أظهرت استطلاعات للرأي في بريطانيا، تفوق حزب "إصلاح المملكة المتحدة" بزعامة نايجل فاراج، الذي أعلن ترشحه لخوض الانتخابات التشريعية المقررة في يوليو المقبل، على حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء ريشي سوناك، وهي مخاوف يخشاها الحزب الحاكم، وفق ما أوردته "بلومبرغ".
ووضع حزب المحافظين استراتيجية لحملته تهدف إلى حشد أصوات التيار اليميني التي كانت تميل لحزب "إصلاح المملكة المتحدة"، حيث كان يعتقد أن فاراج لن يخوض الانتخابات، لكن بعد أيام من إعلانه ترشحه، أظهرت استطلاعات الرأي تزايد نسبة تأييد الحزب، ما يضر بفرص سوناك في إبعاد زعيم حزب العمال، كير ستارمر، عن منصب رئيس الوزراء.
وازدادت الأمور سوءاً، الجمعة الماضية، عندما أُجبر سوناك على الاعتذار عن عدم إكمال مشاركته في مراسم إحياء الذكرى الـ80 لـ"إنزال نورماندي" في فرنسا، إذ يخشى مسؤولو حملة حزب المحافظين من أن يصب هذا "الخطأ السياسي والدبلوماسي" في مصلحة فاراج، والذي بنى مسيرته على الدعوة إلى تبني القومية التي تعود إلى الحرب العالمية الثانية.
وأظهرت استطلاعات الرأي التي أُجريت منذ دخول نايجل فاراج السباق، تزايد التأييد لحزب "إصلاح المملكة المتحدة"، فيما توقعت بعضها أن الحزب "سيتجاوز المحافظين في غضون أيام".
وقات سكارليت ماجواير، مديرة مؤسسة استطلاعات الرأي "جيه إل بارتنرز": "إذا اضطررت إلى التخطيط لشيء من شأنه أن يؤثر على الناخبين بأكثر طريقة سلبية ممكنة، فالمهزلة التي حدثت في ذكرى يوم إنزال نورماندي ستكون هذا الشيء".
وأضافت: "هذا الأمر جعل سوناك يبدو بعيداً كل البعد عن الشعب البريطاني، وأعتقد أنه سيعزز صعود حزب إصلاح المملكة المتحدة في استطلاعات الرأي".
ويرى كثيرون أن قرار سوناك عدم حضور حدث في نورماندي حضره الرئيس الأميركي جو بايدن، وقادة فرنسا، وألمانيا، وأوكرانيا، ودول أخرى يمثل أهم لحظة في الحملة الانتخابية، حيث عاد رئيس الوزراء إلى بريطانيا لتصوير مقابلة تلفزيونية لتوجيه المزيد من الانتقادات لحزب العمال الذي يتقدم استطلاعات الرأي وسط توقعات بتحقيق "فوز تاريخي".
وفي المقابل، حضر ستارمر مراسم إحياء ذكرى الإنزال، واستغل لقاءه مع الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لطمأنته بأن حزب العمال "لن يغير الدعم البريطاني لأوكرانيا حال وصوله إلى الحكومة".
وحتى قبل الهفوة التي وقع فيها سوناك، بلغ تفوق حزب العمال على حزب المحافظين في استطلاعات الرأي أعلى مستوى له منذ 18 شهراً، حيث يتقدم حزب المعارضة بفارق 22.3 نقطة على الحزب الحاكم، وفقاً لمتوسط نتائج 11 استطلاعاً للرأي جمعتها "بلومبرغ".
وقالت "بلومبرغ"، إن مصدر القلق الأكثر إلحاحاً داخل حزب المحافظين يتمثل في احتمالية أن يتجاوز حزب "إصلاح المملكة المتحدة"، الحزب الحاكم قريباً، في بعض استطلاعات الرأي.
خيبة أمل سوناك
وقال أشخاص مقربون من رئيس الوزراء، إن سوناك شعر بـ"خيبة أمل"، إزاء ردود الأفعال تجاه غيابه عن الاحتفال بذكرى يوم الإنزال في نورماندي.
علاوة على ذلك، لم يتلق سوناك تعاطفاً كبيراً حتى من قبل وزراء حكومته، والذي قال بعضهم لـ"بلومبرغ"، إن قرار رئيس الوزراء أدى إلى تفاقم قلقهم بشأن كفاءته.
وقال أحد الوزراء، الذي كان موالياً سابقاً لسوناك، إنهم نادمون الآن على عدم اختيار زعيم بديل له هذا العام.
ويرى العديد من الوزراء أن سوناك ارتكب "خطأ كارثياً"، عندما دعا إلى إجراء انتخابات مبكرة، بدلاً من الانتظار لمعرفة ما إذا كان الاقتصاد سيتحسن أم لا، إذ قال أحد الوزراء، إن قرار إجراء الانتخابات مبكراً، "قد يكون أحد أهم التقديرات الخاطئة في التاريخ السياسي البريطاني"، وأن سوناك قد يُنظر إليه على أنه "أسوأ من ليز ترس"، رئيسة الوزراء السابقة.
ويشغل فاراج حيزاً كبيراً من النقاش بشأن ما سيحدث بعد الانتخابات، إذ أن بعض المحافظين المعتدلين يشعرون بالقلق من أن يستخدم فاراج البرلمان كمنصة لجذب حزب المحافظين إلى اليمين في المعارضة، إذ وجد استطلاع لآراء المحافظين أن 7 من كل 10 أعضاء يريدون فاراج في الحزب.