بعد "سقوط تاريخي".. حزب "مانديلا" أمام تحدي تشكيل الحكومة في جنوب إفريقيا

time reading iconدقائق القراءة - 4
رئيس جنوب إفريقيا السابق وزعيم حزب "أومكونتو وي سيزوي" (MK) جاكوب زوما (وسط) يصل إلى مركز النتائج الوطنية للجنة الانتخابية المستقلة (IEC) في ميدراند. 1 يونيو 2024 - AFP
رئيس جنوب إفريقيا السابق وزعيم حزب "أومكونتو وي سيزوي" (MK) جاكوب زوما (وسط) يصل إلى مركز النتائج الوطنية للجنة الانتخابية المستقلة (IEC) في ميدراند. 1 يونيو 2024 - AFP
جوهانسبرج/دبي-وكالاتالشرق

أعلن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الذي يتولى السلطة في جنوب إفريقيا منذ 30 عاماً، بعدما خسر غالبيته المطلقة في الجمعية الوطنية، الأحد، عزمه الشروع في محادثات مع الأحزاب السياسية الأخرى لتشكيل حكومة ائتلافية.

وقال الأمين العام للحزب فيكيل مبالولا إن "الحزب ملتزم بتشكيل حكومة تعكس إرادة الشعب، وتكون مستقرة وقادرة على الحكم بفعالية"، مشيراً إلى أن الحزب سيعقد مناقشات داخلية ومع أحزاب أخرى "خلال الأيام القادمة".

وأقر مبالولا خلال مؤتمر صحافي بتراجع حزبه في الانتخابات، وقال إنه "ليس هناك ما يدعو للاحتفال بعد أن فقد الحزب أغلبيته المسيطرة"، على الرغم من فوزه بأكبر عدد من الأصوات في الانتخابات العامة، التي أجريت الأربعاء.

وأضاف: "لقد أظهر الناخبون أنهم يتوقعون من قادة هذا البلد أن يعملوا معاً من أجل مصلحة الجميع".

وبعد فرز 99.91% من الأصوات التي أدلى بها الناخبون، حصل الحزب التاريخي على 40.21% من الأصوات فقط، ما شكل انتكاسة بالنظر إلى النسبة التي حصل عليها في البرلمان المنتهية ولايته، والبالغة 57.5%.

تحول تاريخي

وتمثل هذه النتيجة نقطة تحول تاريخية بالنسبة لجنوب إفريقيا، حيث حظي حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بالأغلبية المطلقة منذ عام 1994، عندما نجح حزب نيلسون مانديلا في تحرير البلاد من الفصل العنصري، وقادها إلى الديمقراطية.

وأقر الأمين العام للحزب بأن "النتائج تبعث برسالة واضحة إلى حزب المؤتمر الوطني الإفريقي"، مضيفاً "نريد أن نؤكد للشعب في جنوب إفريقيا أننا أنصتنا إلى مخاوفهم وإحباطاتهم واستيائهم".

ولا يزال حزب المؤتمر الوطني الإفريقي بزعامة سيريل رامابوزا هو أكبر حزب في الجمعية الوطنية. ويتعين على المجلس الجديد انتخاب الرئيس القادم في يونيو.

وفي غضون ذلك، ينبغي على حزب المؤتمر الوطني الإفريقي أن يشكل تحالفات، إما لتشكيل حكومة ائتلافية مع حزب واحد أو أكثر، أو لإقناع الأحزاب الأخرى بتأييد إعادة انتخاب رامابوزا الذي سيقوم بتشكيل حكومة تضم أقلية من حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، والتي سيتعين عليها أن تسعى في كل مرة إلى إيجاد حلفاء لتمرير ميزانيتها ومشاريع قوانينها.

تنحي رامافوزا

وقال مبالولا، إن حزب المؤتمر الوطني لن ينظر في أي مطالب من شركاء الائتلاف المحتملين بتنحي الرئيس سيريل رامافوزا.

وذكر مبالولا أن رامافوزا سيبقى زعيماً للحزب وأي مطالب من الآخرين بالاستقالة من أجل المضي قدماً في المحادثات "ستصل إلى الباب المسدود"، وفق "أسوشيتد برس".

وقال: "الرئيس رامافوزا هو رئيس حزب المؤتمر الوطني الإفريقي". وأضاف: "وإذا أتيتم إلينا بهذا الطلب بأن يتنحى عن منصبه كرئيس، فلن يحدث ذلك".

واعترف الأمين العام للحزب المؤتمر الوطني الإفريقي بأن الحزب، الذي يهيمن على الحياة السياسية في جنوب إفريقيا منذ نهاية الفصل العنصري في عام 1994، "عانى بشدة" في الانتخابات، لكنه قال إنه "لم يتم طرده".

وقال حزب أومكونتو وي سيزوي الجديد الذي يتزعمه الرئيس السابق جاكوب زوما، والذي فاز بنسبة 14% في الانتخابات في عرض مفاجئ يجعله ثالث أكبر حزب في البرلمان، إن رامافوزا يجب أن يرحل كزعيم لحزب المؤتمر الوطني، حتى ينخرط في أيّ محادثات ائتلافية.

ولدى حزب المؤتمر الوطني الإفريقي العديد من الخيارات لشركاء الائتلاف بين الأحزاب الأخرى في جنوب إفريقيا، بما في ذلك التحالف مع حزب المعارضة الرئيسي التحالف الديمقراطي، والذي حصل على 21% من الأصوات.

وقال مبالولا: "سنتحدث مع الجميع، نحن نتحدث مع الجميع، لأن الانتخابات لم تمنحنا الأغلبية المطلقة. المحادثات تجري على قدم وساق. نحن منخرطون ومنفتحون على المشاركة. وبحاجة إلى الاستقرار في هذا البلد".

تصنيفات

قصص قد تهمك