زيلينسكي يتهم الصين بـ"مساعدة روسيا" في عرقلة مؤتمر السلام بسويسرا

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال قمة "حوار شانجريلا" في سنغافورة. 2 يونيو 2024 - AFP
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال قمة "حوار شانجريلا" في سنغافورة. 2 يونيو 2024 - AFP
دبي -الشرق

اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأحد، الصين بمساعدة روسيا في "عرقلة" مؤتمر سلام مرتقب في سويسرا بشأن الحرب في أوكرانيا، فيما أعرب عن خيبة أمله إزاء عدم تعهد بعض الدول بالحضور.

وقال زيلينسكي خلال حديثه في مؤتمر صحافي على هامش منتدى الأمن الإقليمي "حوار شانجريلا" المنعقد في سنغافورة، إن "الصين تضغط على دول أخرى وقادتها لعدم حضور المحادثات المقبلة"، لكنه لم يحدد هذه الدول، وفق ما أوردت وكالة "أسوشيتد برس".

وتؤكد الصين وقوفها رسمياً على الحياد في هذا النزاع، لكنها لم تعلن إدانتها للغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، ما عرّضها لانتقادات غربية.

"أداة في يد بوتين"

وقال زيلينسكي إنه "من المؤسف أن تكون دولة كبيرة ومستقلة بحجم الصين أداة في يد (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين". واتهم روسيا بـ"استغلال النفوذ الصيني في المنطقة والدبلوماسيين الصينيين أيضاً، لفعل كل شيء لعرقلة قمة السلام".

ووصف الرئيس الأوكراني الضغط الصيني بأنه "ليس دعماً لروسيا فحسب، بل هو في الأساس دعم للحرب".

وتقول وكالات استخباراتية أميركية وأوكرانية، بالإضافة إلى أجهزة استخباراتية أخرى، إن هناك أدلة على وجود مكونات صينية في الأسلحة الروسية، حتى وإن كانت الصين لا تُسلّح جارتها بشكل مباشر، وفق "أسوشيتد برس".

وكان السويسريون يأملون أن تحضر الصين مؤتمر السلام المقرر عقده في منتصف يونيو الجاري، لكن بكين استبعدت الأمر. 

وتدعو الصين إلى عقد مؤتمر للسلام بمشاركة متساوية من جميع الأطراف، بما في ذلك روسيا، التي لم تتم دعوتها إلى حضور قمة سويسرا.

"فجوة واضحة"

من جانبها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج خلال مؤتمر صحافي، الجمعة، إن بكين تعتقد أن المؤتمر "يجب أن يحظى باعتراف روسيا وأوكرانيا ومشاركة متساوية لجميع الأطراف، ومناقشة عادلة لجميع خطط السلام". 

وتابعت: "وإلا فإنه سيكون من الصعب على المؤتمر أن يلعب دوراً جوهرياً في استعادة السلام".

وأردفت: "ما زالت هناك فجوة واضحة بين ترتيبات الاجتماع ومطالب الجانب الصيني، وكذلك التوقعات العامة للمجتمع الدولي. وهذا يُصّعب على الصين المشاركة في الاجتماع".

وقالت "أسوشيتد برس" إن وزارة الخارجية الصينية، لم ترد على الفور على طلبها للتعليق على اتهام زيلينسكي.

"خيبة أمل"

كما أعرب زيلينسكي أيضاً عن خيبة أمله، لأن "قادة بعض الدول"، لن يشاركوا في قمة السلام في أوكرانيا المقرر عقدها في سويسرا في يونيو الجاري.

وقال زيلينسكي من دون أن يذكر الصين أو الولايات المتحدة بالاسم "نحن نشعر بخيبة أمل؛ لأن بعض القادة لم يؤكدوا بعد مشاركتهم في قمة السلام".

ولفت إلى أن أكثر من 100 بلد ومنظمة التزمت المشاركة في هذه القمة، المقرر عقدها في يونيو بسويسرا، وحض دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ على الحضور.

