انتخابات الهند.. أحلام مودي في البرلمان "موضع شك" وسط زخم المعارضة

time reading iconدقائق القراءة - 7
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يلوح لمؤيديه خلال زيارة إلى منطقة بوري بولاية أوديشا الشرقية في إطار حملته الانتخابية- 20 مايو 2024 - Reuters
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يلوح لمؤيديه خلال زيارة إلى منطقة بوري بولاية أوديشا الشرقية في إطار حملته الانتخابية- 20 مايو 2024 - Reuters
دبي-الشرق

قبل انطلاق الماراثون الانتخابي في الهند خلال أبريل الفائت، كانت أبرز وعود رئيس الوزراء ناريندرا مودي هي العودة إلى السلطة بأغلبية أكبر من تلك التي فاز بها قبل 5 سنوات.

وبينما تبقى أقل من أسبوعين على إعلان نتائج الانتخابات التي تنتهي في 1 يونيو، تبدو الصورة "أقل يقينية للزعيم الشعبي"، إذ قال المطلعون على الشؤون الداخلية للحزب والمعارضون والمحللون الذين جابوا أنحاء البلاد للتحدث إلى الناخبين إنه لا توجد أدلة كافية على "موجة مودي" التي سمحت لحزبه "بهاراتيا جاناتا" باكتساح الانتخابات عام 2019، وفق "بلومبرغ".

وفاز حزب "بهاراتيا جاناتا" الحاكم في الهند بـ303 مقاعد من أصل 543 في مجلس النواب خلال الانتخابات الماضية، كما حصل حلفاؤه الذين انضموا إلى الائتلاف الذي يقوده الحزب على نحو 48 مقعداً.

واستهدف مودي الحصول على أكثر من 400 مقعد لائتلافه هذه المرة، بحسب ما أوضحت ملصقات الحملة الانتخابية، وما أعلنه رئيس الوزراء خلال أكثر من مناسبة في خطاباته الانتخابية.

وتتألف الانتخابات التشريعية في الهند من 7 مراحل، ومن المقرر أن ينتهي التصويت في 1 يونيو، على أن يتم فرز الأصوات في 4 من الشهر نفسه.

"صدمة التصويت المبكر"

التحول اللافت في خطاب رئيس الوزراء الهندي ظهر بعد المرحلة الأولى من التصويت، إذ بدأ في استخدام "لغة مثيرة للانقسام ومعادية للمسلمين"، مكثفاً "هجماته ضد سياسات الرعاية" التي تَعد بها جماعة المعارضة الرئيسية الطبقات الاجتماعية والاقتصادية الدنيا، ما أثار تكهنات بأن "بهاراتيا جاناتا" يُعاني من "صدمة اتجاهات التصويت المبكر"، ويسعى إلى "تأجيج حماس قاعدته الانتخابية الداعمة".

ووفق "بلومبرغ" فإن قواعد الانتخابات في الهند لا تسمح بنشر أي نتائج لاستطلاعات الرأي خلال الأسابيع الستة للتصويت، ومن ثم "يتعذر معرفة ما إذا كان دعم حزب بهاراتيا جاناتا قد تراجع بالفعل".

كما لن يتم نشر استطلاعات الخروج قبل 1 يونيو، حيث من المتوقع الإعلان عن النتائج في 4 يونيو، وما يزيد البلبلة أن الحزب الحاكم والمعارضة يزعمان أن لديهما اليد العليا في هذا السباق.

ورغم ذلك، فإنه "خلف الأبواب المغلقة تبرز صورة تحالف معارضة يبدو أكثر تفاؤلاً بعض الشيء بشأن مكاسبه المحتملة، وحزب حاكم يبدو أنه يستعد لبعض الخسائر"، فحزب المؤتمر الوطني الهندي، الذي يُمثل مجموعة المعارضة الرئيسية، يتوقع أن يفوز بـ90 إلى 110 مقاعد في المجمل، مقارنة بـ52 مقعداً عام 2019، وفقاً لما قاله أحد قادة الحزب، طالباً عدم الكشف عن هويته لسرية النقاشات.

وتستند هذه التقديرات إلى "استطلاعات داخلية".

على الجانب الآخر، أقر 3 مسؤولين في حزب "بهاراتيا جاناتا" من ولايتي أوتار براديش وهاريانا بأن الحزب "لن يُطابق على الأرجح الأرقام التي حققها قبل 5 سنوات"، رغم أنهم يتوقعون الفوز بأغلبية مقاعد البرلمان. 

