دعا المستشار الألماني أولاف شولتز الذي تعرض حزبه "الديمقراطي الاجتماعي" لهزيمة "غير مسبوقة" في الانتخابات الأوروبية، السبت، ائتلافه الذي يشهد خلافات إلى "توحيد صفوفه"، مؤكداً أن بإمكانه الترشح لولاية ثانية في 2025.
وأقر المستشار الألماني بأن الفريق الذي شكله حزبه مع حزبي الخضر والليبراليين أظهر خلافاته إلى حد بعيد.
وعلى هامش قمة مجموعة السبع في إيطاليا، قال شولتز لقناة ZDF الألمانية العامة: "أعتقد أنه أحد الانتقادات المبررة فعلاً للعديد من المواطنين، أي أننا نتكلم كثيراً"، مضيفاً: "علينا أن نضبط أنفسنا وأن نرص صفوفنا كي نتمكن من التوصل إلى اتفاقات".
وفي هذا الصدد، ذكر شولتز لقناة ARD العامة أن "من حق المواطنات والمواطنين أن يطالبوا بتغيير الأمور".
وتشهد هذه الحكومة التي تشكلت في نهاية 2021، انقسامات بشأن موضوعات متعددة، من سياسة الطاقة إلى التدابير المناخية مروراً بالإنفاق الحكومي.
وتعرضت أحزاب الائتلاف الثلاثة لهزيمة مريرة في الانتخابات الأوروبية، الأحد الماضي، عندما حقق الحزب "الديمقراطي الاجتماعي" بزعامة شولتز أسوأ نتيجة له في انتخابات وطنية منذ 1949.
وتتزايد الانتقادات الموجهة إلى شولتز من داخل حزبه على خلفية هذه النتيجة المخيبة.
لكن شولتز أعرب، السبت، على قناتي ZDF وARD عن "ثقته" بأنه سيكون مرشح الحزب "الديمقراطي الاجتماعي" المقبل لمنصب المستشار في الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في خريف 2025.
وسيواجه ائتلاف شولتز في القريب العاجل العواقب الأولى لفشله، مع المفاوضات بشأن موازنة 2025 التي يجب تقديمها مطلع يوليو المقبل.
ويعارض وزير المالية الليبرالي كريستيان ليندنر أي استثناءات للقواعد التي تحد من الديون وكذلك الزيادات الضريبية المحتملة.
في المقابل، يرفض الحزب "الديمقراطي الاجتماعي" وحزب الخضر اقتطاع المساعدات الاجتماعية أو حماية المناخ، كما يدور خلاف بشأن زيادة الموارد المخصصة للجيش الألماني.
ضغوط على شولتز
من جهتها، نقلت وكالة "بلومبرغ"، الجمعة، عن أشخاص مطلعين قولهم إن زعماء الحزب "الاشتراكي الديمقراطي" دعوا مجلسه إلى اجتماع طارئ، الأحد، لمناقشة العواقب والدروس المستفادة بعد تراجعه في انتخابات البرلمان الأوروبي.
وقال رئيس الحزب رولف موتزينيتش لصحيفة "راينيشه بوست"، إن الشعور بالإحباط من شولتز وقيادته التي تركز على الاعتدال، بدأ في الظهور خلال اجتماع للمجموعة البرلمانية للحزب، الثلاثاء، حيث أعرب المشرعون عن مخاوفهم بشأن الصورة العامة للائتلاف الحاكم.
وتابع: "من الآن فصاعداً، سينتهز المستشار (الألماني) الفرصة لشرح موقفه داخل الائتلاف بشكل أكثر وضوحاً باعتباره رئيس حكومة اشتراكي ديمقراطي"، مشيراً إلى أن "نواب الحزب أكدوا على رغبتهم في أن يصبح شولتز أكثر وضوحاً بشأن قناعاته".
وعلى عكس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فإن شولتز لم يصدم الأسواق بالسعي إلى إجراء انتخابات مبكرة، لكنه يخاطر بزيادة التوترات داخل الحكومة الألمانية المكونة من 3 أحزاب، خاصةً فيما يتعلق بتركيز وزير المالية كريستيان ليندنر على الانضباط المالي.
ومن المتوقع أن يشارك شولتز في اجتماع مجلس الحزب "الاشتراكي الديمقراطي" قبل دخوله الجولة التالية من محادثات الائتلاف بشأن ميزانية عام 2025 مع ليندنر من "الديمقراطيين الأحرار" ووزير الاقتصاد روبرت هابيك من "الخضر"، والذي يشغل أيضاً منصب نائب المستشار.
ولنزع فتيل معركة ميزانية الائتلاف، دعا كبار أعضاء الحزب "الاشتراكي الديمقراطي" وحزب الخضر إلى تجديد الإعفاء الطارئ من القيود الدستورية الألمانية على الاقتراضات الجديدة أو على إنشاء صندوق خاص آخر ممول بالديون للإنفاق الدفاعي.
لكن ليندنر وحزبه استبعدوا فكرة الحصول على المزيد من القروض بشكل يتجاوز القواعد المالية.
ووفقاً لـ"بلومبرغ"، فإن مأزق الإنفاق هذا أثار تكهنات بأن شولتز قد يجمع بين الموافقة على مشروع ميزانية عام 2025، والتصويت على الثقة في مجلس النواب (البوندستاغ).
لكن كبار مسؤولي الائتلاف الحاكم قللوا من احتمالية اتخاذ مثل هذه الخطوة المحفوفة بالمخاطر، والتي قد تؤدي إلى إجراء انتخابات مبكرة في أسوأ السيناريوهات.
ومع انتهاء الانتخابات الأوروبية، يبدو أن أحزاب الائتلاف الألماني الحاكم تتجه نحو هزيمة جديدة في سبتمبر المقبل عندما يختار الناخبون في 3 مناطق بشرق ألمانيا المجالس التشريعية للولايات، إذ تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" القومي سيفوز بأكبر عدد من المقاعد في الولايات الثلاث، بحسب "بلومبرغ".