وقالت الصين إن رئيسها شي جين بينج لن يشارك في القمة، ما لم تُدع روسيا إليها، فيما لم يُعلن الرئيس الأميركي جو بايدن التزامه حضورها بعد.

وقد يطغى عدم حضور بايدن، الداعم الرئيسي  لأوكرانيا والذي يخوض حملة انتخابية ضد منافسه الجمهوري دونالد ترمب، على القمة، ولم يعط أي مؤشر على حضوره.

وقالت "أسوشيتد برس" إن وزير الدفاع الصيني دونج جون، تحدث قبل زيلينسكي في منتدى "حوار شانجريلا"، لكنه لم يكن متواجداً في قاعة الاجتماع أثناء مناشدة الرئيس الأوكراني.

ولم يذكر وزير الدفاع الصيني الاجتماعات التي ستستضيفها سويسرا أثناء حديثه في المؤتمر، لكنه قال: "فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، فالصين تعمل على تعزيز محادثات السلام على نحو مسؤول".

وأضاف دونج أن الصين لم تقدم أسلحة لأي من طرفي الصراع. وتابع: "لم نفعل أي شيء من شأنه أن يزيد إشعال الوضع. نحن نقف بحزم إلى جانب السلام والحوار".

مقترحات لتحقيق السلام

وقال زيلينسكي إن أوكرانيا ستقدم مقترحات في القمة كأساس لتحقيق السلام، موضحاً أن هذه المقترحات تشمل قضايا الأمن النووي، والأمن الغذائي، والإفراج عن أسرى الحرب، وعودة الأطفال الأوكرانيين الذين اختطفتهم روسيا. 

وأضاف: "الوقت ينفد، والأطفال يكبرون في أرض بوتين، حيث يتعلمون كراهية وطنهم".

وأشار زيلينسكي إلى استعداد بلاده "للاستماع إلى مختلف المقترحات والأفكار التي تقود البلاد... إلى نهاية للحرب وسلام مستدام وعادل".

ويرى الرئيس الأوكراني أنه كلما زادت المشاركة في المؤتمر، زادت احتمالات اضطرار روسيا إلى الاستماع إلى المقترحات.

ويعتزم زيلينسكي الاجتماع بشكل فردي مع رئيس وزراء سنغافورة، وسيحضه على المشاركة شخصياً في محادثات سويسرا، وفقاً للوكالة.

ولم يذكر وزير الدفاع السنغافوري نج إنج هين، الذي شارك زيلينسكي الحديث، ما إذا كان قادة بلاده سيحضرون قمة سويسرا، لكنه أشار إلى إدانة سنغافورة الغزو الروسي وتزويد أوكرانيا بسيارات إسعاف عسكرية.

وقال الوزير: "نحن نقف معكم. وأعتقد أن مشاركتكم في حوار شانجريلا يُعد مثالاً لما نأمله جميعاً؛ وهو نظام قائم على قواعد يضمن أمن وبقاء الدول الكبيرة والصغيرة".

"دعم أميركي ثابت"

من جهة أخرى، عقد زيلينسكي، الأحد، اجتماعا "جيداً جداً" مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في سنغافورة على هامش "حوار شانجريلا" في وقت يسعى الرئيس الأوكراني للحصول على دعم غربي قوي في مواجهة التقدم الروسي ميدانياً.

ورداً على أسئلة صحافيين لدى مغادرته القاعة، قال الرئيس الأوكراني إن الاجتماع كان "جيداً جداً".

وقال زيلينسكي على منصة "إكس" إنهما ناقشا "الحاجات الدفاعية لبلادنا، وتعزيز منظومة الدفاع الجوي الأوكراني وتحالف تسليم كييف مقاتلات F-16، وصياغة اتفاق أمني ثنائي".

من جهته، قال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية البنتاجون الجنرال بات رايدر في مؤتمر صحافي إن أوستن جدّد "دعم أميركا الثابت لأوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي".

تصنيفات

قصص قد تهمك