أقر مشرعون في تايوان، تشريعاً يحد من سلطة الرئيس لاي تشينج تي، في وقت تجمع آلاف المتظاهرين خارج البرلمان لمعارضة التغييرات التي يمنحها التشريع "المثير للجدل" والذي من شأنه أن يقوض بدرجة كبيرة سلطة الرئيس المنتخب حديثاً، وفق ما أوردته "بلومبرغ".
وأدى الغضب من هذه الإجراءات بالفعل إلى إشعال فتيل الصدامات العنيفة داخل المجلس التشريعي واندلاع موجة احتجاجات تُعد الأكبر منذ حركة "دوار الشمس" الطلابية في عام 2014، عندما اقتحم المتظاهرون البرلمان واحتلوه، ما أدى إلى منع تمرير اتفاق تجاري لا يحظى بشعبية مع الصين.
ويتجمع المحتجون مرة أخرى في الشوارع المحيطة بالبرلمان، وسط مخاوف من أن يتمكن حزب "الكومينتانج" المعارض وحلفاؤه من حزب الشعب التايواني من تمرير التشريع، الذي يزيد قدرة المشرعين على استدعاء الرئيس والشركات وحتى العامة لمساءلتهم، كما يتيح لهم القدرة على الوصول إلى الوثائق السرية.
وهناك مخاوف من أن تسمح هذه السلطات للمشرعين بعرقلة أجندة الرئيس، أو تؤدي إلى تسريب معلومات حساسة، أو معاقبة مَن يرفضون الإجابة عن الأسئلة.
وكان التقدم في تمرير مراجعات القانون الذي يحكم سلطة تايوان التشريعية بطيئاً، حيث طلب الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم من المشرعين مراجعة جميع مواد القانون البالغ عددها 77 مادة، حتى تلك التي لم يتم تغييرها، كتكتيك للمماطلة.
لكن المتظاهرين شعروا بالغضب، لأن حزبيْ "الكومينتانج" و"الشعب التايواني" تعاونا من أجل طرح القانون للتصويت مباشرة، دون التداول المعتاد على بنوده داخل اللجنة، فيما تُرك مشروع القانون الذي أعده الحزب الديمقراطي التقدمي، الذي يترأسه لاي، في اللجنة.
بدوره، قال عضو البرلمان عن حزب "الكومينتانج" المؤيد للصين، كو تشيه، إن "حزبيْ الكومينتانج والشعب التايواني يدفعان بالإصلاحات استجابة لأغلبية الرأي العام".
10 مدن تشهد احتجاجات
وبمساعدة وسائل التواصل الاجتماعي، وبخاصة منصة Threads، التي لديها نحو مليوني مستخدم نشط في تايوان، فقد تم تنظيم مظاهرات الثلاثاء في 10 مدن على الأقل، حتى إنه من المقرر أن تشهد مقاطعة مياولي، التي لها باع طويل في دعم حزب الكومينتانج، احتجاجات أيضاً.
وقال لاي في منشور على منصة "إكس"، السبت، إن "المواطنين يتحدثون بعقلانية. والشباب يُظهرون قوتهم"، مضيفاً أنه "يجب على السلطة التشريعية أن تستجيب لهذه الأصوات، وأن تستأنف إجراءاتها المعتادة في أقرب وقت ممكن".
وأطلق المتظاهرون على حركتهم اسم Blue Bird Action، نسبة إلى الطريق الذي احتلوه، الأسبوع الماضي، حتى لا تؤشر خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي على المنشورات باعتبارها سياسية، وتقلل من حركة المرور عليها.
ومع سيطرة أحزاب المعارضة على أغلبية المقاعد في البرلمان، فقد يكون تمرير التشريع "أمراً لا مفر منه"، وحال إقراره، سيسعى حزب لاي إلى "إجراء مراجعة دستورية عليه"، وفقاً لما قاله كير شين مينج، زعيم الكتلة التشريعية للحزب الديمقراطي التقدمي.
وأضاف أنه "سيكون هناك انتهاكان للدستور"، مشيراً إلى انتهاك إجرائي وآخر موضوعي.
وأدى لاي تسينج تي، اليمين الدستورية كرئيس لتايوان في 20 مايو الجاري، وقد تعيق التعديلات قدرته على انتهاج السياسات وثيقة الصلة بالتوترات بين الصين والولايات المتحدة.