يعيش الفلسطينيون في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، حالة من الصدمة، بعد ساعات من المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي خلال تحرير 4 محتجزين، السبت، والتي قتل فيها 274 فلسطينياً، وأصاب المئات، أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن.
يقول مهند ثابت من سكان المخيم، إن العملية العسكرية الإسرائيلية كانت "عبارة عن دخان ونار مشتعلة وغبار كثيف غطى المكان".
ويوضح ثابت، البالغ من العمر 35 عاماً: "سمعت طلقات نارية، اعتقدت أنه شيء عادي، لكن فجأة بعد دقائق سمعت صوت طائرة حربية وقصف على المنازل في المخيم، وبجانب مستشفى العودة والسوق".
وتابع: "بدأت الناس تركض ولا تعرف إلى أين تذهب".
وعن حجم الدمار، يقول ثابت إن دماراً لحق بمنازل في داخلها أصحابها ونازحون، مضيفاً: "النار اشتعلت في محال تجارية وبسطات ومركبات احترقت من القصف الذي طال الطرق والسوق والمخيم ومحيط المستشفى".
صراخ وهرب إلى المجهول في النصيرات
وتسببت العملية بحالة من الفوضى، وراحت الناس تصرخ، من صغار وكبار ونساء ورجال، الكل يريد أن يهرب من المكان، لكن القصف كان عنيفاً، وكل ما يتحرك معرض للقتل بسبب كثافة القصف وإطلاق النار، وفق ما ذكر ثابت.
وتُظهر صور لوكالة "فرانس برس" التقطت بعد انتهاء العملية، شوارع المخيم وقد غطاها الغبار وتنقاض المباني.
أما محمد موسى، فكان على سطح أحد المنازل عندما وصلت القوات الإسرائيلية إلى المخيم. ويقول مذهولاً: "لا أعلم كيف أنا على قيد الحياة الآن".
ويضيف موسى البالغ من العمر 29 عاماً، والذي نزح مرات عدة بين مناطق قطاع غزة قبل أن يصل إلى مخيم النصيرات: "فجأة بدأت الصواريخ تتساقط علينا بكثافة".
ويروي أن دبابة تقدمت من ناحية شارع صلاح الدين وسط إطلاق نار مدفعي وآخر من الطائرات، مؤكداً أن القصف كان "متواصلاً وبكثافة".
جنود في شاحنة مساعدات
أما آلاء الخطيب، النازحة في المخيم، فتقول: "كنت مارة في الشارع بالمخيم متوجهة إلى السوق، رأيت شاحنة مجمدات وسيارة صغيرة بيضاء".
وتوضح أن أشخاصاً ترجلوا من الشاحنة ومعهم سلم، وضعوه على جدار أحد البيوت وصعدوا عليه، مضيفة: "بعد لحظات سمعت صوت رصاص وضرب على المنازل والحارات والشوارع في المخيم".
وتؤكد الخطيب البالغة من العمر 32 عاماً: "شعرت بالخوف، ولم أستطع الرجوع إلى المنزل".
وتابعت: "عرفت أن قوات خاصة إسرائيلية تسللت للمخيم بمركبات فلسطينية خاصة بالمساعدات" الإنسانية.
وروى عدد من شهود العيان التفاصيل ذاتها، وتطرقوا إلى موضوع شاحنة التبريد.
وعن القوات الإسرائيلية التي وصلت المخيم، يقول محمود العصار إن "القوات الخاصة كانت ترتدي ملابس مثل عناصر حماس والجهاد، ومن بينهم عناصر ملثمون، دخلت على بيوت قرب مستشفى العودة والسوق".
ويصف العصار وهو من سكان المخيم ما حصل السبت "كأنه زلزال".
مستشفى العودة تحت النار
وقال الطبيب مروان أبو ناصر، القائم بأعمال مدير مستشفى العودة في مخيم النصيرات، إن "المستشفى امتلأ بأعداد الشهداء والجرحى، ولا يمكن استيعاب هذا العدد الكبير بدقائق معدودة".
ويضيف: "المستشفى كان تحت النار ولا يستطيع أي إنسان التحرك خلال العملية" العسكرية الإسرائيلية.
وامتلأت الشوارع في مخيم النصيرات بجثامين الفلسطينيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي في مخيم النصيرات خلال هذه العملية، كما امتلأ المستشفى بالضحايا والمصابين.