في المقابل، قال نالين كوهلي المتحدث باسم الحزب الحاكم إنه لا توجد أسباب تجعل نتائج "بهاراتيا جاناتا" وحلفائه لا ترتفع عما كانت عليه عام 2019، وذلك في ضوء أداء حكومة مودي وقيادتها

ولفت تقرير الوكالة إلى أن "حالة عدم اليقين" بشأن نتائج الاقتراع انعكست سريعاً على أسواق المال، إذ ازدادت التقلبات في الأسابيع الأخيرة، وقد وصل مؤشر "VIX Index"، وهو مقياس لتقلبات السوق المحتملة على مدى الـ30 يوماً المقبلة، إلى أكثر من الضعف من المستوى المنخفض الذي كان عليه في أبريل.

كما قام المستثمرون الأجانب بسحب 3.5 مليار دولار من الأسهم المحلية في مايو، برغم وجود مؤشرات الآن على أن الصناديق العالمية بصدد تغيير وجهة نظرها المتشائمة.

توقعات أقل تفاؤلاً

ولكن "بلومبرغ" أشارت إلى أن العديد من المحللين السياسيين والاقتصاديين يبدون "أقل تفاؤلاً" اليوم.

وتوقع راهول فيرما، الزميل في مركز أبحاث السياسة، ومقره نيودلهي، أن يبقى حزب "بهاراتيا جاناتا" في السلطة، ويحصل على 282 إلى 310 مقاعد، فيما كانت شوميتا ديفيشوار، كبيرة الاقتصاديين في مركز "TS Lombard" للأبحاث، أكثر تشاؤماً، إذ قالت إنها جمعت أدلة متواترة خلال أسفارها الأخيرة من الساحل الشرقي إلى الساحل الغربي في الهند تُظهر أن الحزب الحاكم قد يتراجع عن علامة 272 مقعداً.

ويختلف مسؤولو الحزب والمحللون بشأن أسباب تراجع دعم "بهاراتيا جاناتا". وفي هذا السياق رأت ديفيشوار أن "الأدلة التي جمعتها تُشير إلى أن شعبية ناريندرا مودي تراجعت نوعاً ما منذ افتتاح معبد رام في يناير الماضي، عندما كان يبدو أن موجة بهاراتيا جاناتا اجتاحت جميع أرجاء الهند"، مضيفةً أن هناك عوامل أخرى "التقطناها على الطرقات، من قبيل عدم توافر فرص العمل، والطلب المتزايد على برامج الرعاية".

وإلى جانب هذه العوامل قال المحللون لـ"بلومبرغ"، إن مخاوف الناخبين هيمن عليها "ارتفاع تكاليف المعيشة، والهوية الطبقية"، لافتين إلى أن تركيز المعارضة الشديد على تحسين برامج توفير الرعاية للفقراء، خاصة المنتمين إلى الفئات الاجتماعية الأدنى "جذب العديد من الناخبين".

وبحسب التقرير، ربما أتى هدف الحصول على 400 مقعد بنتائج عكسية، لأنه أدى إلى حالة من "الرضا عن النفس" في صفوف "بهاراتيا جاناتا"، فيما رسخ الاعتقاد لدى الناخبين من الطبقات الأدنى بأن الحزب سيستخدم أغلبيته البرلمانية الكاسحة للدفع قدماً بـ"تغييرات تقلل سياسة الإجراءات التطمينية للمجموعات الاجتماعية والاقتصادية الدنيا".

ورغم أن وزير الداخلية الهندي أميت شاه نفى في أكثر من مناسبة وجود "أي خطة من هذا القبيل" لدى الحزب، إلا أن هذا لم يمنع المعارضة من استغلال قلق الناخبين بهذا الشأن.

وتجلى التحول في الزخم بشكل أكبر في ولاية أوتار براديش، ذات الثقل الانتخابي، والتي تُعد أحد معاقل حزب "بهاراتيا جاناتا"، بعد أن اكتسح المنطقة بحصده 71 مقعداً من أصل 80، في انتخابات عام 2014، ثم 62 مقعداً في انتخابات 2019.

وكان يُنظر لهذه الولاية الواقعة شمالي الهند على أنها "مجرد نزهة انتخابية لحزب بهاراتيا جاناتا مع بدء السباق الانتخابي"، لكن الأدلة تؤكد أن المعارضة تتنافس الآن على 25 إلى 30 مقعداً على الأقل من مقاعد الولاية، وفق ما أوردته "بلومبرغ".

وقال أخيليش ياداف زعيم حزب "ساماجوادي"، وهو أكبر مجموعة معارضة في أوتار براديش إن "طريق بهاراتيا جاناتا إلى السلطة يمر عبر ولاية أوتار براديش، والآن هم يخسرون جميع المقاعد، وستكون هذه نهايتهم".

تصنيفات

قصص قد تهمك