسؤول أميركي ثان، إن المفاوضين يناقشون أيضاً مبيعات الولايات المتحدة لطائرات مقاتلة متطورة من طراز F-35، وأسلحة أخرى للسعوديين كجزء من الصفقة.
شكوك بلينكن بشأن نتنياهو
وفي الكونجرس، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، إنه غير متأكد ما إذا كانت إسرائيل مستعدة لتقديم تنازلات مقابل إبرام اتفاق لتطبيع العلاقات مع السعودية، وخاصة على مسار إقامة دولة فلسطينية.
وأضاف بلينكن أمام لجنة بمجلس الشيوخ: "لا أستطيع أن أخبركم ما إذا كانت إسرائيل، سواء رئيس الوزراء أو الدولة ككل، مستعدة في هذه اللحظة للقيام بما هو ضروري لتحقيق التطبيع فعلياً".
وتابع: "لأن ذلك يتطلب إنهاء الحرب في غزة، ويتطلب أيضاً مساراً ذا موثوقية لإقامة دولة فلسطينية".
"تصويت الجمهوريين لصالح الاتفاق"
وقال السناتور الجمهوري ليندسي جراهام، إن الكونجرس من المرجح أن يوافق على اتفاق أميركي-سعودي في ظل رئاسة بايدن.
وتوقّع جراهام أن يصوت معظم الجمهوريين لصالح اتفاقية أمنية. وقال لبلينكن: "أعتقد أن هذا يجب أن يتم تحت إشرافك".
وحض جراهام إسرائيل على "عدم تفويت هذه اللحظة"، قائلاً: "إلى أصدقائي في إسرائيل، لن أتخلى أبداً عن حفظ أمنكم، ولكن يتعين علينا أن نجلس (...) ونتخذ بعض القرارات الصعبة".
والاثنين، أعلن منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، أن الولايات المتحدة والسعودية تقتربان من التوصل إلى "اتفاق نهائي" بشأن الاتفاقيّات الاستراتيجية بين البلدين، بعد أن أحرز مستشار الأمن القومي الأميركي تقدماً كبيراً في المحادثات مع السعوديين مطلع هذا الأسبوع.
وقال كيربي، خلال الإفادة الصحافية الدورية للبيت الأبيض، إن الجانبين اقتربا "أكثر من أي وقت مضى" من اتفاق صار الآن "شبه نهائي".
وأشار كيربي إلى أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، أجرى محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ومسؤولين سعوديين آخرين خلال عطلة نهاية الأسبوع، وأنه أحرز تقدماً.
وذكر كيربي أن "توقيت إتمام الاتفاق الأميركي السعودي غير محدد"، مشيراً إلى أن الهدف النهائي للرئيس جو بايدن، هو إقامة دولة فلسطينية.
ولفت إلى أنه مع استمرار الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، فمن غير المرجح التوصل إلى اتفاق بشأن إعلان الدولة (الفلسطينية) قريباً، موضحاً: "بالطبع، يظل الرئيس (بايدن) ملتزماً بحل الدولتين. وهو يدرك كما تعلمون، أن هذا ليس أمراً سنشهده في أي وقت قريب".
صيغة "شبه نهائية"
وبحث ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ومستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الأحد، الصيغة "شبه النهائية" للاتفاقيّات الاستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة، التي "قارب العمل على الانتهاء منها"، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية السعودية "واس".
واستعرض الجانبان، خلال اللقاء الذي جمعهما في الظهران شرقي السعودية، "العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات".
وأكد سوليفان، في وقت سابق من مايو الجاري، أن الولايات المتحدة تسعى للتوصل إلى "تفاهم ثنائي" مع السعودية بجانب تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مصحوباً كذلك بـ"خطوات جادة لمصلحة الشعب الفلسطيني"، مشيراً في الوقت نفسه، إلى أن واشنطن تحاول أن تعرض "مساراً أفضل" من الممكن أن يجعل تل أبيب، والمنطقة "أكثر أمناً وسلاماً".