ماكرون يدعو للدفاع عن الديمقراطية في مستهل "زيارة دولة" إلى ألمانيا

time reading iconدقائق القراءة - 4
الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير وزوجته إلكه بويدنبندر يسيران مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت ماكرون أمام المستشارية في طريقهما لحضور مناظرة كجزء من مهرجان الديمقراطية في برلين. 26 مايو 2024 - AFP
الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير وزوجته إلكه بويدنبندر يسيران مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت ماكرون أمام المستشارية في طريقهما لحضور مناظرة كجزء من مهرجان الديمقراطية في برلين. 26 مايو 2024 - AFP
برلين-أ ف ب

استهل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأحد، أول "زيارة دولة" يجريها رئيس فرنسي لألمانيا منذ ربع قرن، بالدعوة إلى الدفاع عن الديمقراطية في مواجهة النزعة القومية في الانتخابات الأوروبية المقبلة.

وحضر ماكرون مهرجاناً للديمقراطية في أولى محطاته بألمانيا، وحذّر رفقة الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، من تنامي "الانبهار بالاستبداد" في الدولتين الرئيسيتين بالاتحاد الأوروبي.

وقال ماكرون: "ننسى في كثير من الأحيان أنها معركة" لحماية الديمقراطية، لافتاً إلى أن القوميين لو كانوا على رأس السلطة في أوروبا خلال السنوات الأخيرة "لما كان التاريخ على ما هو عليه"، مشيراً إلى قرارات متّصلة بجائحة فيروس كورونا، وغزو روسيا لأوكرانيا.

كما ذكر الرئيس الألماني أن القارة العجوز بحاجة إلى تحالف للديموقراطيين، مشيراً إلى أن نظيره الفرنسي "محق في إشارته إلى أن الظروف اليوم قبل الانتخابات الأوروبية، تختلف عن الانتخابات السابقة، لقد حدثت أمور كثيرة".

وأوضح الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحافي مشترك مع شتاينماير أنه: "سيعمل على كشف حقيقة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، محذراً من أن لا شيء في خطابهم منطقي".

وأضاف: "على عكس كثر، لم أعتد على فكرة أن التجمع الوطني هو حزب كغيره، لذا عندما يتصدر الاستطلاعات اعتبر هذا الحزب وأفكاره خطراً يتهدد أوروبا".

وسعى ماكرون لتجنب الحديث عن أي ملفات خلافية قائلاً: "إن التنسيق مع ألمانيا أساسي على مر السنين".

وأعطى أمثلة على غرار العقوبات المفروضة على روسيا على خلفية غزوها أوكرانيا، والعمل على تحفيز النمو الاقتصادي الأوروبي والابتكار بعد الوباء.

الانتخابات الأوروبية

وتأتي زيارة ماكرون قبل أسبوعين من الانتخابات الأوروبية، إذ تُظهر استطلاعات الرأي أن ائتلافه يتخلف بفارق كبير عن اليمين المتطرف، وقد يواجه صعوبة في الحلول بالمركز الثالث.

وفي ألمانيا، تُظهر استطلاعات تخلف الأحزاب الثلاثة المنضوية في ائتلاف المستشار أولاف شولتز عن حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، رغم تورط الحزب المناهض للهجرة في سلسلة فضائح.

وفي خطاب مهم بشأن السياسة الخارجية الشهر الماضي، وجه ماكرون تحذيراً من التهديدات التي تواجهها أوروبا في عالم متغير غداة الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، معتبراً أن أوروبا المعروفة اليوم قابلة للموت، وأن الأمر يعتمد على "خياراتنا فحسب".

وفي برلين جدّد ماكرون دعوته إلى الأوروبيين "للتصويت للحزب الذي ندعمه، والحزب الذي يدافع عن أوروبا".

ويزور الرئيس الفرنسي، الثلاثاء، مدينة مونستر الألمانية ليتوجه لاحقاً إلى ميزبرغ خارج برلين لعقد محادثات مع شولتز وحيث ينعقد اجتماع مشترك للحكومتين الفرنسية والألمانية.

الأهمية التاريخية للعلاقة

ويسعى ماكرون خلال الزيارة التي تستمر 3 أيام، وتشمل 4 محطات، للتأكيد على الأهمية التاريخية للعلاقة ما بعد الحرب بين البلدين الرئيسيين في الاتحاد الأوروبي، في وقت تحيي فرنسا الشهر المقبل ذكرى مرور 80 عاماً على إنزال النورماندي الذي شكل بداية نهاية الاحتلال الألماني في الحرب العالمية الثانية.

لطالما طغى التوتر على العلاقة التي تعد بمثابة محرك الاتحاد الأوروبي، إذ لم تخف برلين امتعاضها من رفض ماكرون استبعاد إرسال قوات إلى أوكرانيا فيما يُقال إن المسؤولين الألمان لا يشعرون بالارتياح حيال سياسات الرئيس الفرنسي الخارجية القائمة على الاستعراض في كثير من الأحيان.

وكان رفض ماكرون استبعاد إرسال قوات إلى أوكرانيا، قد تسبب في رد حاد من شولتز، جاء فيه أن "لا خطط من هذا النوع لدى ألمانيا"، كما أن برلين لا تشارك ماكرون حماسته لاستقلال استراتيجي أوروبي مع تقليل الاعتماد العسكري على الولايات المتحدة.

وذكرت هيلين ميار-دولاكروا المتخصصة في التاريخ الألماني بجامعة السوربون في باريس، أن "العلاقة الفرنسية الألمانية قائمة على الاختلاف، وإيجاد طرق للتوصل إلى تسويات".

وأجرى ماكرون زيارات عدة لبرلين، لكن هذه هي أول "زيارة دولة" لرئيس فرنسي منذ 24 عاماً، بعد تلك التي أجراها جاك شيراك في العام 2000 والسادسة منذ أول "زيارة دولة" قام بها شارل ديغول بعد الحرب في العام 1962.

تصنيفات

قصص قد تهمك