انتخابات بريطانيا.. الغلاء والصحة يشعلان مناظرة سوناك وستارمر

المرشحان لرئاسة الحكومة يتعهدان عدم زيادة ضريبة الدخل.. ويتقاربان بنتائج الاستطلاع

time reading iconدقائق القراءة - 8
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وزعيم حزب العمال كير ستارمر خلال مناظرة تلفزيونية. 04 يونيو 2024 - REUTERS
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وزعيم حزب العمال كير ستارمر خلال مناظرة تلفزيونية. 04 يونيو 2024 - REUTERS
دبي-الشرق

تبادل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك وزعيم حزب العمال كير ستارمر الانتقادات حول وعودهما الانتخابية بشأن الصحة والغلاء والضرائب والهجرة، في أول مناظرة تلفزيونية "ساخنة" بينهما استعداداً للانتخابات العامة المقررة في 4 يوليو، فيما لم تظهر الاستطلاعات "فائزاً واضحاً" بهذه المناظرة.

وبينما سعى الجانبان إلى رسم خطوط فاصلة بين الحزبين، انتقد زعيم حزب العمال سجل حزب المحافظين بعد 14 عاماً في الحكم، ووجه اتهاماً إلى سوناك بـ"عدم تحمل المسؤولية الشخصية عن إخفاقاته، بما في ذلك تكلفة المعيشة وأوقات الانتظار الطويلة في ما تقدمه هيئة الخدمات الصحية الوطنية".

وقال ستارمر إن سوناك "أكثر رئيس وزراء ليبرالي على الإطلاق في موضوع الهجرة"، وتعهد بالإبقاء على المملكة المتحدة ضمن الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان.

سلاح "الضرائب"

من جهته، سعى سوناك إلى تقديم ستارمر كسياسي غير موثوق به يسعى إلى السلطة من أجل السلطة في حد ذاتها. وقال مراراً إن سياسات حزب العمال "ستؤدي إلى زيادة الضرائب بقيمة ألفي جنيه إسترليني للعائلات"، وهو هجوم يخطط المحافظون لنشره مراراً خلال هذه الحملة.

وقال سوناك: "سيرفع حزب العمال ضرائبك. إنه في حمضهم النووي. عملك، سيارتك، معاشك التقاعدي.. حزب العمال سيفرض عليهم ضرائب".  

ورداً على ذلك، قال ستارمر إن "حزب المحافظين قدّم سياسات عمالية وهمية إلى وزارة الخزانة" لتقديم تقديرات مالية غير واقعية.

وأضاف ستارمر أن قرار رئيس الوزراء بالدعوة إلى إجراء انتخابات الآن "يظهر اعتقاده بأن خططه للاقتصاد أو الهجرة غير الشرعية، لن يكون لها أي تأثير". 

وأضاف ستارمر: "إذا كان سوناك يعتقد  أن الأمور ستتحسن في النصف الثاني من هذا العام، فلماذا دعا للانتخابات الآن؟ لقد دعا لها الآن لأنه يعلم أن التضخم سيرتفع مرة أخرى، وأن أسعار الطاقة سترتفع في الخريف.. هذا ما لا يخبركم به".

والتزم سوناك وستارمر بعدم رفع ضريبة الدخل أو التأمين الوطني أو ضريبة القيمة المضافة. ودافع ستارمر عن سياسته لتطبيق ضريبة القيمة المضافة على المدارس الخاصة، قائلاً إنه "خيار صعب" ولكنه ضروري، وحظي بتصفيق من الجمهور.

ورداً على اتهامات سوناك، قال منسق حملة حزب العمال بات مكفادين في وقت لاحق، إن "ادعاء ريشي سوناك بشأن العمال والضرائب غير صحيح بشكل قاطع. لن يقوم حزب العمال برفع الضرائب على العمال". 

"الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان"

وألمح رئيس الوزراء سوناك إلى استعداده لسحب المملكة المتحدة من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، إذا أعاقت سياسته المثيرة للجدل بشأن إرسال طالبي اللجوء الذين يعبرون القناة إلى رواندا.

وقال: "أنا واضح تماماً، أعتقد أن جميع خططنا تتوافق مع التزاماتنا الدولية، ولكن إذا أجبرت على الاختيار بين تأمين حدودنا وأمن بلادنا، أو محكمة خارجية، فسأختار أمن بلادنا في كل مرة".

ودافع زعيم حزب العمال عن عضوية المملكة المتحدة في الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، وقال: "لن ننسحب من الاتفاقيات الدولية والقانون الدولي الذي يحظى بالاحترام في جميع أنحاء العالم. لأنني أريد أن تكون المملكة المتحدة طرفاً يتم احترامه في الساحة العالمية، وليس منبوذاً لا يوافق على القانون الدولي".

