"التفاصيل الغائبة" تؤجل موافقة "حماس" وإسرائيل على مقترح بايدن

time reading iconدقائق القراءة - 5
سيدة فلسطينية تبكي بجوار جثمان قريبها الذي قتلته ضربة للجيش الإسرائيلي في دير البلح وسط قطاع غزة. 3 يونيو 2024 - AFP
سيدة فلسطينية تبكي بجوار جثمان قريبها الذي قتلته ضربة للجيش الإسرائيلي في دير البلح وسط قطاع غزة. 3 يونيو 2024 - AFP
رام الله-محمد دراغمة

بعد مرور 5 أيام على إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن، عن خطة، قال إنها إسرائيلية، لتبادل الأسرى ووقف الحرب على غزة، ما زالت إسرائيل و"حماس" تمتنعان عن إعلان موقف واضح بقبول أو رفض هذه الخطة.

وكشفت مصادر مطلعة على جهود الوساطة بين الجانبين لـ"الشرق"، أن الخلافات بين الجانبين "ليست على ما ورد في الخطة، وإنما على ما غاب عنها".

وقالت المصادر، إن إسرائيل تشدد على أن "الخطة لا تعني وقف حربها على الجناح العسكري لحركة حماس". وقال أحد المسؤولين القريبين من هذه المفاوضات: "إسرائيل قد تقبل صيغة لوقف الحرب، لكنها لا تقبل وقف القتال"، أي أنها ستوقف الحرب على قطاع غزة بصورتها الحالية، لكنها ستواصل العمليات ضد الجناح العسكري لحركة "حماس"، كما تفعل الآن في الضفة الغربية، بعمليات اقتحام لمواقع معينة بأهداف معينة ثم الانسحاب.

ونصت الخطة التي عرضها الرئيس الأميركي على "الهدوء المستدام"، أي وقف الحرب، وتبادل الأسرى، والانسحاب الإسرائيلي من المناطق السكانية.

وتطالب "حماس" بنص واضح مرفق بضمانات أميركية بشأن الوقف التام للحرب، والانسحاب الكامل من قطاع غزة.

"حماس" تطالب بضمانات أميركية

وقال عضو المكتب السياسي للحركة، غازي حمد، لـ"الشرق": "نريد نصاً واضحاً، وضمانات أميركية بأن هذا النص يعني الوقف التام للحرب، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وإلا فلا يوجد ما يمنع إسرائيل من استئناف حربها بعد مرور المرحلة الأولى من الهدنة التي تستمر 6 أسابيع، يجري خلالها إطلاق سراح المحتجزين المدنيين من الإسرائيليين والمجندات النساء".

وأضاف: "حتى لو تأخرت الحرب لبضعة أسابيع أخرى، فإن نتنياهو لا يخفي نيته استئنافها".

أما إسرائيل، فترفض أي نص على وقف ملاحقتها للجناح العسكري لحركة "حماس"، وقادة الحركة المسؤولين عن هجوم السابع من أكتوبر، إذ أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أنه "لن يوقف الحرب حتى تحقق أهدافها، وفي مقدمة هذه الأهداف القضاء على القدرات العسكرية لحركة "حماس".

ويجري الوسيطان المصري والقطري، اتصالات مع الجانبين الإسرائيلي والأميركي، بغية التوصل إلى تفاهمات واضحة بشأن الخطة. وبحسب المصادر المطلعة المفاوضات، فإن "الجانبين يتمسكان بشدة بمطالبهما".

ورغم مرور 8 شهور على الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة، إلا أن حركة "حماس"، لا تبدو في وضع اليائس الذي يسارع إلى القبول بصفقة تتسم بعدم الوضوح التام.

وقال مسؤول في الحركة لـ"الشرق": "بعد 8 أشهر من حرب غير مسبوقة في التاريخ، لم تنجح إسرائيل في تحقيق أهدافها في تدمير قدرات حماس العسكرية، والوصول إلى قيادتها، وإطلاق سراح أسراها من جنود ومحتجزين".

وأضاف: "إسرائيل في أزمة وليس حماس، فهي (إسرائيل) التي تتعرض لضغوط من المحاكم الدولية، ومن أميركا والغرب، ومن الشارع الإسرائيلي لوقف الحرب وليس نحن".

ويواجه نتنياهو ضغوطاً داخلية لوقف الحرب على غزة، وأخرى لاستمرارها.

ويقف وراء الضغوط الدافعة لوقف الحرب، أهالي المحتجزين والأسرى، وأهالي الجنود، ورجال الاقتصاد، وعدد من أعضاء مجلس الحرب، وقادة المؤسسة الأمنية الذين يعتقدون، أن "ما لم ينجح الجيش الإسرائيلي في تحقيقه خلال الثمانية شهور الماضية، لن يحققه في 8 أشهر أخرى".

ويرى هؤلاء أن اللجوء إلى عملية تبادل أسرى تنقذ المحتجزين الذين تتعرض حياتهم للخطر بصورة يومية، وفقد العشرات منهم حياتهم، هو الخيار الأفضل في ظل انعدام الخيارات الأخرى لتحقيق هذا الهدف.

ويتعرض نتنياهو أيضاً لضغوط أميركية لوقف الحرب والذهاب إلى خيارات سياسية تجنباً للغرق في حرب استنزاف فوق رمال غزة، وتعريض حياة الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين للخطر، وتعريض إسرائيل لعزلة دولية جراء ما يرتكبه جيشها من خروقات فادحة لحقوق الإنسان توصف من قبل المحاكم الدولية بـ"جرائم الحرب والإبادة".

في المقابل، يتعرض نتنياهو لضغوط من اليمين المتشدد في حكومته لعدم الذهاب إلى خيار وقف القتال وتبادل الأسرى ومواصلة الحرب حتى تحقيق أهدافها. ويهدد هؤلاء بإسقاط الحكومة في حال فعل ذلك.

تفاعلات

وتراقب "حماس" تفاعلات الضغوط الداخلية والخارجية على إسرائيل، آملة في أن تجبرها هذه الضغوط على مغادرة غزة.

لكن كثير من المراقبين يرون أن لدى إسرائيل خيارات أخرى منها الانسحاب من غزة، وإجراء عمليات تبادل أسرى، وبعد ذلك استئناف الهجمات الخاطفة على أهداف لحركة "حماس"،  كما تفعل في الضفة الغربية.

وبينما تطالب "حماس" بضمانات أميركية لعدم حدوث ذلك، إلا أن أحداً لا يرى أن نتنياهو قد يلتزم بأي تعهد لأية جهة، كما فعل على الدوام.

تصنيفات

قصص قد تهمك