"مناطيد النفايات" تدفع سول باتجاه تعليق الاتفاق الأمني مع بيونج يانج

توقعات باستئناف كوريا الجنوبية حملات دعائية عبر مكبرات الصوت على طول الحدود

time reading iconدقائق القراءة - 5
منطاد يحمل نفايات أطلقته كوريا الشمالية يسقط داخل جارتها الجنوبية. 2 يونيو 2024 - REUTERS
منطاد يحمل نفايات أطلقته كوريا الشمالية يسقط داخل جارتها الجنوبية. 2 يونيو 2024 - REUTERS
سول -أ ف ب

أعلن مجلس الأمن القومي الكوري الجنوبي، الاثنين، تعليقاً كاملاً لاتفاق عسكري أبرمته في عام 2018 لخفض التوتر مع بيونج يانج المسلحة نووياً، وذلك بعدما أرسلت الأخيرة مئات المناطيد المليئة بالنفايات عبر الحدود، إلا أن القرار يتطلب موافقة مجلس الوزراء، المقرر عقده الثلاثاء، قبل أن يصبح ساري المفعول.

وخلال الأسبوع الماضي، أطلقت بيونج يانج حوالي ألف منطاد، من بينهم نحو 600، الأحد، وفقاً لهيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية. وأدانت سيول هذا السلوك ووصفته بـ"دنيء" و "غير عقلاني"، كما وصف المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، مناطيد النفايات بأنها "تكتيك يثير الاشمئزاز وعديم المسؤولية وصبياني، ويجب وضع حد له".

وعلى عكس الموجة الأخيرة من إطلاق كوريا الشمالية لصواريخ باليستية، فإن مناطيد النفايات لا تنتهك عقوبات الأمم المتحدة على حكومة كيم جونج أون المعزولة. وتعهدت كوريا الشمالية، الأحد، بـ"تعليق" إرسال المناطيد "مؤقتاً"، مشيرة إلى أن "الإجراء المضاد" كان فعالاً.

تعليق جزئي للاتفاق الأمني

وعلقت سول، العام الماضي، الاتفاق جزئياً، بعدما وضعت كوريا الشمالية قمراً اصطناعياً للتجسّس في المدار. غير أنّ مجلس الأمن القومي قال إنّه سيطلب من الحكومة "تعليق التنفيذ الكامل لاتفاقية 19 سبتمبر العسكرية، حتى تتمّ استعادة الثقة المتبادلة بين الكوريتين".

في عام 2018، خلال فترة الانفراج بين البلدين، اتفق الزعيمان على "وقف تام لجميع الأعمال العدائية ضد بعضهما البعض في جميع المجالات".

لكن بعدما علقت سول الاتفاق جزئياً في نوفمبر من العام الماضي احتجاجاً على إطلاق بيونج يانج قمراً اصطناعيا للتجسس بنجاح، قالت كوريا الشمالية إنها لن تحترم الاتفاق على الإطلاق.

ونتيجة لذلك، قال مجلس الأمن القومي في سول، إن الصفقة "لاغية وباطلة تقريباً، بسبب إعلان كوريا الشمالية التخلي عنها بحكم الأمر الواقع"، لكن الالتزام بالباقي منها يحرم الجنوب من قدرته على الرد على تهديدات مثل البالونات.

وأضافت سول أن احترام الاتفاق "يسبب مشكلات كبيرة في وضع جاهزيتنا العسكرية، خصوصاً في سياق سلسلة من الاستفزازات الأخيرة من قبل كوريا الشمالية، والتي تشكل ضرراً حقيقياً وتهديدات لمواطنينا".

واعتبرت أن هذه الخطوة ستسمح بـ"التدريب العسكري في المناطق المحيطة بخط ترسيم الحدود العسكرية"، كما ستُمكن من "رد أكثر فاعلية وفورية على استفزازات كوريا الشمالية".

مناوشات محتملة

ووصلت العلاقات بين الكوريتين إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات، مع تعثر الدبلوماسية قبل فترة طويلة وقيام كيم جونج أون، بتكثيف اختبارات الأسلحة وتطويرها، في حين تتقرب سول من واشنطن.

ويرى المحلل البارز في المعهد الكوري للتوحيد الوطني في كوريا الجنوبية، هونج مين، أن قرار سول التخلي عن اتفاق خفض التوتر لعام 2018 يظهر "أنها لن تتسامح مع مرور مناطيد القمامة عبر الحدود، مع الأخذ في الاعتبار المعايير الدولية وشروط الهدنة".

وبحسب هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية، فإن المناطيد لم يثبت احتوائها على مواد خطرة، ولكنها هبطت في المقاطعات الشمالية، بما في ذلك العاصمة سول ومنطقة جيونج جي المجاورة، والتي تضم مجتمعة ما يقرب من نصف سكان كوريا الجنوبية.

ولم يستبعد مسؤولون كوريون جنوبيون، رد سول على هذه المناطيد عبر استئناف الحملات الدعائية عبر مكبرات الصوت على طول الحدود مع كوريا الشمالية.

وفي الماضي، بثت كوريا الجنوبية دعاية مناهضة لكيم في الشمال، الأمر الذي أثار غضب بيونج يانج، إذ حذر الخبراء من أن استئنافها قد يؤدي إلى مناوشات على طول الحدود.

تصنيفات

قصص قد تهمك