واشنطن تبرر الهجوم الإسرائيلي على رفح: لم يتجاوز الخطوط الحمراء

البيت الأبيض: ننتظر نتائج التحقيق في غارة رفح.. ولا داعي لتغيير سياستنا تجاه تل أبيب

time reading iconدقائق القراءة - 9
فلسطينيون في موقع الغارة الإسرائيلية على مخيم النازحين غربي مدينة رفح والتي أودت بحياة العشرات. 27 مايو 2024 - AFP
فلسطينيون في موقع الغارة الإسرائيلية على مخيم النازحين غربي مدينة رفح والتي أودت بحياة العشرات. 27 مايو 2024 - AFP
واشنطن/دبي -الشرقوكالات

برر البيت الأبيض، الثلاثاء، الهجوم الإسرائيلي على رفح والمستمر منذ أسابيع، معتبراً أنه "لا يستدعي تغيير سياسات" واشنطن تجاه تل أبيب، وأضاف أن ما يحدث في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، "لم يصل بعد إلى مستوى عملية كبيرة"، موضحاً أن ذلك هو ما يمكن أن يؤدي إلى تغيير سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل.

وذكر منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض: "لم نرهم يقتحمون رفح ولم نرهم يدخلون بوحدات كبيرة وأعداد كبيرة من القوات في أرتال وتشكيلات في شكل مناورة منسقة ضد أهداف متعددة على الأرض. هذه هي العملية البرية الكبيرة. لم نر ذلك".

ورداً على سؤال بشأن توغل القوات الإسرائيلية إلى وسط مدينة رفح، قال كيربي: "ما أفهمه، وأعتقد أن الإسرائيليين تحدثوا عن ذلك، أنهم يتحركون على طول ما يسمى ممر فيلادلفيا، الذي يقع على مشارف المدينة، وليس داخل حدود المدينة"، وذلك بينما تؤكد التقارير توغل القوات الإسرائيلية والدبابات إلى وسط مدينة رفح.

وأضاف: "لم نر عملية برية كبيرة، وهذه الدبابات تتحرك على طول ممر أبلغونا من قبل أنهم سيستخدمونه على مشارف البلدة لمحاولة الضغط على حركة حماس".

وزارة الدفاع الأميركية، أكدت أيضاً، أن واشنطن ما زالت تعتبر أن العملية الإسرائيلية في رفح "محدودة"، إذ قالت مساعدة المتحدث باسم البنتاجون، سابرينا سينج، في مؤتمر صحافي: "ما زلنا نعتبر أن ما يجري في رفح، ما يفعله الجيش الإسرائيلي، محدود النطاق".

وذكرت سينج أن الإدارة الأميركية لن تدلي بمزيد من التعليقات بانتظار إنجاز الجيش الإسرائيلي التحقيق في الغارة الإسرائيلية على مخيم النازحين، لكنها قالت إن وزير الدفاع لويد أوستن أجرى "محادثات صريحة ومباشرة" مع الحكومة الإسرائيلية، وهو ما سيواصل مسؤولون أميركيون القيام به.
 
وأضافت: "بالطبع نأخذ ما جرى في نهاية الأسبوع على محمل الجد. لقد رأينا المشاهد. إنها مروّعة للغاية".

وفي وقت سابق الثلاثاء، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، إن التحقيقات الأولية الإسرائيلية تشير إلى أن الضربة نُفذت بواسطة "أصغر قنبلة في ترسانتهم".

البيت الأبيض: إسرائيل تلاحق حماس

وقال جون كيربي بشأن "مجزرة رفح" والتي أودت بحياة عشرات النازحين الفلسطينيين، الأحد الماضي، في غرب المدينة "لا أعرف كيف يمكن لأي شخص أن يشكك في أنهم كانوا يحاولون ملاحقة حماس بطريقة دقيقة ومحددة"، مضيفاً أن الولايات المتحدة ستنتظر نتائج التحقيق الإسرائيلي في الواقعة.

وأشار إلى أن الهجوم الذي وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه "خطأ مأساوي"، لم يكن يرقى إلى مستوى العملية العسكرية واسعة النطاق التي حذرت الولايات المتحدة إسرائيل من أنها ستحمل عواقبها.

وقال في هذا الصدد: "نحن لا نؤيد، ولن نؤيد، عملية برية كبيرة في رفح، وقد كنا متسقين للغاية بشأن ذلك مرة أخرى. الرئيس جو بايدن أشار إلى أنه في حالة حدوث ذلك، فقد يضطر إلى اتخاذ قرارات مختلفة فيما يتعلق بالدعم. لم نر ذلك يحدث".

"خطوط بايدن حمراء"

في السياق، قال بعض الخبراء والمشرعين الديمقراطيين، إن الغارة الإسرائيلية إلى جانب التقارير عن دخول الدبابات الإسرائيلية إلى وسط رفح، الثلاثاء، تجاوزت بوضوح "الخطوط الحمراء" التي وضعها الرئيس جو بايدن، فيما حضوا الرئيس الأميركي على "الرد وفقاً لذلك".

وقال السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين، لصحيفة "واشنطن بوست": "إن ارتفاع عدد الضحايا المدنيين والكارثة الإنسانية المتفاقمة يوضحان أن إدارة بايدن يجب أن توقف المساعدات العسكرية الهجومية الإضافية لحكومة إسرائيل حتى نعلم أن جميع طلبات الرئيس، بما في ذلك ما يتعلق برفح والتوصيل العاجل للمساعدات الإنسانية، سيتم تلبيتها". 

