النرويج: قرارنا الاعتراف بدولة فلسطين رد على سياسات نتنياهو المؤيدة للاستيطان

time reading iconدقائق القراءة - 8
دبي-AWP

قال وزير خارجية النرويج إسبن بارث إيدي، الأربعاء، إن اعتزام بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية اعتباراً من 28 مايو الجاري، يأتي رداً على سياسات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو المؤيدة للاستيطان.

وأضاف إيدي في مقابلة مع صحيفة "هآرتس": "حقيقة أن هذه الحكومة الإسرائيلية، بقيادة نتنياهو، كانت واضحة للغاية في عدم نيتها التفاوض مع الجانب الفلسطيني، وأنها كانت توافق على بناء المستوطنات، بل وتدعم المستوطنات غير القانونية الجديدة، كل ذلك ساهم في قرار الاعتراف (بفلسطين)".

وذكر وزير الخارجية النرويجي خلال المقابلة أن بلاده خلصت مع إيرلندا وإسبانيا بالإضافة إلى دول أوروبية أخرى إلى أن "الجلوس مكتوفي الأيدي" وانتظار التوصل لاتفاق عن طريق التفاوض، ليس خياراً قابلاً للتطبيق" في ضوء سياسات الحكومة الإسرائيلية الحالية.

وأوضح أن توقيت قرار بلاده مرتبط بالاجتماعات التي ستعقد في الأيام المقبلة، والتي يشارك فيها وزراء خارجية دول أوروبية ودول عربية لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط.

وتوقع إيدي أن يمنح إن قرار بلاده "زخماً" لاجتماع سيرأسه مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان ووزراء عرب وأوروبيين بشأن الشرق الأوسط.

وتابع: "نريد إحداث دفعة وزيادة الأمل نحو حل الدولتين والذي يواصل المعتدلون في المنطقة دعمه، ولا يزال على جدول الأعمال".

وعن زعم إسرائيل بأن القرار يخدم حركة "حماس" قال الوزير النرويجي: "هدفنا هو دعم القوى المعتدلة، المناهضة لحماس، ودعم القوى الفلسطينية التي تدعم حل الدولتين وعملية أوسلو، وأولئك الذين يعارضون العنف، ويريدون تسوية سلمية".

وأردف: "هؤلاء هم الفلسطينيون الذين ندعمهم الآن، وهم في الأساس أعداء لحماس"، لافتاً إلى أنه يأمل أن يلهم قرار بلاده القوى المعتدلة في إسرائيل.

وأعلنت الحكومة النرويجية، الأربعاء، عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية اعتبار من يوم 28 مايو الجاري.

البديل الوحيد

وقال رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستوره في بيان: "في خضم الحرب التي أسفرت عن سقوط وإصابة عشرات الآلاف، يجب علينا أن نبقي على البديل الوحيد الذي يقدم حلاً سياسياً للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، ألا وهو دولتان تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن".

وشدد بيان الحكومة النرويجية على أن ترسيم الحدود بين فلسطين وإسرائيل يجب أن يستند إلى حدود ما قبل 1967 على أن تكون القدس المحتلة عاصمة لكليهما.

وأشار إلى أن عدداً من الدول الأوروبية الأخرى ذات التوجه المماثل ستعترف بدولة فلسطين اعتباراً من الثلاثاء المقبل أيضاً.

واعتبر وزير الخارجية النرويجي أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يأتي دعماً للعمل نحو وضع خطة شاملة للسلام الإقليمي في هذا "المنعطف الحرج".

وأضاف الوزير في حسابه على منصة "إكس" أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق السلام لكل من إسرائيل وفلسطين.

ورحبت الرئاسة الفلسطينية في وقت سابق الأربعاء، بقرار النرويج وإيرلندا وإسبانيا الاعتراف بدولة فلسطين، مجددة دعوتها إلى الدول التي لم تعترف بها بعد إلى الإقدام على هذه الخطوة.

وقالت الرئاسة الفلسطينية إن الرئيس محمود عباس عبر عن أمله أن يكون اعتراف إيرلندا وإسبانيا والنرويج بالدولة الفلسطينية مقدمة لاعتراف مزيد من الدول الأوروبية.

