إيرلندا وإسبانيا تعترفان رسمياً بدولة فلسطين.. والنرويج على الطريق

دبلن تعتزم رفع تمثليها الدبلوماسي لدى السلطة الفلسطينية.. ومدريد: عدالة تاريخية

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس وزراء إيرلندا سايمون هاريس يلقي كلمة خلال مؤتمر صحافي في دبلن لإعلان الاعتراف بدولة فلسطين. 28 مايو 2024 - AFP
رئيس وزراء إيرلندا سايمون هاريس يلقي كلمة خلال مؤتمر صحافي في دبلن لإعلان الاعتراف بدولة فلسطين. 28 مايو 2024 - AFP
دبلن/ مدريد/ دبي -رويترزالشرقأ ف ب

أعلنت إيرلندا، الثلاثاء، اعترافها الرسمي بالدولة الفلسطينية، فيما صادقت حكومة إسبانيا على الاعتراف بها، بينما تعتزم حكومة النرويج القيام بإجراء مماثل. 

ووافقت حكومة دبلن، على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة، وذلك في تحد لإسرائيل التي نددت بالخطة.

ووافقت حكومة إيرلندا على الاعتراف في اجتماع لمجلس الوزراء، صباح الثلاثاء، إذ جاء في البيان أن "الحكومة تعترف بفلسطين دولة ذات سيادة ومستقلة، ووافقت على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين دبلن ورام الله، وسيتم تعيين سفير لإيرلندا لدى دولة فلسطين إلى جانب سفارة كاملة في رام الله".

وقال رئيس الوزراء الإيرلندي، سايمون هاريس، إن قرار إيرلندا هذا "يتعلق بإبقاء الأمل حياً. ويتعلق بالإيمان بأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد أن تعيش إسرائيل وفلسطين جنباً إلى جنب في سلام".

وأضاف: "أدعو مرة أخرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى القيام بذلك، استمعوا للعالم وأوقفوا الكارثة الإنسانية التي تعيشها غزة".

رد "حازم منسق" على هجمات إسرائيل

وأكد وزير الخارجية الإسباني، أن إسبانيا وإيرلندا والنرويج، التي أثار اعترافها المتزامن بدولة فلسطين، الثلاثاء، غضب السلطات الإسرائيلية، "ستقدم رداً حازماً" على "هجمات" الدبلوماسية الإسرائيلية.

وقال خوسيه مانويل ألباريس، أمام الصحافين "سنقدم رداً (...) منسقا مع النرويج وإيرلندا اللتين تتعرضان لنفس النوع من التضليل الإعلامي الدنيء والهجمات على مواقع التواصل الاجتماعي"، "رداً حازماً وهادئاً" على هذه "الاستفزازات".

وفي وقت سابق، الثلاثاء، دخل قرار اعتراف تلك الدول بشأن الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين، حيز التنفيذ رغم رد الفعل الغاضب من إسرائيل التي تجد نفسها منعزلة على نحو متزايد بعد 7 أشهر من اندلاع الحرب على قطاع غزة.

وقال رئيس وزراء إسبانيا، بيدرو سانشيز، في كلمة تلفزيونية، الثلاثاء: "إسبانيا ستعترف بدولة فلسطينية تشمل قطاع غزة والضفة الغربية وعاصمتها القدس الشرقية. لن نعترف بأي تغييرات على حدود 1967 ما لم تتفق عليها جميع الأطراف".

وشدد سانشيز على أن الاعتراف "ضروري لتحقيق السلام" بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فضلاً عن كونه "مسألة عدالة تاريخية". ويلقي رئيس الوزراء الإسباني كلمة عند الساعة 06:30 بتوقيت جرينتش، قبل إقرار حكومته مرسوماً تعترف بموجبه إسبانيا بدولة فلسطين، فيما تجتمع الحكومة الإيرلندية قبل ظهر الثلاثاء، في وقت رفعت النرويج مذكرة شفهية إلى رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى تنص على دخول هذا القرار حيز التنفيذ اعتباراً من الثلاثاء.

ورغم رمزية الإعلان، تأمل الدول الثلاث، في أن يكسب زخماً يدفع دولا أخرى في الاتحاد الأوروبي إلى الاقتداء بها، إذ ترى مدريد ودبلن وأوسلو قرارها، وسيلة لتسريع الجهود الرامية إلى تحقيق وقف لإطلاق النار في حرب إسرائيل في قطاع غزة.

وإسبانيا وإيرلندا من الدول الأعضاء الأكبر والأكثر نفوذاً التي تتخذ قرار الاعتراف بدولة فلسطينية في التكتل المكون من 27 بلداً، وتنضما بذلك إلى السويد وقبرص والمجر  والتشيك وبولندا وسلوفاكيا ورومانيا وبلغاريا.

وتشدد هذه الدول على الدور الذي اطلعت به إسبانيا والنرويج في عملية السلام في الشرق الأوسط في تسعينيات القرن الماضي، فقد استضافت مدريد مؤتمراً للسلام  في العام 1991 قبل سنتين على اتفاقات "أوسلو" في العام 1993.

وتعترف نحو 144 من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 بدولة فلسطينية، بما في ذلك معظم دول الجنوب العالمي وروسيا والصين والهند.

غضب إسرائيلي

وأثار قرار مدريد ودبلن وأوسلو الأسبوع الماضي، غضب إسرائيل، إذ تصاعد التوتر بشكل مطرد في الأيام الأخيرة.

واتخذ وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الاثنين "إجراءات عقابية" حيال القنصلية الإسبانية في القدس التي أمرها بوقف تقديم الخدمات القنصلية للفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة، اعتباراً من الأول من يونيو المقبل.

وقال: "لن نقبل المساس بسيادة إسرائيل وأمنها"، مؤكداً أن "كل من يمنح مكافأة لحماس، ويحاول إقامة دولة فلسطينية إرهابية لن يكون على اتصال بالفلسطينيين".

ونشر كاتس عبر منصة "إكس"، الأحد الماضي، فيديو يجمع بين مشاهد عن هجوم حركة "حماس" مع لقطات لراقصي الفلامنكو، معتبراً أن الحركة "تشكر (بيدرو سانشيز) على خدماته"، فيما وصف وزير الخارجية الإسباني هذا الفيديو بأنه "مريع وشائن".

وشددت وزيرة الدفاع الإسبانية مارجاريتا روبلس من لهجتها، متهمة إسرائيل بـ"ارتكاب إبادة جماعية في غزة"، وهي عبارة اقتصر استخدامها حتى الآن على وزراء اليسار في إسبانيا، وأحجم عن استخدامها أي عضو في الحكومة الإسبانية.

تصنيفات

قصص قد تهمك