بريطانيا.. حزب العمال يستميل المسلمين واليساريين بورقة فلسطين

وسط توقعات بفوز تاريخي.. مسودة برنامج الحزب الانتخابي تنص على بند للاعتراف بدولة فلسطينية

time reading iconدقائق القراءة - 6
زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر في المؤتمر السنوي لحزب العمال البريطاني في ليفربول. 9 أكتوبر 2023 - Bloomberg
زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر في المؤتمر السنوي لحزب العمال البريطاني في ليفربول. 9 أكتوبر 2023 - Bloomberg
دبي -الشرق

يعتزم زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر، استخدام برنامج الحزب الانتخابي، لتقديم أقوى التزام له منذ بدء حرب إسرائيل على غزة، بالاعتراف بدولة فلسطينية، في خطوة تهدف إلى استمالة الناخبين المسلمين واليساريين، وفق ما أفادت صحيفة "الجارديان" البريطانية، فيما تشير استطلاعات الرأي إلى أن الحزب يقترب من العودة إلى السلطة بعد سنوات من سيطرة المحافظين، وتحقيق "فوز تاريخي" غير مسبوق في الانتخابات العامة المقررة في يوليو المقبل. 

وقالت مصادر مطلعة للصحيفة، الخميس، إنه من المتوقع أن يتعهد ستارمر بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، قبل إنهاء أي عملية للسلام، والتأكد من عدم اعتراض "دولة مجاورة" على مثل هذه الخطوة.

ومن المقرر أن يتم الاتفاق على النسخة النهائية للبرنامج في اجتماع مرتقب مع زعماء النقابات، الجمعة، على أن يتم إطلاقه رسمياً الخميس المقبل. 

ولفتت مصادر داخل حزب العمال، إلى أن البرنامج الانتخابي الجديد سيشمل "حزمة حذرة من الإجراءات، وليس الإعلان عن العديد من السياسات، وذلك على عكس البرامج الانتخابية التي أعلنها الحزب بقيادة جيرمي كوربن في الفترة بين عامي 2017 و2019". 

وقال أحد المصادر الذي اطلع على مسودة البرنامج: "الجميع يشعرون بالقلق البالغ بشأن تقديم أي التزامات مالية، لأن المحافظين يمكنهم استخدام ذلك كسلاح". 

ويأمل الحزب في أن تساعد الصياغة الخاصة بالدولة الفلسطينية في برنامجه الانتخابي الجديد على استعادة بعض الدعم بين الناخبين المسلمين واليساريين، الذين أصيب الكثير منهم بخيبة أمل من السياسة الخارجية للحزب في الأشهر الأخيرة، إذ يخشى مسؤولو الحزب من فشلهم في الفوز بدائرتين انتخابيتين في المناطق الحضرية، وهما بريستول سنترال وشيفيلد هالام.

برنامج حزب العمال 

الصحيفة البريطانية، أشارت إلى بعض الخطوات التي من المتوقع أن يتضمنها البرنامج الانتخابي، والتي قالت إنها من المرجح أن تنال استحسان النقابات العمالية.

ويتضمن ذلك: "تعهد الحزب بخفض سن التقاعد لعمال الإسعاف كوسيلة لتعزيز عمليات التوظيف، إذ أشار مسؤولو الحزب إلى أن القيام بذلك يمكن أن يكون مقدمة لتحركات مماثلة للعاملين الآخرين في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، كما قد يكون وسيلة منخفضة الكلفة نسبياً لتحسين مستويات التوظيف".

ومن المقرر أيضاً أن يتضمن البرنامج "تعهداً بالنظر في الطريقة التي توصي بها هيئات مراجعة أجور القطاع العام بالتسويات المتعلقة بهذه الأجور، فضلاً عن أنه سيتضمن ضمانات بشأن حقوق العمال، وتوظيف المزيد من المعلمين وخفض معدل الهجرة، فيما سيتم التعهد بالسماح باستخدام الهوية العسكرية في مراكز الاقتراع". 

غضب إسرائيلي

وذكرت الصحيفة أن الحديث عن الشرق الأوسط بشكل مفصل في الوثيقة "لم يكن متوقعاً"، نظراً لأن التوجه الرئيسي للبرنامج يتعامل مع المهام الخمس الأساسية لستارمر: الاقتصاد والتعليم والصحة والطاقة والجريمة. 

وتابعت: "الالتزام بالاعتراف بالدولة الفلسطينية كجزء من عملية للسلام يعكس التعليقات التي أدلى بها وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون في يناير الماضي".

وقال كاميرون لمجلس الشرق الأوسط في حزب المحافظين، إنه "يجب أن يرى الشعب الفلسطيني تقدماً لا رجعة فيه نحو حل الدولتين، مع مضي عملية السلام قدماً"، إذ لاقت هذه التصريحات الكثير من الانتقادات داخل حزبه. 

ومن المرجح أن تثير سياسة حزب العمال هذه غضب إسرائيل، التي كان رد فعل رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو غاضباً عندما اعترفت إيرلندا وإسبانيا والنرويج رسمياً بالدولة الفلسطينية مايو الماضي، إذ وصف هذه الخطوة بأنها "مكافأة للإرهاب". 

وكان ستارمر حريصاً في الأيام الأولى للصراع في قطاع غزة على عدم الابتعاد كثيراً عن الدعم الذي تبديه الحكومة البريطانية والولايات المتحدة لإسرائيل، وهو الموقف الذي أثار غضب جناح اليسار في حزب العمال، خاصةً عندما قال لأحد المذيعين إنه "يعتقد أن لإسرائيل الحق في قطع إمدادات المياه والكهرباء عن القطاع".

لكن في الأسابيع الأخيرة، بات حزب العمال أكثر استعداداً للتخلي عن موقف الحكومة، بما في ذلك تقديم دعم ضمني لقرار المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو. 

وتشير استطلاعات الرأي، إلى أن حزب العمال يقترب من تحقيق فوز تاريخي في الانتخابات المقررة في 4 يوليو المقبل، يؤهله للعودة مجدداً للسلطة بعد سنوات من سيطرة المحافظين.

وتوقع الاستطلاع "يوجوف"، الذي نظر في تقديرات التصويت في جميع الدوائر الانتخابية في المملكة المتحدة، أن يفوز حزب العمال بـ422 مقعداً من أصل 650 في انتخابات الرابع من يوليو.

كما توقع أن يحصل حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء ريشي سوناك على 140 مقعداً.

تصنيفات

قصص قد تهمك