وأضافت الرئاسة أن عباس قال لرئيس وزراء إيرلندا إن اعتراف بلاده بالدولة الفلسطينية "خطوة عظيمة ستسهم في تعزيز السلام والعدل وحق الشعب في تقرير مصيره".

موقف أوروبي موحد

وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن وزير الخارجية الأيرلندي أن حكومة بلاده ستعترف رسمياً بدولة فلسطين في 28 مايو الجاري، مضيفاً عبر منصة "إكس": "اليوم نعلن بوضوح دعمنا الواضح للحق المتساوي في الأمن والكرامة وتقرير المصير للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي".

وزاد: "نحن على قناعة بأن حل الدولتين يظل الخيار الوحيد الممكن لضمان سلام عادل ودائم يكفل هذه الحقوق للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء".

وضجت قاعة البرلمان الإسباني بالتصفيق عقب إعلان رئيس الوزراء بيدرو سانشيز انضمام بلاده لكل من النرويج وإيرلندا بالاعتراف رسمياً بدولة فلسطين في 28 مايو.

وفي بروكسل، قال مسؤول السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنه "أحيط علماً" بإعلان إيرلندا وإسبانيا (العضوتين في الاتحاد الأوروبي) والنرويج بشأن الاعتراف بدولة فلسطين.

وكتب بوريل عبر موقع "إكس": "سأعمل من دون هوادة مع جميع الدول الأعضاء من أجل موقف مشترك للاتحاد الأوروبي على أساس حل الدولتين".

وفي إسطنبول، رحب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإعلان عدة دول أوروبية الاعتراف بدولة فلسطينية، وقال: "لا يمكن منع وقوع مجازر في فلسطين طالما تقف قوى الغرب خلف نتنياهو، رغم كل فساده، وغطرسته"

وأضاف أردوغان أن الاعتراف بدولة فلسطين ووقف المجازر في غزة يتصدران جدول أعمال اجتماعاته مع القادة الأجانب.

ردود إسرائيلية غاضبة

وفي إسرائيل، رد وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين على قرار إسبانيا وإيرلندا والنرويج بالقول إنه لن تكون هناك سوى "دولة إسرائيل من النهر إلى البحر".

واتهم كوهين عبر منصة "إكس"، إسبانيا وإيرلندا والنرويج بأنها "تريد إعطاء دولة لأولئك الذين قتلوا وذبحوا واغتصبوا وخطفوا شعبنا"، مضيفاً: "لن تكون هناك سوى دولة إسرائيل من النهر إلى البحر".

وعلق السفير ماجد بامية نائب المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة على تصريحات كوهين قائلاً: "هذه ليست مجرد كلمات، بل هي السياسة الرسمية لإسرائيل".

وأمر وزير خارجية إسرائيل يسرائيل كاتس باستدعاء سفيري بلاده لدى النرويج وإيرلندا فوراً للتشاور في ضوء قرار البلدين الاعتراف بدولة فلسطين.

وقال كاتس في بيان نشره على منصة "إكس"، إن إسرائيل "لن تبقى صامتة أمام من يقوضون سيادتها ويهددون أمنها"، متوعداً بأن "تكون هناك عواقب وخيمة أخرى".

وحذر الوزير الإسرائيلي من أنه إذا أقدمت إسبانيا على الخطوة ذاتها، فستتخذ إجراءات مماثلة في مواجهتها.

من جانبه، قال نتنياهو إن "نية عدة دول أوروبية الاعتراف بدولة فلسطينية هو بمثابة منح جائزة للإرهاب"، على حد تعبيره.

وأضاف: "80% من الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية يؤيدون مجزرة السابع من أكتوبر المروعة، ولا يجوز منح هذا الشر دولة بحيث ستكون هذه دولة إرهاب، وستسعى لتكرار مجزرة السابع من أكتوبر المرة تلو الأخرى، وهو ما لن نقبل به".

ومضى يقول: "منح جائزة للإرهاب لن يحقق السلام ولن يثنينا عن الانتصار على حماس".

تصنيفات

قصص قد تهمك