وأعلن سوناك وستارمر أنهما سيعملان مع المرشح الجمهوري الأميركي دونالد ترمب، إذا أعيد انتخابه رئيساً للولايات المتحدة في نوفمبر.

تكاليف المعيشة

وفيما يتعلق بتكاليف المعيشة، اتهم ستارمر سوناك بأنه منفصل عن الواقع، ويعيش "في عالم مختلف".

وفي رده على سؤال من أحد أفراد الجمهور، قال زعيم حزب العمال: "أنا أعرف الألم الناتج عن القلق، عندما يأتي ساعي البريد بفاتورة، وتتساءل ما هي تلك الفاتورة، هل يمكنني دفعها؟ لا أعتقد أن رئيس الوزراء يفهم تماماً الوضع الذي تعيشه أنت والآخرون".

وأعلن ستارمر عدم العودة إلى التقشف إذا أصبح رئيساً للوزراء، وهو ما لم يفعله سوناك. وأصر سوناك على أن الناخبين "بدأوا يرون فوائد" سياسته الاقتصادية.

ووجّه أحد المشاركين سؤالاً للطرفين: هل ستستخدم الرعاية الصحية الخاصة إذا كان أحد أفراد عائلتك على قائمة انتظار طويلة لإجراء عملية جراحية؟، وأجاب سوناك بـ"نعم"، فيما قال ستارمر إنه "لن يفعل ذلك"، و"سيعتمد على الخدمة الوطنية للصحة فقط".

وفي ختام تدخله، وصف ستارمر إعادة انتخاب الحزب الحاكم بمثل "تسليم أعواد الثقاب إلى مشعلي النيران".

وأضاف: "لا أقدم لكم الحيل أو الوعود غير الممولة التي يقدمها ريشي سوناك. لا أتظاهر بوجود عصا سحرية ستصلح كل شيء بين عشية وضحاها. ولكن بدلاً من ذلك، أقدم خطة عملية ومعقولة لتغيير بريطانيا". 

وتابع: "تخيل كيف ستشعر بالاستياء عندما تستيقظ في 5 يوليو على خمس سنوات أخرى من الحكم الحالي. 5 سنوات أخرى من الانحدار والانقسام"، مضيفاً: "الآن تخيل الانتقال إلى صفحة جديدة مع حكومة عمالية تتحمل المسؤولية، وتبذل جهوداً لخدمة البلاد مرة أخرى".

وقال سوناك للناخبين: "إذا كنت تعتقد أن حزب العمال سيفوز، ابدأ في الادخار"، مدافعاً في الوقت نفسه عن سجله في مجال تغير المناخ. كما نفى انتهاك وعوده في هذا الصدد، قائلاً: "لا، سنلتزم بالأهداف التي حددناها، ولكننا سنفعل ذلك بطريقة توفير المال للجميع.".

تقارب في نتائج الاستطلاع

وأظهر استطلاع لمؤسسة "يوجوف" أن 51% من الأشخاص يعتقدون أن ريشي سوناك كان الأفضل عموماً في النقاش المباشر، مقابل 49% ممن قالوا إنهم سيصوتون لكير ستارمر.

 وفضّلت النسبة الأكبر ممن شملهم الاستطلاع سوناك في مناقشاته للضرائب والهجرة بشكل عام، بينما اتجهت تفضيلاتهم لستارمر في المناقشات حول تكاليف المعيشة والخدمات الصحية والتعليم وتغير المناخ، بحسب شبكة "سكاي نيوز" البريطانية.

وبشكل عام قال أغلبية من شملهم الاستطلاع والبالغ عددهم 1657 شخصاً، إنهم "محبطون" من المناظرة. 

وفقاً لاستطلاع "يوجوف"، سيحصل حزب العمال على 422 مقعداً والمحافظين على 140 مقعداً إذا أجريت الانتخابات، الثلاثاء، وهي أسوأ هزيمة منذ عام 1906.

كما يُظهر استطلاع "بلومبرغ" أن تقدم حزب العمال اتسع إلى 22.3 نقطة، الثلاثاء، بعدما كان 21.5 نقطة في اليوم السابق.

وتعرّض سوناك لضغوط شديدة من حزبه لإيجاد طريقة لتحويل اتجاه حملته التي تشهد تراجعاً. 

وحتى الآن، أعلن سوناك عن خطط لإدخال الخدمة الوطنية الإلزامية لمن هم في سن 18 عاماً، ومعاقبة من يلقون القمامة بنقاط خصم على رخصة القيادة الخاصة بهم، وفرض حد أقصى سنوي لتأشيرات المهاجرين. وقوبل اقتراح الخدمة الوطنية بضحك ساخر من الجمهور الذي حضر المناظرة.

وكشف حزب العمال النقاب عن التزامه بالحد من الهجرة وإجراء مراجعة للتهديدات الأمنية التي تواجه المملكة المتحدة خلال أول 100 يوم للحكومة. 

تصنيفات

قصص قد تهمك