وأضاف: "الشراكة يجب أن تكون طريقاً ذو اتجاهين، وليس شيكاً على بياض في اتجاه واحد".

وقال منتقدو طريقة تعامل إدارة بايدن مع حرب غزة، بما في ذلك بعض الديمقراطيين، إن بايدن "قدم رسائل غير متسقة حول الرد الأميركي المحتمل على تصرفات إسرائيل، ولم يفرض عواقب ذات معنى على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو".

بدوره، قال المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية فرانك لوينستاين: "كان ردنا على ما يبدو هو إعادة الخطوط الحمراء إلى الوراء، حتى لا يتجاوزه أي شيء أقل من آلاف القتلى المدنيين الذين شهدناهم في خان يونس ومدينة غزة". 

وأعرب العديد من المسؤولين في الإدارة الأميركية، بمن فيهم نائبة الرئيس كامالا هاريس، عن أسفهم للمشاهد المأساوية والخسائر في الأرواح، لكنهم قالوا إن الحدث الذي أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا "لم يتجاوز الخطوط الحمراء" التي أعلنها بايدن هذا الشهر، عندما قال إن "الولايات المتحدة ستعلق تسليم الأسلحة الهجومية إلى إسرائيل، إذا دخلت المراكز السكانية في رفح".

وكان بايدن أصدر عدة تحذيرات حادة لإسرائيل، بينما كانت تستعد لشن الهجوم على رفح، لتدمير ما قالت إنها كتائب متبقية لحركة "حماس". وخلال مقابلة أجريت معه في مارس الماضي، أجاب بايدن، عندما سُئل عما إذا كان شن عملية في رفح "خطاً أحمر" في علاقته مع نتنياهو بأنه "سيكون كذلك"، لكنه أضاف: "لن أترك إسرائيل أبداً".

وفي مقابلة مع شبكة CNN، قال بايدن إنه "لن يقوم بتزويد إسرائيل بالأسلحة، بما في ذلك القنابل المثيرة للجدل التي يبلغ وزنها ألفي رطل، والتي استخدمتها إسرائيل في عملياتها العسكرية في المدن الرئيسية في غزة".

وأضاف: "أوضحت لنتنياهو وحكومة الحرب أنهم لن يحصلوا على دعمنا، إذا توغلوا في المراكز السكانية. نحن لا نبتعد عن أمن إسرائيل نحن نبتعد عن قدرة إسرائيل على شن حرب في تلك المناطق".

تنديد دولي

بدورهم، أفاد مسؤولون إسرائيليون بأنهم استخدموا ذخائر دقيقة في العملية التي كانت تهدف إلى استهداف كبار قادة "حماس"، بحسب وصفهم، إذ أشار البيت الأبيض إلى أن ادعاءات إسرائيل باستخدام قنابل أصغر حجماً "تشير بالتأكيد إلى مسعى لتكون منفصلة وهادفة ودقيقة"، حيث دافع كيربي عن قرار عدم فرض قيود جديدة على الأسلحة على إسرائيل.

وأعلنت إسرائيل استهدافها اثنين من كبار عناصر "حماس" خلال غارة، الأحد، مشيرة إلى أنها "لم تكن تنوي التسبب في خسائر بين المدنيين".

وأثار الهجوم الإسرائيلي على رفح المستمر منذ ثلاثة أسابيع غضباً وتنديداً من زعماء العالم بعد الغارة الأخيرة، إذ قال مسؤولون في غزة، إنها أسفرت عن سقوط 45 شخصاً على الأقل، فيما دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز إلى وقف فوري للنار في رفح في أعقاب القصف، الذي جاء بعد أيام فقط من مطالبة محكمة العدل الدولية الجيش الإسرائيلي بوقف هجومه في المنطقة.

وطلبت إسرائيل من نحو مليون مدني فلسطيني نزحوا بسبب الحرب المستمرة منذ 8 أشهر تقريباً، الإخلاء إلى منطقة المواصي، عندما بدأت هجومها البري في رفح في أوائل مايو الجاري، فيما ذكرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الثلاثاء، أن الكثيرين نزحوا من رفح منذ ذلك الحين.

وحذرت إدارة بايدن، إسرائيل، من شن هجوم عسكري واسع النطاق في رفح، المكتظة بالنازحين الذين اتبعوا أوامر إسرائيل السابقة بالإخلاء إلى هناك، وقد حذر بايدن إسرائيل علناً هذا الشهر من أن الولايات المتحدة ستتوقف عن تزويدها بالأسلحة، حال قامت القوات الإسرائيلية باجتياح بري كبير هناك دون خطة ذات مصداقية لحماية المدنيين.

ويعد معبر رفح نقطة دخول رئيسية للمساعدات الإنسانية قبل أن تكثف إسرائيل هجومها العسكري على الجزء الحدودي لقطاع غزة في وقت سابق من هذا الشهر، وتسيطر على الجانب الفلسطيني من المعبر.

وأمرت محكمة العدل الدولية، الأسبوع الماضي، إسرائيل بوقف هجومها العسكري على رفح فوراً في حكم طارئ تاريخي في قضية رفعتها جنوب إفريقيا وتتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية.

ووفقاً لآخر حصيلة نشرتها وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، فإن الحرب الإسرائيلية على غزة المستمرة منذ 8 أشهر أكثر من 36 ألف فلسطيني سقطوا في الحرب الإسرائيلية على غزة.

تصنيفات

قصص قد تهمك