بحثاً عن هدنة غزة.. بلينكن في مصر ببداية جولة شرق أوسطية لدفع خطة بايدن

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يستقبل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في القاهرة. 15 أكتوبر 2023 - REUTERS
الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يستقبل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في القاهرة. 15 أكتوبر 2023 - REUTERS
دبي/ القاهرة-الشرقوكالات

وصل إلى القاهرة، الاثنين، وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في مطلع جولة بالشرق الأوسط، تتمحور على مسعى جديد للتوصل إلى اتفاق لوقف اطلاق النار في قطاع غزة، بموجب الاقتراح الذي طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن.

وتشكل القاهرة المحطة الأولى في جولة بلينكن الثامنة في المنطقة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر، على أن يتوجه في وقت لاحق من الاثنين إلى إسرائيل بعد اجراء محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ليزور الأردن وقطر بعد ذلك قبل أن ينتقل إلى إيطاليا للمشاركة في قمة مجموعة السبع، الأربعاء.

وتتوسط كل من الولايات المتحدة ومصر وقطر في جهود للتوصل لاتفاق هدنة يتم بموجبها وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين مقابل الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في غزة.

وتهدف هذه الجولة إلى الدفع باتجاه إقرار مقترح لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" كشف عنه الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 مايو، وسط شكوك متنامية حول قابلية اعتماد المقترح بسبب الاضطرابات السياسية في إسرائيل وضبابية موقف حركة "حماس" بعد عملية عسكرية إسرائيلية لتحرير محتجزين في مخيم النصيرات تسببت بسقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين الفلسطينيين.

إحياء العملية التفاوضية

وانطلقت مرحلة جديدة من الجهود الأميركية بخطاب للرئيس الأميركي جو بايدن، أعلن فيه عن خطة من ثلاثة مراحل إنهاء الحرب يتم بموجبها تبادل الأسرى والمحتجزين.

وبناءً على هذا المقترح، تنسحب إسرائيل من المدن المأهولة في غزة وتفرج "حماس" عن المحتجزين، كما يتم الإعلان عن وقف إطلاق نار لمدة 6 أسابيع  في مرحلة أولى.

ويكثف بايدن مؤخراً الجهود لوقف الحرب التي تحصد أعداداً كبيرة من الضحايا المدنيين، وتهدد بثني جزء كبير من الناخبين عن التصويت له خلال الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.

وعلق بايدن في الأسابيع الأخيرة دفعة أسلحة إلى إسرائيل، واتهم نتنياهو بإطالة أمد الحرب للبقاء في السلطة، إلا انه تراجع عن هذا التصريح فيما بعد.

وقالت محطة ABC الأميركية إن بلينكن سيشدد خلال لقاءاته مع قادة مصر وقطر على ضرورة إقناع "حماس" بقبول المقترح الأميركي.

ونقلت المحطة عن مستشار الأمن القومي في الإدارة الأميركية جيك سوليفان قوله: "إننا نأمل أنه من خلال تكاتف المجتمع الدولي وتحدثه بصوت واحد، ستتمكن حماس من الوصول إلى الإجابة الصحيحة".

وقال رئيس الدائرة السياسية في "حماس" في الخارج سامي أبو زهري إن الحركة "مستعدة للتعامل بشكل إيجابي مع أي مبادرة تضمن إنهاء الحرب"، كما حث واشنطن على "الضغط على الاحتلال لوقف الحرب على غزة"، حسب ما أفادت وكالة "رويترز".

إلا أن موقف حركة "حماس" ليس العقبة الوحيدة التي تواجه المساعي الأميركية.

عقبات أمام زيارة بلينكن

وعقب إعلان بايدن، قال مسؤول مصري إن القاهرة "تلقت إشارات إيجابية من حماس تشير إلى تطلعها لوقف إطلاق النار"، كما أبرز أن الحركة "تدرس بجدية وإيجابية مقترح الهدنة"، حسب ما أفادت قناة "القاهرة" الإخبارية.

وأرجأت حركة "حماس" تسليم ردها للوسطاء بعد وقوع ما وصفته بـ"المجزرة" في مخيم النصيرات، كما أدانت الدور الأميركي في العملية.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، السبت، أن "عملية مركبة للجيش وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) والشرطة تمكنت من تحرير 4 محتجزين"، وهي العملية التي قالت وزارة الصحة الفلسطينية إنها أودت بحياة 274 فلسطينياً وإصابة 698 آخرين.

ورأى مستشار الأمن القومي في الإدارة الأميركية جيك سوليفان، الأحد، أن من الصعب القول كيف أن عملية تحرير الرهائن في قطاع غزة ستؤثر على المفاوضات.

ومن جهة أخرى، تطرح استقالة الوزير الوسطي بيني جانتس من حكومة الحرب برئاسة بنيامين نتنياهو تعقيداً جديداً للجهود الدبلوماسية الأميركية.

ويأخذ جانتس، رئيس هيئة الأركان سابقاً، على رئيس الوزراء عدم اتخاذ القرارات الصعبة الضرورية للسماح بتحقيق "انتصار فعلي" من خلال الامتناع خصوصاً عن وضع خطة لمرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة.

وكان جانتس تحدى نتنياهو بتوجهه بمفرده إلى واشنطن في مارس حيث التقى بانتظام بلينكن خلال زياراته لإسرائيل.

وتظهر استطلاعات الرأي أن  بيني جانتس هو الأوفر حظاً للحلول مكان نتنياهو في حال الدعوة إلى انتخابات عامة جديدة. ويطرح نفسه شريكاً للولايات المتحدة أكثر مرونة من رئيس الوزراء الحالي المعتاد على الخلافات مع الحليف الأميركي الحيوي.

جهود موازية في مجلس الأمن

وبالموازاة مع جولة بلينكن في المنطقة، طلبت واشنطن من مجلس الأمن التصويت على مشروع قرار يدعو إسرائيل وحركة "حماس" إلى وقف إطلاق النار.

وقال المتحدث باسم البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيت إيفانز في بيان: "اليوم دعت الولايات المتحدة مجلس الأمن إلى الذهاب للتصويت على مشروع القرار الأميركي الداعم للمقترح" الذي أعلن عنه بايدن.

وأضاف: "يجب على أعضاء المجلس ألا يدعوا هذه الفرصة تفوتهم ويجب أن يتحدثوا بصوت واحد لدعم هذا الاتفاق"، في حين تعرضت الولايات المتحدة حليفة إسرائيل لانتقادات واسعة لعرقلتها مشاريع قرارات عدة تدعو إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر دبلوماسية قولها أنه قد يجري التصويت هذا النص، الإثنين، غير أن الرئاسة الكورية الجنوبية للمجلس لم تؤكد ذلك.

وبحسب النسخة الثالثة لمشروع القرار، ينص المقترح في مرحلة أولى على وقف إطلاق نار "فوري وكامل" وإطلاق سراح الرهائن وانسحاب الجيش الإسرائيلي من "المناطق المأهولة في غزة " وإدخال مساعدات إنسانية.

ووفقاً للنص، إذا استغرق تنفيذ المرحلة الأولى أكثر من 6 أسابيع، فإن وقف إطلاق النار سيتواصل "طالما استمرت المفاوضات".

تصنيفات

قصص قد تهمك