أعلن الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والصيني شي جين بينج، الأربعاء، تدشين "عام الشراكة المصرية الصينية" والذي سيشهد العديد من الفعاليات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والسياحية بهدف دفع وتطوير العلاقات الثنائية في جميع المجالات.
جاء ذلك عشية منتدى للصين والدول العربية تنظمه بكين بهدف توطيد علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع دول الشرق الأوسط، وستركز المحادثات على التجارة والاستثمار سريعي النمو، والمخاوف الأمنية الإقليمية في المنطقة.
وقالت الرئاسة المصرية في بيان مشترك، إن الرئيسين وجّها بقيام الجهات المعنية في البلدين بعقد مباحثات فنية لتنفيذ التفاهمات المتعلقة بسبل دفع وتعزيز العلاقات الثنائية، بما في ذلك العمل على انعقاد اللجنة الحكومية المشتركة في أقرب فرصة ممكنة.
وأضاف البيان أن الجانب الصيني أكد "مواصلة دعمه لحق مصر المشروع في الحفاظ على سيادتها الوطنية ووحدتها الإقليمية ورفض التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية تحت أي مسميات ودعم حقوقها المشروعة في الحفاظ على أمنها واستقرارها في مواجهة التحديات".
تعزيز التعاون التكنولوجي
وذكرت الرئاسة المصرية، أن الرئيسين شهدا مراسم التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين، ومن بينها خطة التطوير المشترك لمبادرة الحزام والطريق.
وأوضحت أن الاتفاقيات المبرمة بين البلدين شملت تعزيز التعاون في مجال الابتكار التكنولوجي وتكنولوجيا الاتصالات، وعدد من مجالات التعاون الأخرى.
كما التقى السيسي، في العاصمة الصينية بكين، مع تشاو له جي، رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بأن اللقاء شهد تأكيد الزخم الكبير الذي تشهده العلاقات المصرية الصينية في مجملها، والذي انعكس في تفاهمات مشتركة تبلورت في صورة مشروعات وبرامج تعاون مهمة بين البلدين، كما ثمّن الجانبان العلاقات المتميزة بين برلماني البلدين، والتي انعكست في تشكيل مجموعة الصداقة البرلمانية المصرية الصينية.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول سبل تعزيز التعاون على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية، بما يساعد على تبادل الخبرات التنموية بين الشعبين الصديقين، وفي هذا الإطار تم تثمين الجهود التي تقوم بها الشركات الصينية في دعم المشروعات القومية في مصر، وتأكيد أهمية تعزيز هذه الجهود، خاصة في مجالات التكنولوجيا وبناء القدرات، وقطاعات الاتصالات والبنية التحتية والطاقة.
من جانبه، أكد رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، اعتزاز بلاده بالعلاقات التاريخية مع مصر، مؤكداً حرص الصين على ترسيخ التعاون بما يتفق مع كون البلدين من أقدم وأعرق حضارات العالم، ومثمناً دور مصر المحوري دولياً وإقليمياً، ولاسيما في دفع جهود إرساء السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تقدمها المطرد على صعيد تحقيق التنمية الوطنية.
الملتقى الصيني العربي
وأعلنت وزارة الخارجية الصينية، مطلع الأسبوع، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيريه الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والتونسي قيس سعيد، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، سيصلون إلى بكين، الثلاثاء، في "زيارات دولة" تستمر حتى الأول من يونيو المقبل.
وقالت متحدثة باسم الوزارة في بيان، إن القادة العرب سيحضرون افتتاح المؤتمر الوزاري العاشر لـ"منتدى التعاون الصيني العربي" الذي تستضيفه العاصمة بكين.
وذكر نائب وزير الخارجية دينج لي، خلال مؤتمر صحافي في بكين، أن الرئيس شي جين بينج سيحضر المنتدى، ويُلقي خطاباً الخميس. وأضاف أن شي "سيجري أيضاً محادثات مع رؤساء الدول الأربعة على التوالي لتبادل وجهات النظر بشأن العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
وأوضح دينج لي أن المنتدى يهدف إلى تعميق "التوافق بين الصين والدول العربية"، وسيشارك في رئاسته كبير الدبلوماسيين وانج يي ونظيره الموريتاني.
وقالت مصادر لـ"الشرق"، إن عدداً من الوثائق ستصدر عن الاجتماع الوزاري العربي الصيني وهي "مشروع بكين"، ومشروع البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون العربي الصيني (2024-2026)، والبيان المشترك بين الصين والدول العربية بشأن القضية الفلسطينية.