صادق مجلس الحرب الإسرائيلي، الخميس، على مبادئ توجيهية معدلة لفريق التفاوض الإسرائيلي، في محاولة لاستئناف المحادثات المجمدة بشأن التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس الفلسطينية لإبرام صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين في غزة.
وأمر المجلس فريق التفاوض الإسرائيلي باستئناف العمل على صفقة لإطلاق سراح عشرات الأسرى الذين تحتجزهم حركة حماس وفصائل فلسطينية أخرى داخل قطاع غزة.
وأصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بياناً في أعقاب الاجتماع، قال فيه إن "اجتماعاً رفيع المستوى" قد أمر المفاوضين الإسرائيليين بمواصلة المفاوضات لإعادة الأسرى.
ونقل موقع "والا" الإخباري الإسرائيلي عن مصدرين مطلعين على تفاصيل الاجتماع قولهما إن مجلس الحرب الإسرائيلي أقر بالإجماع مبادئ توجيهية معدلة لفريق التفاوض الإسرائيلي.
وقال المصدران إن الاجتماع الذي استمر 4 ساعات شهد نقاشات أكثر عمقاً وإيجابية ما شهده اجتماع مساء السبت، والذي رفض نتنياهو في نهايته عرض مسؤول ملف الأسرى والرهائن الإسرائيليين من قبل الجيش نيتسان ألون باستئناف المفاوضات.
وتضمن الاقتراح الذي قدمه ألون، السبت، استعداداً لتقديم إسرائيل تنازلات فيما يتعلق بعدد المختطفين الأحياء الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الصفقة.
وأشار المصدران المطلعان على تفاصيل الاجتماع إلى أن الوزراء بيني جانتس ويوآف جالانت وجادي آيزنكوت أعربوا عن دعمهم على مستويات مختلفة لاقتراح ألون، وشددوا على أن مجلس الحرب الإسرائيلي يجب أن يسمح لفريق التفاوض بحرية العمل الكاملة من أجل التوصل إلى اتفاق.
ومع ذلك قال نتنياهو إنه يؤيد استمرار المفاوضات، لكنه في الوقت نفسه رفض اقتراح ألون.
عائلات المحتجزين ضد نتنياهو
ونشر منتدى عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، الأربعاء، مقطع فيديو يظهر عملية أسر عدد من المجندات الإسرائيليات من قاعدة "ناحل عوز" العسكرية، خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر، في محاولة لكسب تعاطف الرأي العام وحشده ضد حكومة نتنياهو لدفعها إلى إبرام صفقة تبادل مع الحركة الفلسطينية.
وفي أعقاب نشر الفيديو، تظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين أمام مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، مطالبين بالعمل على الإفراج عن الأسرى والمحتجزين في قطاع غزة، وسط دعوات لإسقاط حكومة نتنياهو، الذي اتهموه بعرقلة الجهود الرامية للتوصل إلى صفقة تبادل مع حركة حماس، في إطار المفاوضات غير المباشرة.
وأظهر الفيديو عملية أسر مراقبات في الجيش الإسرائيلي، وأرفق ببيان يطالب الإسرائيليين بـ"النظر في أعينهن".
وجاء في البيان الصادر عن منتدى عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة أن "الفيديو الصعب يعكس واقع حياة الأسرى المحتجزين في غزة منذ 229 يوماً. والفيديو إدانة لاذعة للفشل القومي الذي تجلى بالتخلي عن الأسرى. ليست هناك مهمة أعظم، ولا انتصار أهم، ولا فرصة لإعادة الأمل إلى إسرائيل دون استعادة جميع الأسرى، الأحياء والأموات".
وطالب الفيديو الحكومة الإسرائيلية بـ"ألا تضيع ولو لحظة واحدة أخرى، والعودة إلى طاولة المفاوضات فوراً".
وكتب وزير مجلس الحرب بيني جانتس معلقاً على الفيديو: "مسؤولية القادة هي خلق واقع مختلف واتخاذ القرارات الصعبة.. وهذه هي مسؤوليتنا".
وفي وقت لاحق، اتسعت احتجاجات الإسرائيليين المعارضين لحكومة نتنياهو، لتشمل إغلاق طرق وإشعال نيران، وسط هتافات تطالب بحل الحكومة والعمل على إطلاق سراح الأسرى حتى لو كان ثمن ذلك وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
واندلعت مواجهات مع عناصر الشرطة الإسرائيلية التي حاولت تفريق المتظاهرين بالقوة، فيما طالب أفراد في عائلات أسرى إسرائيليين في غزة والآلاف من المتظاهرين، الوزيرين في مجلس الحرب، بيني جانتس وجادي آيزنكوت، بالانسحاب من حكومة نتنياهو وعدم منحه غطاء لإطالة أمد الحرب لاعتبارات سياسية وشخصية.
معبر رفح
في غضون ذلك، أجرى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اتصالاً هاتفياً مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، قال خلاله أوستن إن على إسرائيل استكمال المحادثات بشأن إعادة فتح معبر رفح من أجل السماح باستئناف نقل شاحنات المساعدات من مصر عبر معبر كرم أبو سالم.
وأضاف أوستن أنه "يجب على إسرائيل زيادة التنسيق مع منظمات الإغاثة في غزة لمنع إلحاق الأذى بها أثناء القتال".
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال، خلال جلسة استماع بمجلس النواب الأميركي، الأربعاء، إن معبر رفح المؤدي إلى جنوب قطاع غزة مغلق منذ أن سيطر الجيش الإسرائيلي عليه في السابع من مايو، لافتاً إلى أن القتال بقرب المعبر صعّب مهمة إيصال المساعدات، لكنه أضاف أن تدفق المساعدات لا يزال ممكناً، وذلك في إشارة على ما يبدو إلى معبر كرم أبو سالم المفتوح قرب رفح.
وتابع: "يتعين علينا من ثم العثور على طريقة للتأكد من أن المساعدات التي تدخل من معبر رفح يمكنها المرور بأمان، لكننا نحث بقوة شركاءنا المصريين على بذل كل ما في وسعهم للتأكد من تدفق المساعدات".
وأوضحت مصادر أمنية مصرية أن مصر لا تستطيع إدخال المساعدات عبر معبر رفح، لأن ذلك يعني قبول الوجود العسكري الإسرائيلي في المعبر، وهو ما تعارضه القاهرة.
وقال وزير الخارجية المصري، الاثنين، إن الوجود العسكري الإسرائيلي والعمليات التي ينفذها الجيش الإسرائيلي هي ظروف تُعرض سائقي الشاحنات للخطر، ما أدى إلى توقف عبور المساعدات للحدود،
وقال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر ضياء رشوان، الأربعاء، إن مصر تشترط وجود طرف فلسطيني لتسلم المساعدات في الجانب الفلسطيني من معبر رفح.