قمة مجموعة السبع.. التزام بحل الدولتين وقلق بشأن التصعيد في جنوب لبنان

واشنطن تطالب "حماس" بالتحرّك نحو وقف إطلاق النار.. وتتعهد بدعم طويل الأجل لأوكرانيا

time reading iconدقائق القراءة - 8
صورة تجمع قادة مجموعة السبع مع مسؤوليين أوروبيين قبيل انطلاق الاجتماعات في باري بإيطاليا. 13 يونيو 2024 - REUTERS
صورة تجمع قادة مجموعة السبع مع مسؤوليين أوروبيين قبيل انطلاق الاجتماعات في باري بإيطاليا. 13 يونيو 2024 - REUTERS
بورجو إينياتسيا/ باري (إيطاليا)-رويترزأ ف ب

أفادت مسودة بيان ختامي من المقرر أن يصدر عقب قمة مجموعة السبع في إيطاليا، الخميس، بأن قادة المجموعة سيعربون عن "قلقهم البالغ" إزاء الوضع على الحدود الإسرائيلية- اللبنانية، وتأييدهم لجهود الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار في قطاع غزة.

وأضاف البيان الختامي، بحسب المسودة التي اطلعت عليها "رويترز"، أن زعماء المجموعة أكدوا التزامهم الراسخ بحل الدولتين "ليعيش الإسرائيليون والفلسطينيون في سلام جنباً إلى جنب".

كما عبرت المجموعة أيضاً عن دعمها لاقتراح الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإطلاق سراح المحتجزين. وبالإضافة إلى ذلك، سيدعون إسرائيل إلى الامتناع عن شن هجوم واسع النطاق على مدينة رفح "بما يتماشى مع التزاماتها بموجب القانون الدولي".

وأقر مجلس الأمن الدولي، الاثنين، قراراً صاغته الولايات المتحدة يدعم مقترحاً طرحه الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار بين لوقف إطلاق النار في غزة.

بايدن: على حماس "أن تتحرّك"

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، إنه ناقش وقف إطلاق النار في غزة خلال قمة مجموعة السبع، مشيراً إلى أنه لم يفقد الأمل في الوصول لهذه الغاية، لكن على حركة "حماس" الفلسطينية أن تكثف جهودها.

ورداً على سؤال عما إذا كان واثقاً، قال بايدن في تصريحات للصحافيين على هامش القمة في إيطاليا: "لا. على (حماس) أن تتحرك".

من جهته، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز خلال مشاركته في القمة، أن قادة المجموعة يدعمون الخطة الأميركية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، داعياً "حماس" إلى الموافقة عليها.

وأكد شولتز للصحافيين أن مجلس الأمن الدولي يدعم بدوره الخطة، و"من المهم أن يطبقها الجميع (...) نطلب إذن خصوصاً من حماس أن تعطي موافقتها الضرورية".

كذلك، أكدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني "تأييداً بالإجماع لاقتراح الولايات المتحدة الهادف إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، والإفراج عن جميع الرهائن، وزيادة ملحوظة في المساعدة الإنسانية للسكان المدنيين في غزة".

بدوره، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل اتفقت على العمل سوياً لتعزيز جهود المضي قدماً في تنفيذ خارطة طريق قدمتها باريس في وقت سابق من هذا العام لنزع فتيل التوتر بين جماعة حزب الله اللبنانية وإسرائيل.

وأضاف ماكرون للصحافيين على هامش قمة مجموعة السبع: "اتفقنا مع الولايات المتحدة على مبدأ (مجموعة اتصال) ثلاثية تضم إسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا للمضي قدماً في خريطة الطريق التي اقترحناها وسنفعل الشيء نفسه مع السلطات اللبنانية".

"أصول روسية" لمساعدة أوكرانيا

وأكدت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، أن قادة مجموعة السبع المجتمعين في إيطاليا توصلوا إلى اتفاق في شأن استخدام أصول روسية مجمدة بقيمة 50 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا.

وقالت مليوني التي تترأس بلادها مجموعة السبع هذا العام: "أؤكد لكم أننا توصلنا إلى اتفاق سياسي، لتقديم دعم مالي إضافي إلى أوكرانيا بنحو 50 مليار دولار بحلول نهاية العام".

فيما رحب شولتز، بما اعتبره "اتفاقاً تاريخياً" تم التوصل إليه بشأن استخدام الدول الغربية للأصول الروسية المجمدة بهدف مساعدة أوكرانيا.

وقال شولتز للصحافيين على هامش القمة، إن هذا الاتفاق يشكل "قاعدة لتتمكن أوكرانيا من الحصول على كل ما تحتاج إليه في مستقبل قريب، على صعيد الأسلحة وأيضاً على صعيد الاستثمارات في إعادة الاعمار"، مضيفاً أنه "إشارة واضحة إلى الرئيس الروسي (فلاديمير  بوتين)" تؤكد تضامن الغربيين مع كييف.

