اجتمع برلمان جنوب إفريقيا المنبثق عن الانتخابات التشريعية التي جرت في نهاية مايو الماضي، الجمعة، لانتخاب رئيس للدولة قبل تشكيل حكومة ائتلافية لأول مرة "تتمحور حول الوسط" بين حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، والتحالف الديمقراطي أكبر أحزاب المعارضة.
ومن المقرر أن تشهد الجلسة انتخاب رئيس جديد للبرلمان ونائباً له، كما من المرجح كذلك أن يعيد البرلمان في وقت لاحق الجمعة، انتخاب الرئيس سيريل رامابوزا رغم خسارة حزبه "المؤتمر الوطني الإفريقي" الحاكم منذ 30 سنة الغالبية المطلقة في الجمعية الوطنية.
اتفاق على تشكيل حكومة ائتلافية
وبالتزامن مع ذلك، أكد المؤتمر الوطني الإفريقي الذي يمسك بالغالبية بحصوله على 159 مقعداً من أصل 400 في البرلمان، في تصريحات نقلتها وكالة "رويترز"، على "اتفاق غالبية الأطراف لتشكيل حكومة وحدة وطنية".
وأشار أمين عام الحزب فيكيل مبالولا لقناة ENCA، إلى أن "تشكيل حكومة الوحدة سيصبح واضحاً بع] أن يصدر الرئيس رامابوزا بياناً".
من جهته أعلن جون ستينهوزن زعيم التحالف الديمقراطي (يمين وسط) الذي فاز بـ87 مقعداً، التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة مع المؤتمر الوطني الإفريقي.
وقال ستينهوزن على هامش الجلسة الأولى للجمعية الوطنية، إنه "توصل إلى اتفاق بشأن إعلان نوايا لتشكيل حكومة وحدة وطنية" تضم المؤتمر الوطني الإفريقي والتحالف الديمقراطي، فضلاً عن حزب الزولو القومي "إنكاثا".
وأكد ستينهوزن: "سندعم سيريل رامابوزا خلال انتخابه للرئاسة".
وكان الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني الإفريقي، أعلن خلال مؤتمر صحافي عشية الجلسة الأولى للبرلمان الجديد "التوصل إلى اتفاق مشترك بشأن ضرورة العمل سوياً"، موضحاً أن الائتلاف "يتمحور حول الوسط" بعد أن رفضت أحزاب اليسار الانضمام إليه، وسيتيح تشكيل "حكومة وحدة وطنية".
ووفقاً لمبالولا، فإن الائتلاف الجديد يضم الأحزاب التالية "التحالف الديمقراطي" (يمين وسط)، وحزب الزولو القومي "إنكاثا"، والحركة الديمقراطية المتحدة (يسار وسط)، وحزب FF Plus للقوميين البيض.
ترحيب بالاستبعاد
ورحب محللون لوكالة "رويترز" باستبعاد حزب "المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية" الذي يشغل 39 مقعداً ويؤيد إعادة توزيع الأراضي وتأميم قطاعات اقتصادية أساسية، مع حزب الرئيس السابق جيكوب زوما "اومخونتو وي سيزوي (إم كي)"والذي حصل على نسبة مفاجئة بلغت 14.6% من الأصوات، أي 58 مقعداً، من الائتلاف الحكومي.
وتوقع ماركوس كورهونن، كبير الباحثين في الاستخبارات الاستراتيجية بشركة S-RM أن "تخفف الأخبار عن التحالف الجديد من المخاوف من أن جنوب إفريقيا ستشرع في اتباع نهج سياسي يتحدى الإجماع الاقتصادي السائد".
ورغم تشكيك داني جريف، رئيس القسم الإفريقي في شركة ETM المتخصصة في تحليلات البيانات، في استمرار الائتلاف الحكومي الجديد، إلا أنه لفت إلى أن "المستثمرين سيفرحون باستبعاد الأحزاب المتطرفة".
وللمرة الأولى منذ إرساء الديمقراطية في العام 1994، خسر حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم بزعامة رامابوزا غالبيته البرلمانية، وحصل على 40% من الأصوات، في أسوأ أداء انتخابي له على الإطلاق، وبات بحاجة إلى دعم أحزاب أخرى لممارسة الحكم.
وفي جنوب إفريقيا يُنتخب رئيس الجمهورية من بين أعضاء البرلمان في اقتراع سرّي. وبعد انتخابه يعين الرئيس وزراء حكومته.