صحافي إسرائيلي: قتلنا 15 ألف طفل فلسطيني.. الحزن ممنوع والرحمة غير قانونية

time reading iconدقائق القراءة - 6
طفلان فلسطينيان يجلسان على أنقاض منزل دمرته الغارات الإسرائيلية في رفح بجنوب قطاع غزة الفلسطيني. 9 مايو 2024 - AFP
طفلان فلسطينيان يجلسان على أنقاض منزل دمرته الغارات الإسرائيلية في رفح بجنوب قطاع غزة الفلسطيني. 9 مايو 2024 - AFP
دبي-الشرق

وصف الصحافي الإسرائيلي جدعون ليفي قرار الأمم المتحدة بضم إسرائيل إلى قائمة العار السوداء لقتلها آلاف الأطفال الفلسطينيين في غزة بأنه "قرار عادل"، معرباً عن صدمته من أن الحزن على أطفال فلسطين بات "ممنوعاً" في إسرائيل حيث أصبحت "الرحمة غير قانونية".

وتحت عنوان "إسرائيل قتلت حوالي 15 ألف طفل.. ما الغريب في أنها دخلت إلى القائمة السوداء؟"، كتب الصحافي الإسرائيلي اليساري جدعون ليفي في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن قرار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بضم إسرائيل إلى القائمة السوداء للدول التي تمس الأطفال، أهان إسرائيل لأنه وضعها مع ميانمار والصومال ومنظمة بوكو حرام.

وقال: "في إسرائيل، الجميع هاجم القرار (قرار الأمم المتحدة)، ولم يسأل أحد ما الذي فكرنا فيه عندما قتل الجيش آلاف الأطفال (الفلسطينيين)؟ هل اعتقدنا أن العالم سيصمت؟ هل الأمم المتحدة ستلتزم ضبط النفس؟. إن مهمتها هي الصراخ، وهذا ما فعلته في نهاية الأسبوع".

وأوضح أنه "عندما وصل الأمر إلى قتل جماعي للأطفال انتهت جميع التبريرات، حتى تبريرات إسرائيل".

وتابع جدعون ليفي (71 عاماً): "بوسع (مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة) جلعاد أردان أن يواصل خدعه القبيحة في الأمم المتحدة. أمس نشر تسجيل الفيديو لمحادثته مع الأمين العام للأمم المتحدة، وهو عمل غير مسبوق حسب مدونة السلوك الدبلوماسي، الذي كله يستهدف فقط مركز الليكود قبل منصبه القادم".

واستنكر ليفي ادعاء بنيامين نتنياهو أن "الأمم المتحدة أدخلت نفسها في القائمة السوداء للتاريخ"، وتساءل قائلاً: "الأمم المتحدة؟ كم طفلاً قتلته الأمم المتحدة؟ لقد قتل الجيش الإسرائيلي 15 ألفاً و517 طفلاً حسب وزارة الصحة في غزة".

أرقام عن مأساة أطفال غزة

واستعرض الصحافي الإسرائيلي مجموعة من الأرقام تعبر عن جانب من الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، فقال: "كثيرون (من الأطفال) ما زالوا مفقودين، وهناك 17 ألف طفل فقدوا على الأقل أحد الوالدين، وهناك 3 آلاف طفل فقدوا على الأقل أحد الأرجل (في يناير قالت المنظمة الدولية "أنقذوا الأولاد" بأن عشرة أطفال يفقدون كل يوم على الأقل أحد الأطراف)".

وتابع: "9 من بين كل 10 أطفال في غزة يعانون من سوء التغذية الشديد، حسب معطيات اليونسيف. ومنظمة الصحة العالمية قالت إن 4 من بين كل 5 أطفال لم يأكلوا أي شيء على الأقل في يوم من كل ثلاثة أيام".

وقال جدعون ليفي، الذي كان متحدثاً باسم شمعون بيريز خلال الفترة من 1978 إلى 1982 حين كان زعيماً للمعارضة الإسرائيلية، إن تكرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لعبارة أن الجيش الإسرائيلي هو "الجيش الأكثر أخلاقية في العالم" باتت تثير "الضحك المحرج لدى سامعيه في العالم".

ويؤكد ليفي أن "الشهادات قاطعة (ضد إسرائيل)، وتتراكم بصورة لا لبس فيها ولا يمكن غفرانها. 8 أشهر من الحرب ضد الأطفال. 8 أشهر لأطفال مبتوري الأطراف، أيتام، جائعين، مرضى، مصابين بالصدمة، يحتضرون ويموتون".

ويصف الأرقام المتعلقة بذلك بأنها "مخيفة"، لكنه يقول إن ما هو مخيف أكثر هو تنصل إسرائيل المطلق من المسؤولية، ساخراً من ادعاءات إسرائيل أن "حوالي 10 آلاف طفل على الأقل قتلوا بذنب آبائهم أو حماس أو الأمم المتحدة واليونسيف، لكن فقط ليس بذنب القتلة (الفعليين)، جنود الجيش الإسرائيلي والطيارين الأكثر أخلاقية في العالم".

الرحمة غير قانونية

وقال الكاتب الإسرائيلي، الذي يغطي ممارسات جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ العام 1988، إنه مع الوصول بهذا المستوى من تسبب إسرائيل بمعاناة هذا العدد الكبير من الأطفال الفلسطينيين، "كان يمكن توقع درجة من الصدمة حتى في المجتمع الإسرائيلي".

لكن ذلك لم يحدث، لأن "الحزن بات أمراً ممنوعاً بالأمر في إسرائيل، وأصبحت الرحمة غير قانونية"، بحسب تعبيره.

وحذر جدعون ليفي، ذو الأصول التشيكية والذي كان والده قاضياً يوصف بأنه "ابن الثقافة الألمانية"، من أن "أطفال غزة، الذين سيبقون على قيد الحياة، لن ينسوا في أي يوم"، ويقول: "إنهم الآن يبحثون تحت أنقاض بيوتهم، ويحزنون على آبائهم وإخوتهم، ويحاولون تضميد جراحهم في بلاد لا يوجد فيها أي مستشفى تعمل لتقديم العلاج، ويصابون بالهستيريا بسبب الكوابيس في الليل، لكنهم سيكبرون ولن ينسوا".

ويضيف: "المساعدات الإنسانية تواصل التعثر، والمستوطنون يقومون بتخريب الشاحنات ويمنعون دخولها، وإسرائيل تصمت على ذلك أيضاً، لكن الأطفال (الفلسطينيين) لن ينسوا أبداً ما فعلته بهم إسرائيل. كيف سينسون؟ لن ينسوا أبداً، والآن العالم ينضم إليهم، حتى الساخر والبارد مصاب بالصدمة أيضاً من قتل الأطفال هذا".

ويختتم جدعون ليفي مقاله قائلاً إن "نتنياهو وأردان والإسرائيليين كلهم يمكنهم مواصلة ادعاء البراءة، لكن أيديهم ملطخة بدماء الأطفال بشكل لا يمكن تبريره أبداً".

وأخيراً يصف الكاتب قرار الأمم المتحدة بضم الجيش الإسرائيلي إلى قائمة العار الخاصة بقتلة الأطفال بأنه "عادل يتوجب الاعتراف به".

تصنيفات

قصص قد تهمك