استحضر رئيس حزب التحالف من أجل اتحاد الرومانيين AUR المتطرف، جورج سيميون، شخصيات تاريخية من أمثال فلاد إمبالر، الحاكم المروع في القرون الوسطى الذي ألهم رواية "دراكولا"، والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في خطاب قبيل انتخابات الاتحاد الأوروبي المقررة الأحد وتلك المحلية في سبتمبر.
ويمتلك حزب التحالف من أجل اتحاد الرومانيين AUR القومي المتطرف "القليل من القدوات الأجنبية"، لكن يبقى ترمب "استثناءً لافتاً"، حيث تلف صورة ضخمة لترمب مع عبارة "جمهوريون من أجل الحرية" مركز حملة الحزب الروماني في بوخارست، وفقاً لصحيفة "فاينانشيال تايمز".
وأوضحت الصحيفة أن كلتا الشخصيتين باتتا "مصدر إلهام" للحزب اليميني المتطرف الناشئ، الذي صعد سريعاً من مجرد جماعة هامشية مناهضة للتطعيم خلال فترة تفشي وباء فيروس كورونا إلى قوة المعارضة الرئيسية في رومانيا قبيل الانتخابات المحلية، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى إمكانية حصول الحزب على 20% من الأصوات.
وفي ترديد واضح لشعار ترمب Make America Great Again، قال سيميون، إنه "يريد أن يجعل رومانيا عظيمة مرة أخرى".
وخلال خطابه أمام حشد جماهيري في ماتياس مؤخراً، سعى سيميون، الذي يُتوقع أن يخوض السباق الرئاسي في سبتمبر المقبل، إلى أن يصور نفسه على أنه وطني على شاكلة فلاد إمبالر، الذي ظهرت صورته على شاشات خلف سيميون، مع عبارة "حامي حمى أرض الآباء".
واكتسب فلاد، الذي حكم فالاشيا لعدة سنوات في خمسينيات القرن الـ15، سمعة شائنة بسبب عمليات التعذيب التي استخدمها بشكل منهجي بحق كل من عصى أوامره، إذ رفض دفع المستحقات التي فرضتها الإمبراطورية العثمانية على بلاده، وقاتل قوات السلطان العثماني، ولكنه خسر المعركة في نهاية المطاف، وفر هارباً.
ورغم محاولة الحزب تخفيف حدة بعض مواقفه، بما في ذلك معارضة تدريس "الهولوكوست" في المدارس، إلا أنه احتفظ بموقفه المتشدد من قضية الهجرة، حيث قال سيميون إن "الطريقة التي تحاول الحكومات في بلدان الاتحاد الأوروبي التعامل بها مع الهجرة لا تعبر عن موقف جيد"، مستشهداً بأن "اختلاط الحضارات والأديان لم ينجم عنه سوى الهجوم بالقنابل في باريس ولندن وبرلين".
وفي الوقت نفسه، ورغم عدم موالاته لروسيا بشكل علني، يحاول سيميون الاستفادة من المخاوف المتجذرة في قلوب الرومانيين من الانجرار إلى حرب موسكو في أوكرانيا.
ويؤيد سيمون، العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، برغم تحفظات حزب AUR، على غرار الحزب الحاكم في المجر، على مساعدة أوكرانيا، لكنه يؤكد أن كييف أخفقت في احترام حقوق الأقلية التي تتحدث الرومانية لديها.
وكشأن العديد من قادة اليمين المتشدد في أوروبا، يتطلع سيميون إلى عودة ترمب إلى البيت الأبيض بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل، ليفي بوعده بإنهاء الحرب.
تحقيقات بشأن "احتيال انتخابي"
وفي الداخل، خضع سيميون لتحقيق على خلفية الاحتيال الانتخابي المرتبط بالتوقيعات التي جمعها حزبه لمرشحيه للبرلمان الأوروبي، لكن سيميون نفى هذه المزاعم، مؤكداً أن "الدولة العميقة" تسعى إلى حظر حزبه.
وكتب سيميون على فسيبوك: "سواء كنا مكبلين بالأصفاد أم لم نكن (...) اذهبوا للتصويت الأحد".
وقال محللون إن حالة الاستياء الشعبي من الأحزاب الرئيسية التي حكمت رومانيا في السنوات الأخيرة، سمحت بازدهار حزب التحالف من أجل اتحاد الرومانيين AUR.
في هذا السياق، قال الباحث في جامعة آرهوس في الدنمارك، كوستن سيوبانو، إن "حزب AUR ملأ الفراغ السياسي الذي خلفه الائتلاف الكبير"، مضيفاً أن "الأشخاص الذين عانوا من الشعور بالإهمال، وجدوا أنفسهم في بؤرة اهتمام AUR وهو الحزب الذي تتشابه نزعته المحافظة والنقدية للغرب مع الخطاب الروسي بشكل لافت".
ورغم ذلك، لا يرى أنصار AUR أنفسهم أو حزبهم مؤيدين لروسيا، وعلى غرار قوى اليمين الأخرى في جميع أنحاء أوروبا، يحاول AUR التخفيف من حدة رسائله لتوسيع قاعدته الانتخابية.
في هذا الإطار عمد الحزب إلى فصل العضوة القيادية السابقة، السيناتور ديانا سوسواكا، المؤيدة لروسيا والمناهضة لأوكرانيا صراحة، إذ أسست سوسواكا حزباً منشقاً يحمل اسم "SOS رومانيا"، والذي لم تمنحه استطلاعات الرأي سوى أرقاماً فردية.
وقالت سوسواكا، إن "روسيا اليوم لم تعد هي الاتحاد السوفيتي. لا أعتقد أن الظروف مهيأة، مثلما كانت في وقت آخر، لأوروبا الشرقية للوقوع تحت وطأة ديكتاتورية روسية".
من جانبه، قال رئيس رومانيا السابق، ترايان باسيسكو، إن روسيا كانت "نقطة فصام قوية بين سوسواكا والحزب"، مضيفاً أن "سيميون لم يعطني انطباعاً بأنه مؤيد لسياسات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو لشخصه".
ويرمز حزب AUR، إلى التحالف من أجل اتحاد الرومانيين، ما يعبر عن مطالبته بإعادة الوحدة مع الجارة مولدوفا، التي كانت جزءاً من رومانيا قبل أن يضمها الاتحاد السوفيتي.