أظهرت عدة استطلاعات لآراء الناخبين في الهند، اقتراب حزب "بهاراتيا جاناتا"، الذي يقوده رئيس الوزراء ناريندرا مودي، من الفوز بأغلبية "مريحة" في الانتخابات الهندية، للمرة الثالثة على التوالي، ليمدد ولايته على رأس الاقتصاد الكبير الأسرع نمواً في العالم.
وبحسب ما ذكرت وكالة "بلومبرغ"، من المتوقع أن يفوز التحالف الوطني الديمقراطي، الذي يقوده حزب "بهاراتيا جاناتا"، بالمقاعد اللازمة لتحقيق الأغلبية (272 مقعداً) في البرلمان الهندي المكون من 543 مقعداً، وفقاً للاستطلاعات.
وسيتم فرز أصوات الناخبين في 4 يونيو الحالي.
وأشارت الوكالة إلى أن النتائج التي أظهرتها الاتجاهات المبكرة ستعطي دفعة للأسواق المالية في الهند حال استمرارها، وذلك بعد أن شهدت تقلبات خلال الأسابيع الأخيرة، بسبب مخاوف من انخفاض معدلات الإقبال.
وعلى الرغم من أنها غير موثوقة في بعض الأحيان، قدّمت استطلاعات آراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع توقعات لمعظم النتائج الإجمالية في الانتخابات الثلاث الماضية.
ونُشرت النتائج بعد انتهاء الناخبين المسجلين، البالغ عددهم مليار شخص تقريباً، من الإدلاء بأصواتهم في اقتراع شاق أُجري على 7 مراحل في 6 أسابيع، بدأت في 19 أبريل الماضي.
وإذا جاءت نتائج الاستطلاعات دقيقة بالفعل، ستكون استراتيجية حزب "بهاراتيا جاناتا" المتمثلة في تركيز حملته حول مودي، الذي يتمتع بشعبية كبيرة، آتت ثمارها، وفقاً لـ"بلومبرغ"، مشيرةً إلى أن فوز الزعيم الهندي بالانتخابات سيكون "تاريخياً"، إذ لم يسبق أن فاز رئيس وزراء 3 فترات متتالية منذ جواهر لال نهرو، الذي حكم الهند 17 عاماً.
وفي سياق متصل، اعتبرت الوكالة أن فوز حزب مودي بالانتخابات سيتسبب في زيادة المشاكل التي تواجه المعارضة في البلاد، خاصة حزب المؤتمر الوطني الهندي، وهو أكبر حزب في تحالف المعارضة.
وفي أول تعليق له بعد انتهاء التصويت، أعلن ناريندرا مودي (73 عاماً) فوزه دون الإشارة إلى استطلاعات آراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع.
وقال على منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "أستطيع أن أقول بثقة أن شعب الهند صوت بأعداد قياسية لإعادة انتخاب حكومة التحالف الوطني الديمقراطي"، دون تقديم دليل على ما يقوله.
وذكرت وكالة "رويترز" أن نتائج 6 استطلاعات للرأي توقعت فوز التحالف الوطني الديمقراطي بما يتراوح بين 355 و380 مقعداً، ما سيدعم الأسواق المالية على الأرجح عندما يعاد فتحها الاثنين. وحصد التحالف 353 مقعداً في انتخابات 2019، منها 303 مقاعد لحزب "بهاراتيا جاناتا".
وهناك توقعات بأن يفوز تحالف المعارضة المسمى "إنديا" أو التحالف الوطني التنموي الهندي الشامل بزعامة راهول غاندي بما يتراوح بين 125 و165 مقعداً.
ورفضت المعارضة نتائج استطلاعات الرأي قبل نشرها، ووصفتها بأنها معدة سلفاً. وتتهم معظم أحزاب المعارضة القنوات الإخبارية الرئيسية في الهند بالتحيز لصالح مودي، وهو ما تنفيه هذه القنوات.
وأدلى الناخبون في الهند بأصواتهم خلال المرحلة النهائية من انتخابات عامة طويلة الأمد، أقيمت وسط درجات حرارة شديدة الارتفاع، ولم يسبق لها مثيل في العديد من المناطق.
وأدت درجات الحرارة المرتفعة إلى إرهاق الناخبين في الدولة ذات الغالبية الهندوسية، والتي يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة. وتمثل البطالة والتضخم المخاوف الرئيسية للناخبين.
وقالت السلطات إن ما يقرب من 20 مسؤولاً انتخابياً لقوا حتفهم بسبب ضربة شمس على ما يبدو في بيهار وأوتار براديش، الجمعة.
وبدأ مودي حملة إعادة انتخابه بالتركيز على إنجازاته على مدى السنوات العشر الماضية، لكنه سرعان ما تحول إلى استهداف المعارضة بشكل كبير باتهامها بتفضيل الأقلية المسلمة في الهند، والتي تشكل نحو 200 مليون نسمة من السكان.
في المقابل، ركزت حملة المعارضة إلى حد كبير على العمل الإيجابي، وإنقاذ الدستور، مما يصفونه بحكم مودي الدكتاتوري.