وفي وقت سابق، قال مسؤول أميركي، إن زعماء المجموعة توصلوا إلى "تفاهم سياسي على أعلى المستويات بشأن هذا الاتفاق. وسيتم تخصيص 50 مليار دولار هذا العام لأوكرانيا".

وأضاف المسؤول الرفيع في إدارة الرئيس بايدن، طالباً عدم كشف هويته أن الولايات المتحدة مستعدة لإقراض كامل مبلغ  50 مليار دولار، لافتاً إلى أن مساهمتها قد تكون "أقل بكثير"، إذ سيكون الأمر مبادرة مشتركة.

وأوضح "لن نكون المقرضين الوحيدين. سيكون ذلك قرضاً تضامنياً. سنتقاسم المخاطر، لأن لديناً التزاما مشتركاً بإنجاز الأمر".

اتفاق أمني لـ10 سنوات

ووقع الرئيسان الأميركي جو بايدن، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي اتفاقاً أمنياً ثنائياً مدته 10 سنوات، يستهدف تعزيز دفاعات أوكرانيا أمام روسيا.

وقال مسؤولون إن الاتفاق الذي وُقع على هامش قمة مجموعة السبع، يستهدف إلزام الإدارات الأميركية في المستقبل بدعم أوكرانيا، حتى إذا فاز الرئيس السابق دونالد ترمب في انتخابات نوفمبر المقبل.

وسيمثل الاتفاق إطار عمل لجهود أميركية طويلة الأمد، للمساعدة في تطوير القوات المسلحة الأوكرانية المتأخرة من حيث العتاد، وخطوة نحو عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في نهاية المطاف، وفقاً لنص الاتفاقية.

وقال بايدن: "هدفنا هو تعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية، والردع التي يمكن الاعتماد عليها في الأمد الطويل".

ولطالما سعى زيلينسكي للحصول على عضوية الناتو، لكن الحلفاء لم يقدموا بعد على هذه الخطوة. ويعتبر الحلف الغربي أي هجوم على أحد الدول الأعضاء، وعددها 32، هجوماً على الجميع بموجب المادة الخامسة.

نص الاتفاق

وجاء في نص الاتفاق، أن "الطرفين يعترفان بهذا الاتفاق باعتباره دعماً لجسر يؤدي إلى عضوية أوكرانيا في نهاية المطاف في حلف الناتو".

وينص الاتفاق على أنه في حال وقوع هجوم مسلح، أو التهديد بذلك على أوكرانيا، يجتمع مسؤولون أميركيون وأوكرانيون كبار في غضون 24 ساعة، لبحث الرد وتحديد الاحتياجات الدفاعية الإضافية المطلوبة لأوكرانيا.

وبموجب الاتفاق، تؤكد الولايات المتحدة دعمها لدفاع أوكرانيا عن سيادتها وسلامة أراضيها وسط تقدم روسيا على الجبهة الشرقية لأوكرانيا.

وجاء في النص: "لضمان أمن أوكرانيا، يدرك الجانبان أن أوكرانيا بحاجة إلى قوة عسكرية كبيرة وقدرات قوية واستثمارات مستدامة في قاعدتها الصناعية الدفاعية تتسق مع معايير حلف شمال الأطلسي".

ومع تقدم ترمب على بايدن في استطلاعات رأي انتخابية كثيرة، يظل مستقبل الاتفاق مبهماً.

وعبر ترمب عن شكوكه في استمرار القتال في أوكرانيا، وقال ذات مرة إنه سينهي الصراع في أول يوم في المنصب. كما حض ترمب أوروبا على تحمل مزيد من أعباء دعم كييف.

زيلينسكي يطلب مزيداً من الأسلحة

واستقبل قادة مجموعة السبع بحفاوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي دعاهم إلى تسريع عمليات تسليم الأسلحة، وتدريب الطيارين على مقاتلات F-16.

وقال زيلينسكي خلال الاجتماع مع قادة مجموعة السبع: "من الصحيح أن تكون روسيا هي التي تدفع"، مطالباً بالمصادرة التامّة لأصول البنك المركزي الروسي البالغة 300 مليار يورو، التي جمّدها الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع، الأمر الذي يواجَه بالرفض حالياً لأسباب قانونية.

كما وقّع زيلينسكي، الخميس، اتفاقين أمنيين ثنائيين، الأول مع واشنطن والثاني مع طوكيو، وشكر حلفاءه على هذه المساعدات، داعياً إياهم إلى "تسريع" تسليم الأسلحة والذخيرة.

وقال: "نسعى دائماً للحصول على (أنظمة دفاع جوي) باتريوت إضافية"، مضيفاً "أطلب منكم أيضاً أن تفعلوا ما في وسعكم لتسريع انتقالنا إلى (المقاتلات الأميركية) F-16، وهو ما يعني تسريع تدريب الطيارين".

غير أنّ الناتو اعترف، الخميس، بأنّه يجد صعوبة في العثور على أنظمة دفاع جوي جديدة لتسليمها إلى كييف.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن على هامش اجتماع في بروكسل مع نظرائه في الناتو "ليس لدي أيّ إعلان بشأن أنظمة باتريوت".

تصنيفات

قصص قد تهمك